هل أصرف زوجتي عنّا لأنها جعلت الموت يُحلّق فوق رؤوسنا والخطر يُحدّق بنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: إخواني القرّاء مشكلتي خطيرة جدّا لأنها جعلت الموت يحلّق فوق رؤوسنا والخطر يحدّق بنا، بسبب زوجتي التي استهانت بالأمر، ويبدو أنها لن تشعر بالكارثة حتى تقضي علينا الواحد تلو الآخر لتلتحق بنا أو لتعيش والشعور بالذنب يطاردها مدى الحياة، إنها تفعل ذلك استهانة بالمرض القاتل، فمن شأن هذا الأخير أن يفتك بصاحبه على الرغم من ذلك لا تبالي .لقد تم تجسيد مرض صهري ـ والد زوجتي ـ الذي يرقد منذ سنوات على فراش الموت، فبالإضافة إلى معاناته مع السرطان والبروستاتا، فإنه أصيب بداء السل، ولأن زوجتي تتردّد عليه يوميا، فإنها لا محال ستنقل لنا هذا المرض القاتل، الوحيدة من بين سبعة إخوة من تهتم بشؤونه ولا تنقطع عن زيارته أبدا، تعتبر ذلك بطولة وتشكر الله أن خصها بهذا الفضل والكرم وجعلها قائمة على شؤون والدها، أبدا لم أمنعها من الذهاب إليه، لأني أدرك مدى الأجر الذي ستناله، لكني بعدما اطلعت على مرضه وعلمت أن أبناءه انصرفوا عنه، خشيىة انتقال عدوى هذا المرض، فإني طلبت منها الامتناع عن الذهاب اليومي إليه، لكنها رفضت وقالت بأن مكروها لن يصيبنا إلا إذا كتبه الله لنا، مما جعلني أرد عليه بضرورة الحذر وقوله تعالى «ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة»، لكنها لا تستوعب الكلام.إخواني القراء، لم أجد حلا سوى الفرار عند والدتي بعدما اصطحبت أبنائي وتركت لها البيت خاويا، مما جعلها تتخذ موقفا معاديا ضدي، رغم ذلك فإنها قامت بزيارة الأبناء أثناء غيابي لشدة اشتياقها، وبهذا التصرّف تكون بجهلها قد أسهمت في انتشار العدوى أكثر، فمن أذن لها بزيارة بيت والدتي المسكينة صاحبة الجسد الهزيل التي لا يمكنها أن تقاوم أي مرض لو قدر الله، يبدو أنها فعلت ذلك نكاية بي.. ما يرعبني أكثر، احتمال الإصابة بهذا الداء الذي لا تظهر بوادره إلا بعد زمن، فكيف أتصرف لأحمي نفسي وأبنائي من هذا الشر.. حقيقة بدأت فكرة الطلاق تراودني فهل بطلاقها أكون قد وفرت الحماية اللازمة لي ولأبنائي؟.
موسى من المسيلة