يا من تظن أنني من وجعك اكتفيت.. هات ما عندك إن كنت تحطيمي ابتغيت
أضحك ملئ شدقي حين أتذكر كم كنت غبية، ساذجة طيبة آمنت بكل أكاذيبك وترهاتك. تركتك تمارس عليّ غطرسة الرجل الشرقي الذي لا يرضى سوى بأدوار البطولة. وسمحت لك أن تعزف باسم الحب المزيف الذي كنت تكنه لي أجمل سيمفونية.
لم أكن على قدر كبير من الذكاء أمامك، وسأكون صادقة لو أنني اعترفت لك من أنك نجحت في سلبي قواي، وكل روحي. كنت عاشقة ولهانة معك ولأجلك وبسببك.
كدت أخسر روحي. سلمتك مقاليد الحكم في كيان كنت قبل أن أعرفك سيدته. فلطالما حاول قبلك رجال الحوم حولي للظفر بكلمة مني إلا أنني لم أكن لأسمح لأي منهم أن يلقف مني شيئا.
ممتنة أنا للأقدار التي لم تخبأ لي في بداية علاقتنا إلا الجميل، فقد كان كل شيء ساحر لدرجة أحسست فيها بأنني في عالم أخر. كنت تدرك نقاط ضعفي فسرعان ما رحت تغطي نقصي بكثير من الحنكة الخبيثة.
أتخمتني بالحب والعاطفة، فصرت الهواء الذي أتنفسه، كنت كل شيء بالنسبة إليّ ولم أكن أنا بالنسبة لك سوى سدّ خانة. أو لعبة تسليت بها لتتخلص منها فور ملك منها أو لنقل فور تأكّدك من أنك أتيت على آخري.
عظيم هو الغرور الذي جعلتني أحياه، فحبك جعلني في خيلاء كبير لم أستفق منه سوى بعد أن رميتني بسهام الترك والخذلان.
كنت كمن يحيا حلما لم أشأ أن أستيقظ منه، حلم جميل صدمت بعده بهجر أوجعني وضربني في مقتل. ضربة أسديتها إلى قلبي المفعم بك والذي بات مذلولا خائر القوى على أن يستجمع بعضه ليحيا من جديد.
موت حقيقي بت أحسه، جسدي بلا روح فأنت كنت روحي فهل تساءلت يوما عن فداحة ما اقترفته؟.
هل تساءلت عن جرمك الذي أفضاني مصابة بعاهة أبدية أسميتها انسلاخ قلب ووجع روح؟. هل أحسست بمدى تماديك في جعلي اليوم تائهة حتى في اتخاذ أبسط قرار؟، هل تحسرت مثلي يوما على أنك بت تحمل لقب جلاد أنثى لا ذنب لها سوى أنها أحبتك؟، هل تراك في دوامة مثلي تائه لا تعرف رأسك من أخمص قدميك؟. لا عيب في أن يكون لك اعتراف أو وقفة تجلّي من أنك هزمتني.
باسم الحب بدأنا وباسم النجوى التقينا وتحت لواء الخداع مارست عليّ كل أنواع التنكيل النفسي. تركتني أحتسب أمري إلى الله وقد أعياني الألم والشّجن. تحسبني وقد قتلت في روحي إلا أنني أخبرك أنك نجحت. حتى في أن استأصلت كل مشاعر السلوى والصبر التي كان بإمكانها أن تطبطب على قلبي المكلوم على يديك.
لك أن تنتشي بما اقترفته في حقي، ولك أن تفخر من أنك قضيت على قلبي وعليّ مرة واحدة. لدرجة أنّ عقودا من الزمن لن يكون بوسعها أن تشفيني. أو أن تخرجني من هالة الوجع الشديد وهول صدمة أعدّها أكبر مصيبة حدثت معي.
سأكون صادقة وسأخبرك بسرّي المكنون أنني لم أعد أحسّ بشيء فهات ما عندك إن كنت تريد شنّ حرب ضدي. لـتأتي على بقايا وأشلاء قلبي.
هو الأمر الذي أظنه يرضي غرورك ويجعلك في منتهى التقبل النفسي (هما الضعف والنقص اللذان تحاول طمسهما من شخصية نرجسية مرضية هي أنت).
تعالى وخض حربا ضدّ إنسانة ماتت وهي على قيد الحياة، فقبلا شننت حربا ضدي. وأنا من دون سلاح بينما كنت أنت في منتهى القوة بسبب الغرور والخديعة.
والآن ها أنت تشن حربا ضدّ قلب متوقف مع سبق الإصرار والترصد، قلب احتواك فقدته للهلاك وأنت تجهل أنه لا أحد يسكنه سواك.
فخورة جدا لأنني وجدت في قوتك وهيلمانك ضعفا لا يضاهيه ضعف، فخورة لأنني اكتشفت مكامن النقص التي أنت تجهلها في نفسك. عظيمة هي روحي التي لم تمط عنك عيوبك حتى بعد الخديعة التي جعلتني أحياها، ليس لطفا مني بل شفقة عليك.
أشفق عليك بالرغم من انكساري أنك وبغرورك الذي غذيته أنا صرت تحسب نفسك بطلا مغوارا. تمشي مختالا وكأنك أحرزت فوزا عظيما وأنت لمتقترف سوى جرم رخيص من قلب تعيس لم يقدر إحساسي وحبي.
لا سامحك الله ولا غفر لك، سنلتقي عند الله كخصمين وسأقتص منك في محكمة الآخرة. أين لن يكون لك مفر أو حيلة تنفذ منها، حينها فقط سأرتاح. وأتنفس الصعداء فلا رحمة لمن باع وخان، ولا تراجع عن قرار مقتي لك بعد عاصفة من الحب الكبير الذي لم تدرك قيمته، فيالك من بائس تعيس.
حاكتها: “ب.س”