''حلاق'' يبعث رسائل إلكترونية تهديدية لضرب مواقع هيئات نظامية عبر العالم
فضائيات”العربية”و”ميدي1 سات” بثت تهديداته كـ ”أخبار عاجلة
زعم تواجد جواسيس دول أجنبية يعملون لصالحها بمؤسسات خاصة في الجزائر
اتخذ تنظيم”السلفية” خطة جديدة في نشر الرعب والخوف بين أوساط الناس، وهذه المرة مجندو” دروكدال عبد المالك”، تخطوا الحدود الإقليمية، ليمارسوا تهديداتهم على دول أجنبية، وهذا ما توصلت إليه مصالح الأمن التي أطاحت بشاب يعمل كحلاق من ولاية الأغواط، كان وراء رسائل الرعب والتهديد التي تلقتها سفارات أجنبية وقنصليات، وتم نشرها في المسارح الإعلامية والقنوات الفضائية وتمريرها على المباشر كأخبار عاجلة.
تفجير القضية، كان بعد أن ألقت مصالح الأمن القبض على المدعو ”ح.ا” السنة الماضية داخل محله، حيث اعترف في محاضر سماعه عند الضبطية القضائية أنّه في سنة 2004 كان يتردد على مقاهي الأنترنيت بالأغواط، بعد تشغيله لعلبة إلكترونية تبادل فيها في بادئ الأمر الرسائل مع بعض الأصدقاء، إلا أنه وفي سنة 2005 خطر على ذهنه فكرة مراسلة بعض الدول الغربية والعربية وتهديدها عبر رسائل إلكترونية باسم الجماعات المسلحة، حيث فتح شهيته برسالة وجهها للسفارة الأمريكية بالمغرب، فحواها التهديد ليتكرر الأمر معه بمراسلته كل من السفارة الكندية في المغرب سنة 2006 وأخرى وجهها إلى مصالح الأمن البلجيكية، ليبلغهم فيها بوجود أشخاص مغاربة وأفغان يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية على الأراضي البلجيكية بالإضافة إلى السلطات الإيطالية ومصالح الأمن الفرنسي التي أخبرهم فيها بأن الجماعة السلفية للدعوة والقتال بصدد تفجير ثلاث مناطق حساسة في فرنسا، على طريقة تفجيرات 11 سبتمبر بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 2001 .
وأوضح الملف القضائي للمتهم؛ أنه وفي فيفري سنة 2010استغل الأزمة التي كانت بين الجزائر ومصر حول كرة القدم، ليقوم بمراسلة المركز الأمني للإدارة العامة والعلاقات وشركة المقاولين العرب وكذا وزارة خارجية مصر يهددهم باسم الجماعات المسلحة، بتنفيذ عمليات انتحارية في مصر في حالة عدم خروج كل المصريين من الأراضي الجزائرية، ولم يكتف المتهم بذلك، بل قام بمراسلة وسائل الإعلام منها قناة ”العربية ” وقناة ” ميدي ١ سات ”، هذه الأخيرة قامت بعرض رسائله على القناة على شكل ” خبر عاجل”، وذلك باسم مؤسسة الأندلس هيئة الإعلام لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. وفي نفس السياق؛ فإن المتهم قد قام في مارس من السنة الماضية بتهديد السفارة الكندية بالمغرب وإعلامها باحتمال تعرض كندا لعمليات تفجيرية. وعلى الصعيد الوطني فقد كان المتهم وراء التهديدات التي تلقتها كل من وزارة الدفاع بالجزائر ورئاسة الجمهورية، والتي جاء فيها تواجد شركة أجنبية بالأغواط، توظف جواسيس لديها.
وقائع وتصريحات عدل عنها المتهم أمس، حيث قابل القاضي الجنائي برفض كل تلك الأقوال، مؤكدا على عدم وجود أية علاقة له بالتهمة المنسوبة إليه مصرحا بأن له مستوى دراسي محدود تمثل في السابعة متوسط، وأن هذا يحول دون إتقانه استخدام الإعلام الآلي. النيابة العامة في جلسة أمس بالمحكمة الجنائية بمجلس قضاء العاصمة، واجهت تصريحات المتهم ”ا.ح” المتابع بجانية الإنخراط في جماعة إرهابية، غرضها بث الرعب وانعدام الأمن والتهديد بواسطة محررات وشعارات، مؤكدة على أن مستواه الدراسي لا يعني بتاتا عدم إتقانه استعمال جهاز الكمبيوتر مستشهدا بتصريحاته الأولية أمام مصالح الأمن التي تفيد بأن المتهم قد أنشأ علبة إلكترونية نسبها للجماعات المسلحة التي كان يتكلم باسمها وكأنه ممثلهم الإعلامي، منوهة إلى خطورة الوقائع المتابع بها المتهم التي شكلت نوع من اللأمن عدم الإستقرار في هذه الدول والهيئات التي تلقت هذه الرسائل، مركزا على القرائن القوية التي وردت في الملف القضائي في حق المتهم، ليلتمس في الأخير توقيع عقوبة 15 سنة سجنا نافذا ضد المتهم مع تغريمه مبلغ 50 ألف دج، غير أن المحكمة وبعد مداولتها القانونية، قررت إدانة المتهم بعام حبسا نافذا، بعد إعادة تكييف الجناية إلى جنحة التهديد.