وكيل جمهورية تبسة يتلقى تقرير تشريح جثتي الشابين ويحقق في ظروف الوفاة
استمرت صباح أمس بأحياء لاروكاد عملية غلق الطرق المزدوجة، بحضور مكثف لقوات مكافحة الشغب، التي تعززت بوحدات إضافية من مناطق مجاورة، ولم تتم عمليات الإصطدام بين الطرفين، حيث قام المحتجون بإضرام النار في العجلات المطاطية وضع المتاريس والأحجار، في حين سجلت النهار مساء أول أمس توقيف ٥ أشخاص من طرف عناصر الأمن.
فيما بلغ عدد الإصابات بصفوف الشرطة بنحو 24 شرطيا منذ بداية الأحداث بالرشق بالحجارة، نقلوا على جناح السرعة إلى مستشفى عالية صالح، بعدما شهدت الاستعجالات الطبية والجراحية تحطيما كليا للتجهيزات وتخريبا طال جميع المكاتب، وهي المرّة الرابعة التي يتعرض فيها مقر الاستعجالات الطبية إلى عمليات تخريب متعمدة من طرف عناصر كشفتهم المصالح الأمنية بممارستهم التهريب وحرمان مئات الآلاف من المواطنين من الاستفادة من العلاج، حيث حوّلت الاستعجالات إلى عيادة طريق قسنطينة، في حين أكدت المصالح الصحية بالولاية على أن الخسائر تفوق الملياري سنتيم، وفي ذات الوقت تم تسليم جثتي الشابين (خ -ح)،(ج ب) 42 سنة، بعد خضوعهما للتشريح، حيث شيعت جنازتهما إلى مثويهما الأخير بمقبرة المدينة، ومن جهة ثانية تسلّم وكيل الجمهورية لدى محكمة تبسة مساء أول أمس رسميا تقرير الطبيب الشرعي الذي أخضع الجثتين للتشريح بناء على أوامر نيابية، ومن المنتظر أن يجعل التحقيق القضائي حد للإتهامات المتضاربة حول ظروف مقتل الشابين، بعدما وجهت أصابع الإتهام من طرف أقرباء القتيلين لعناصر الأمن بالتسبب في مقتلهما رميا بالرصاص، حيث كانا على متن سيارة رباعية الدفع نوع”فورد”مشتبه فيها محملة ببضاعة، الاتهامات التي نفاها مسؤول خلية الإعلام والاتصال الذي انتقل لعين المكان، مؤكدا بأن الشائعات وراءها أطراف من المهربين، تعرفت مصالح الأمن عليهم يحاولون تعفين الأجواء وتأجيج الشارع، لجر مزيد من المواطنين إلى أعمال العنف والتخريب، مضيفا بأن القتيلين لقيا حتفهما نتيجة الإفراط في السرعة أثناء مشاهدتهما لتشكيل ثابت لعناصر الأمن، أثناء الليل حاولوا خلالها الفرار لتتحرك في اتجاه السيارة سيارة تابعة للشرطة، غير أن سائق الفورد فقد السيطرة على السيارة التي انحرفت عن مسارها وارتطمت بجدار مرآب لتنقلب، وأثناء محاولة عناصر الأمن والحماية المدنية الاقتراب من السيارة خرجوا عليهم العشرات من السيارات الرباعية الدفع من الأحياء المجاورة وعلى متنهم مئات من الأشخاص، قاموا برشق عناصر الأمن بالحجارة، ومنها تم إخراج القتيلين وإضرام النار في سيارة الفورد، يضيف مسؤول خلية الإعلام الأمر الذي دفع بعناصر الأمن إلى إطلاق عيارات نارية تحذيرية في الهواء، ويبقى التحقيق القضائي كفيل بكشف حقيقة سبب الوفاة، ومن جانب آخر أفاد مصدر النهار أن المديرية الولائية للصحة قد ذاقت درعا بمثل هذه العمليات الانتقامية، التي يتعرض لها الأطباء والممرضين وحتى المرضى ، وتخريب مؤسسة طبية تعود ملكيتها للمواطنين بالدرجة الأولى، طالبوا بحماية أكثر، ومن المنتظر تحريك شكوى رسمية أمام الجهة القضائية، وأمام هذا الوضع المتردي عبر العديد من المواطنون عن تذمرهم من الوضع الأمني المتساهل في العديد من القضايا رافضين استمرار الوضع الحالي.