إعــــلانات

يذبحون ثيرانا وأغناما ويغطسون الأيدي في دمها ويلطخون جدار المقبرة:طقوس شعوذة وقرابين وثنية تجتاح الجزائر لمواجهة العنوسة والعقم والمنصب

بقلم ع.ب
يذبحون ثيرانا وأغناما ويغطسون الأيدي في دمها ويلطخون جدار المقبرة:طقوس شعوذة وقرابين وثنية تجتاح الجزائر لمواجهة العنوسة والعقم والمنصب

تعرف المناطق الداخلية عودة هائلة لما كان يعرف بـ”الزيارات” و”الوعدات” التي كانت تلم الشمل ويتصالح فيها الفرقاء، كما كان يذبح في هذه المجالس أغنام وأبقار تزيد في مجالسهم متعة وجمالا، غير أنه حدث ويحدث في هذه الأيام هنا في هذه الأرض الجزائرية وتحت أعين جزائرية وبرقصات وأنغام جزائرية وفوق قبور بداخلها رفات وجثث، أشياء غريبة لا تمت لما ذكر سالفا بأية صلة. في أسطر معدودة ودونما أي تعليق ولا تعقيب، أردنا أن نسلط الضوء وننقل الصورة الكاملة وبكل ألوانها كما هي وبلسان من حضروها.
يحدد اليوم مسبقا، ويتم جمع المال للتحضير لذلك مسبقا ثم يتم إخبار كل سكان المنطقة باليوم عن طريق البراح أومكبر الصوت، ليبدأ السكان ممن يؤمنون ببركة ذلك الولي الصالح أوالمقام الصالح بالتوجه إلى مكان الزيارة حاملين رايات خضراء أوعلب الشمع أوالحناء في اليوم المحدد سالفا.
ومن ثمة يبدأ الجميع بالتجمهر بداخل المقبرة التي تضم ذلك المقام، ثم يتم إحضار الفدية “القربان” ثورا كان أو غنما ليتم ذبحه وغطس الأيدي في دم الثور ووضع الأيدي على جدار تلك البناية التي تضم الضريح، ومن ثمة يؤخذ الثور إلى النساء اللاتي يشرفن على تحضير المأدبة، وإبان تحضير المأدبة يقوم الحضور بالرقص على أنغام الدف والمزمار والطواف على ضريح “الولي” وترديد ابتهالات وأدعية لمنح المريض الشفاء والعقيم الولد والعانس الزوج و…. أما السادة من الحضور ممن حالفهم الحظ فيقومون بالدخول إلى ضريح ذلك الولي ويأكلون شيئا من التراب الذي يفترشه قبره للتبرك، وكذا يقّبلون القماش الذي يكسوه ويتوجهون بالدعاء إلى ذلك القبر بأن يفرج عنهم الهم والغم.
وقائع هذا الاحتفال أو الزيارة تحدث داخل المقبرة التي يوجد بها الضريح مع العزف على الدف والمزمار والرقص على القبور، مما جعل أغلب هذه القبور تفقد معالم توحي بوجودها بعدما سوّتها أقدام أولئك الراقصين مع الأرض. ويبقى هذا التجمع من النهار إلى غاية الليل ليبيت الحضور ممن كانوا غرباء عن الديار في خيم كبيرة، وعلى عزف الدفوف والمزامير تحيى سهراتهم الليلية رجالا ونساء.
هذه بعض المشاهد التي نقلها “ك.ث”، البالغ من العمر 35 سنة، ممن حضروا هذا الاحتفال، وقد ذهب إلى حد التأكيد على بلوغ الأمر خطورة كبيرة في مقام آخر أو بالأحرى بمقبرة أخرى، والذي لا يوجد به أصلا ضريح. بينما أهل تلك المنطقة بنوا بداخل مقبرتهم بيتا ليحج إليه والتجمع فيه والطواف عليه. كما يقوم الحضور بالرقص على أنغام الدف والمزمار ممن كان بهم مرض آملين في الشفاء.

شمع استغل سابقا داخل القبر بـ 10 آلاف دينار

ويقول “ع.هـ”، 28 سنة، ممن حضروا هذا التجمع، أنه يتم بيع أشياء لا ثمن لها ولا قيمة بأسعار عالية جدا بدعوى التبرك، كأن تباع قطعة شمع استغلت سابقا بداخل ذلك المقام ولم يتبق منها إلا الشيء القليل بـ10 آلاف دينار بعد أن عرضها أحد المشرفين على هذا التجمع على أنها تشفي من العقم، وكذا بيعت علب الحناء وبقايا الشمع بآلاف الدينارات إلى كل ذي علة أو مرض، ويتم هذا البيع عن طريق المزاد والتنافس.
كل هذه الأحداث ليست بعروض سينما ولا هي تقارير مرسلة من طرف مراسل من كربلاء ولا النجف بل هي من ولاية المدية، فالحالة الأولى وقعت بإحدى البلديات الواقعة شرق المدية والثانية بجنوبها، وأخذنا هذه البلديات كعينة على غرار أغلب البلديات الداخلية منها، وعندما تقدمنا لأحد المشرفين على هذا التجمع واستفسرنا عن قانونيته وموضوعيته أطلعنا على ترخيص موقع من طرف السلطات المعنية، باستثناء عمليات جمع الأموال، والتي غالبا ما تجمع عرفا وسرا. كما تقام هذه الحفلات في أغلب الأحيان لمواجهة الجفاف بعدما فشلت الدولة في مواجهة مثل هذه الأخطار الطبيعية.

أئمة يلمحون على أنها عادة دخيلة ومحرمة

كما عرفت هذه العمليات الأشبه بالشيعية بامتياز تلميحا من طرف بعض الأئمة بحرمتها وأن هؤلاء أصبحوا قبوريون -أي عبدة القبور – وأن ما قاموا به يدخل في خانة الشرك بالله، غير أنه وفي ظل عدم تحمل الوزارات الوصية المسؤولية تبقى هذه العمليات تلقى رواجا هائلا ودعما مفرطا، وخلال هذه السنة سجل متتبعو هذه الحفلات حضور العديد من الوافدين من المدن الساحلية ومن الإناث خاصة، مما يؤكد أن هذه التصرفات والطقوس لن تبقى حكرا على سكان المناطق النائية فقط، بل ستعرف خلال الأيام القادمة انتشارا هائلا. كما ستحظى بالترويج ما لم تضع الدولة حدا لهذه التصرفات التي تهدد المجتمع والدين.

رابط دائم : https://nhar.tv/t2swb