إعــــلانات

هل أرفض العيش وسط الأمراء والملوك لمجرد هذا السبب؟

هل أرفض العيش وسط الأمراء والملوك لمجرد هذا السبب؟

لم أفكر كثيرا عندما قررت استشارتك سيدتي نور، لأنك حتما لن تخذليني، أقر هذا الأمر لأني من قبل فعلت الشيء نفسه وللأسف الشديد لم أتبع نصيحتك فكانت النتيجة انفصالي عن الزوج الذي طلبت مني عدم الارتباط به، ليس تقليلا من شأنه بل لكوني امرأة لا تؤمن بالسعادة دون المال، وكان هو رجلا يعيش الوسطية في كل شيء، لقد أدركت قبل الأوان أني لن أصمد كثيرا، رغم ذلك جربت حظي وعدت بعدها إلى بيت أهلي، قضيت مدة من الزمن كنت خلالها معلقة لأنه رفض الانفصال، لكن بعد تدخل الأخيار من العائلتين فعل على مضض، ولا أنكر أني من رغبت بذلك لأنه حتى آخر لحظة ظل متشبثا بي، أما أنا فلم يكن يهمني أمره، لأن غايتي العيش الرغيد ولم يكن بوسعه أن يحقق لي ذلك.أصبحت ضمن قائمة المطلقات، ولم أكن محظوظة كثيرا، لأن جل الذين تقدموا لي من نفس شاكلة الأول،العين بصيرة واليد قصيرة، فرفضت المغامرة مرة ثانية، لأن شرطي الوحيد الارتباط برجل ثري، يحقق لي كل الأحلام بما يرضي الله، فلو اعتمدت الطرق الملتوية بتوظيف جمالي الفاتن وحالتي الاجتماعية لنلت هذا المبتغى، لكني رفضت سبل الحرام وظل أملي في الله كبيرا، لأن ما أرغب به أمر مباح، ولحسن حظي تعرفت على الرجل الحلم، أقول الحلم لأن بوسعه أن يطير بي إلى عالم الرفاهية ودنيا البذخ، جزائري مقيم بإحدى دول الخليج ولديه جنسية لدول أوروبية، عرض علي الزواج والإقامة معه هناك، علما أنه إطار في مجال الإلكترونيك، لديه امتيازات يمكن القول أنها فوق العادة، لقد وعد أن يُدمجني وسط العائلات المالكة بسب علاقاته الكثيرة وأقر أنه سيوفر لي حياة الأمراء والملوك  وكأنه قرأ عن بعد ما يدور في خاطري  شرط أن يكون زواجنا بالعقد الشرعي فقط، لأسباب خاصة تمنعه من ترسيم العقد مدنيا، على أمل أن يفعل ذلك لاحقا، لم أتردد لحظة في القبول بهذا العرض، لكني سرعان ما تراجعت وطلبت منه أن يمهلني بعض الوقت، حتى أستشيرك وتأكدي أني لن أخذلك هذه المرة لأني سآخذ النصيحة بعين الاعتبار، علما أني أرغب كثيرا بإتمام مشروع العمر، لقد طلب الحلال والعقد الشرعي في نظري أهم من أي عقد آخر، أليس كذلك.

نرجس/ تيبازة

الرد:

كلاّ، فالعقد الشرعي في هذا الزمن وحده لا يكفي، إذ يجب ترسيم الزواج بوثيقة تحفظ الزوجة من خلالها الكرامة لنفسها وحقها في الزوج وحق الأبناء مستقبلا إذا كتب الله هذا الأمر، الزواج بهذه الطريقة يعتمد عليه صاحب النية السيئة، الذي يعتمد على التحايل فهو يُظهر النية الطيبة ويخفي اللؤم والنية الخبيثة، وقد يفعل ذلك ليبلغ مآربه التي لم يستطع التوصل إليها بغير هذه الحيلة، والارتباط بهذه الطريقة يا عزيزتي لن يحقق لك الاطمئنان والسكينة أبدا، لأن عواقبه وخيمة، ثم إن الرجل بهذه المواصفات بوسعه أن يستبدلك فور أن يقضي منك الوطر، فماذا لو فعل هذا الأمر ثم تنكر لك فيما بعد؟المؤكد أن له زوجة، يحبها ويخشى على مشاعرها، وإلا مالذي يمنعه من الارتباط بك رسميا، إنه لعوب، غايته تمرير هذه النزوة العارضة دون خسائر يسجلها، ولتذهبي بعدها إلى الجحيم رفقة من سبقنك وكن بطلات لمغامراته الدنيئة. هذه الحقيقة ولن أتفوه بغيرها، كما أني لن أخوض معك في المفهوم الخاطئ للسعادة بعدما قرنتها بالمال، لأنك فعلت ذلك في السابق وضحت لك وفصلت بما يجعل العقل الصلب يلين ويستوعب أن ماهية السعادة أرقى بكثير من دنس المادة، لكن التعنت ظل سمة تأبى الابتعاد عنك.إذا شئت التأكد مما سبق ذكره، اطلبي منه أن يرتبط بك رسميا، فلن يدور لحظة واحدة في الساحة.إن ارتباطك بهذا الرجل الذي أطل عليك بمغريات يعلم الله إن كانت واقعية، وليد الطمع والخواء النفسي الذي تعيشينه، فما أتمناه لك عزيزتي، زوج يخشى الله ويأتيك راغبا ليتخذك زوجة في العلن، فيحررك من سجن هذه الأوهام، فإذا حدث فلا تنتظري لأن العمر يمضي ولن يعود أبدا، والهناء لا يتوقف على العيش وسط الأمراء والملوك بل يكفي لصاحبه أن يتمتع بالصحة ويُقدم على طاعة الله ليستثمر من أجل سعادة أبدية في الدار الأخرى.

 

ردت نور

رابط دائم : https://nhar.tv/ENygl