”كنا حقل تجارب لبيولوجيين روس.. لم يكونوا أطباء وندمنا على لعب الكرة”؟
”نريد معرفة الحقيقية.. ولن نتراجع عن مطالبنا حتى نكشف المهزلة”
خصّ اللاعبون القدامى الذين يعاني أبناؤهم من إعاقة، نتيجة الشكوك التي تسربت لهم حول تناولهم منشطات خلال فترة الأطباء الروس نهاية السبعينات وخلال الثمانينات، بربورتاج حي تم بثه على قناة “النهار تي في”، وتم تسليط الضوء من خلاله على معاناتهم التي يعيشونها بسبب إعاقات أبائهم، مجددين إصرارهم على عدم السماح في حقهم وفتح تحقيق لمعرفة الحقيقة التي أكدوا أنهم سيذهبون إلى أبعد نقطة لمعرفتها، وخلال حديثنا إلى كل من محمد قاسي السعيد، محمد شعيب، ميلود كويسي وكذا عبد القادر تلمساني، أكد هؤلاء أنهم ساخطون على تماطل المسؤولين المباشرين، وبدرجة خاصة وزارة الشباب والرياضة، في فتح تحقيق في الموضوع، متسائلين عن مغزى من هذا التماطل…وعلى الرغم من الإختلاف الطفيف في حديث كل طرف إلا أن الصرخة كانت واحدة، وهي أنهم يعانون ويصرون على كسر جدار الصمت وطرح القضية، فاللاعب الدولي السابق محمد شعيب كان أكثر حزما من خلال تأكيده على أنه لا يشك على الإطلاق في تناوله منشطات محظورة ساهمت في معاناته الحالية، وقال إنها ليست شكوكا على الإطلاق، وراح أبعد من ذلك من خلال تأكيده على ندمه على احتراف كرة القدم انطلاقا مما لحق به وبأبنائه، على الرغم من تأكيده على أنه لا علاقة له بواجبه تجاه بلده، وهو الإنطباع نفسه وجدناه لدى اللاعب الدولي السابق لاتحاد الحراش والمنتخب الوطني ميلود كويسي الذي أكد على أنه نادم على لعب الكرة انطلاقا من الوضعية المزرية التي وجد نفسه فيها، أما قاسي السعيد فأكد أنه ليس نادما على حمل الألوان الوطنية لكنه بالمقابل أوضح أنه لو كان يعلم أنه سيحدث له ما حدث لما لعب الكرة على الإطلاق، كما قال، انطلاقا من حق أبنائه عليه على ضوء هذه الوضعية التي يوجد عليها، ومن أبرز ما استوقفنا هو تصريح اللاعبين المعنيين بأنهم كانوا حقل تجارب للروس الذين رفضوا تسميتهم بالأطباء بل اعتبروهم كيميائيين وبيولوجيين فعلوا ما يحلو لهم، وهو ما ساهم في الطامة الكبرى التي وصلوا إليها من خلال إعاقة أبنائهم الذين من حقهم أن يطالبوهم بالحقيقة، وهو ما يجعلهم يصرون على معرفتها على الرغم من جملة العراقيل التي تواجهوهم. من جهته محامي اللاعبين مراد بوطاجين جدد تأكيده على إصراره على أن تكشف الحقيقة وعلى ان يكون الحل جزائري خالص لانهم ابناء الجزائر، متحدثا عن العراقيل التي واجهها خاصة من جانب وزارة الشباب والرياضة على عكس وزارة الصحة التي وعدت بحل المعضلة بالرغم من أن الوقت قد طال نوعا ما.
شعيب: “كفاكم تخديرا لنا.. هل فزنا بكأس العالم حتى نتحدث عن إنجازات ؟”
محمد شعيب الذي بدا ساخطا من حديث البعض عن نتائج إيجابية وضرورة الحفاظ على حلاوة هذه النتائج بعدم التطرق إلى هذا الموضوع الذي قد يسيء إلى منتخب الثمانينات، تساءل قائلا: “عن أي نتائج يتحدثون؟ نحن نعاني والبعض يحدثنا عن النتائج.. هل فزنا بكأس العالم؟ كفانا تخديرا للناس، لم نحقق أية نتائج، وأقول لهؤلاء اصمتوا من فضلكم فمعانتنا أكبر ونحن نصر على كشف الحقيقة التي أصبحت جلية للعيان”.
قاسي السعيد: “أوقفت ابنتي المعاقة عن الدراسة لأني لم أستطع الذهاب بها والعودة بها كل يوم”
وقد كشف محمد قاسي السعيد الذي استضافنا بمنزله في القبة، أنه مستاء من تماطل المسؤولين في فتح تحقيق، داعيا إياهم إلى عدم الإختباء وراء المكاتب كما قال- ومتحدثا عن معاناته مع ابنته التي تبلغ من العمر 27 سنة والتي تعاني من تأخر عقلي، وكيف أجبر على إيقافها على الدراسة بسبب عدم قدرته على الإستمرار في الذهاب والعودة من المدرسة، في جانب من معاناته التي تحوم الشكوك بقوة حول تناوله المنشطات في عهد الأطباء الروس الذي كانوا يشرفون على المنتخب الوطني، داعيا زملاءه الذين شككوا في الرواية إلى التزام الصمت لأنهم لا يعانون ما يعانيه وباقي اللاعبين السابقين.