وفاة 6 مواليد جدد خلال الأسبوع الماضي بمستشفى مصطفى باشا
توفي 6 مواليد جدد بمصلحة التوليد بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا بالعاصمة، خلال الفترة الممتدة من 3 نوفمبر إلى 9 نوفمبر الجاري، بينهم مولودتين، لأسباب مختلفة قال مصدر مطلع إنها تتعلق بنقص في عدد الموظفين.
مشيرا إلى أنه يوجد طبيب واحد يضمن المداومة الليلية ويشرف على حوالي 40 مولودا جديدا بالمصلحة، كما توجد ممرضتان فقط تعملان بصفة دائمة وتتكفلان أحيانا بأكثر من 60 مولودا ومهمة نقلهم كل 3 ساعات لترضعهم أمهاتهم. وكشف مصدر مسؤول بالمصلحة أنه بالإضافة إلى وفيات المواليد “تطرح أيضا مشاكل ولادتهم بعاهات وإعاقات بسبب هذه النقائص في العنصر البشري”. تنقلنا إلى هذه المصلحة صدفة ولم تكن لدينا نية في إعداد أي موضوع هناك، لكننا تفاجأنا بالوضع الذي توجد عليه، خاصة قاعة الانتظار “المختلطة” التي تعاني من نقص الكراسي واهترائها لتكون الأولوية للنساء الحوامل والأمهات مع مواليدهن. وخلال دردشتنا مع بعض المتواجدين في القاعة طرحوا إشكالية وجود كاميرا بهذه المكان، وأعرب العديد من الأزواج عن استيائهم من “مراقبة” زوجاتهم ووصفوه بـ”غير اللائق”، في حين لا توجد في المقابل كاميرا بالمدخل الرئيسي للمستشفى لمراقبة حركة الزوار. دخلنا مصلحة التوليد خلال الساعات المقررة للزيارة، مما سمح لنا باستراق النظر في بعض الغرف، ولفت انتباهنا في أول غرفة تقع على اليسار وجود سيدة تفترش الأرض، وعلقت على دهشتي بأنها “تحمد الله” رغم كل شيء لوجود مكان ترقد فيه، واعترفت أن من يدخل هذه المصلحة يصاب بصدمة نفسية “وتتعقد ولادته”. وأكدت لي سيدة تجهل هويتي أنها ظلت لمدة امتدت من السبت الماضي إلى غاية يوم الأربعاء متمددة على “شاريو”، وهو العربة التي تنقل المرضى والحوامل.
من جهة أخرى، اشتكت طبيبة أمراض النساء والتوليد من الضغط الحاصل في المصلحة، قائلة “المفروض أننا نقوم بأربعة مداومات خلال شهر، لكننا في الواقع نقوم بمداومة واحدة في يومين وهذا مرهق جدا”، وقالت إن مناوباتهم الليلية تكاد تكون كابوسا يتكرر كل ليلة، وذلك راجع إلى الضغط الذي يتعرضون له أثناء كل مناوبة، حيث أغلبية التحويلات القادمة من مختلف ولايات الوطن بمصلحة التوليد لمستشفى مصطفى باشا الجامعي، ويصل عدد العمليات الجراحية الخاصة بالولادة في مناوبة ليلية واحدة إلى 9 عمليات، وتواجه الممرضات نفس الضغط. وعلمنا من شهادات متطابقة أنه توجد ممرضتان فقط للإشراف على مواليد المصلحة الذين يتجاوز عددهم أحيانا 60 مولودا في اليوم. و تعاني مصلحة التوليد والأمومة بمستشفى مصطفى باشا من اكتظاظ فظيع، لكن المعلومات المتوفرة لدى “النهار”، والتي وقفنا عليها ميدانيا، تشير إلى أن العديد من الغرف في الطابق العلوي مقفلة. وأشارت شهادات متطابقة لسيدات حوامل استفسرن عن سبب شغور هذه الغرف مقابل رفض استقبالهن “أنها مخصصة لاستقبال الحوامل المصابات بداء فقدان المناعة “السيدا””. إلى ذلك يبقى قبو المصلحة شاغرا، وتم تخصيص بعض القاعات كمقر للنقابة الوطنية للأساتذة المساعدين في الطب ليبقى الاكتظاظ هاجسا، وهناك مساع لتحويل مصلحة التوليد إلى العيادة المتخصصة في التوليد فقط “نعيمة” لمواجهة هذا الإشكال.
ولم نتمكن من الحصول على رد من وزارة الصحة، وبعد اتصالنا بالمكلف بالاتصال بوزارة المعنية طلبت منا سكرتيرته إيداع طلب باسم الصحفي وطبيعة المهمة، على فاكس الوزارة، للحصول على الرخصة وتوجيهنا، رغم أن القضية تتعلق فقط بتأكيد معلومات.