وقفة مع النفس

حسن الظن هو عبادة قلبية تنبُع من داخلِ قلبِ المؤمن، ولا يُمكن الإيمانُ بالله عز وجل من دون اليقين والثقة به، وهناك الكثير منَ الأشخاص الذين يجهلون حقيقة حسن الظن بالله وأهميته، ولا يفهمون معناه الحقيقي، لذلك على المؤمن دائما أن يحسن الظن بالخالق .
حسن الظن بالله طمأنينة وراحة لقلبِ المؤمن وأيضا سعادة له في الدنيا والآخرة، ويجب أن يحسَن المؤمن الظن بالله عند نزول المصائب، فالمؤمن يسلم نفسه إلى الله تسليما كاملا، ويوقن بما عندَ الله من خير، لذلك سميّ الإسلام بالإسلام، لأن المؤمن يسلم جميع جوارحهِ وعقله وقلبه لله سبحانه وتعالى وهو واثق بعدله وحكمته. منَ المعروف أن الله تعالى له 99 اسما وصفها لنا، وأي شك في صفة من صفات الله يوقع الإنسان في سوء الظن، فقد قال ابن القيّم رحمهُ الله: «وأكثرُ النّاس يظنّون بالله ظنّ السّوء فيما يختصّ بِهم، وفي ما يفعلهُ بغيرهِم، ولا يسلم من ذلك إلّا من عرفَ الله وأسماءهُ وصفاته، وعرفَ موجبَ حكمته وحَمده»، وبالتالي على المؤمن ألا يوقع نفسه في شك في صفة من صفاتِ الله تعالى، وعليه أن يؤمن بها جميعا.
اجتناب المنكرات، فالمؤمن ليس مَعصوما منَ الخطأ، لكنه مُحاسب إذا لم يتب منه، وبالتالي على المؤمن الحقيقي أن يتوبَ إلى الله بعد ارتكابهِ لكل معصية، وهو يوقِن ويؤمِن بأن الله سيغفر له ما تقدمَ من ذنبه وما تأخر، وأيضا عندَ الابتعاد عن المُنكرات مثل شرب الخمر و والربا وغيرها من المنكرات، يجب أن يوقن بأن الله سيجازيه خيرا على ما يصبر عليه من المَعاصي.
على المؤمن أن يوقن بأن خزائنَ السماوات والأرض بيد الله تعالى، وأن العطاء لا ينقص ما عندَ الله شيئا، وأن امتناع الله لعبدهِ ليس بخلا منهُ وإنما لحكمَة قد وضعها الله لخيرِ العبد، فالإيمان بهذا الكرم وشكرِ الله على النعم الموجودة والرضى بما آتاه الله مَنها هو حسنِ الظن بالله، فقد قال الله تعالى: «وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ».
الإقبالِ على الطاعات، فالمؤمن يحسنُ الظن بالّله ويخلص في عبادته وطاعته، فعلى سبيلِ المثال إنسان يُصلي جميع الصلوات يوقن بأن الله سيجازيه على طاعاتهِ، وأن الله لا يضيع أجرَ المحسنين.
^ ليلى/ باتنة