هكذا ينهــب الذهب الجزائري بأجهزة أمريكية
المافيا تقتني أجهزة التنقيب عن الذهب الجزائري من دبي وتمررها عبر النيجر! ^ حسين البياتي صاحب المحل يكشف لـ“النهار” عن طريقة وصول الجزائريين إليه وعن أهم الأجهزة أمريكية الصنع التي تعرف إقبالا
سعر الأجهزة سريعة الاستكشافات يتراوح ما بين 4 و40 مليون سنتيم وتجار الإلكترونيات أكبر المقبلين عليها
إذا كنت ترغب أن تصبح مليارديرا في رمشة عين أو تصبح واحدا من أكبر وأشهر «الصياغين» في الجزائر أو حتى في العالم ويصبح لك إسما في سوق الذهب، فما عليك إلا التوجه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وبالتحديد إلى منطقة ديرة، لتلتقي بالسيد حسين أحمد البياتي عراقي الجنسية، وهو تاجر متخصص في بيع كواشف الذهب. كان يوم أحد والساعة كانت تشير إلى تمام الساعة السادسة مساء، وأنا في طريقي إلى سوق «نايف» بدولة الإمارات العربية المتحدة، طريق يعج بالحركة لكثرة المحلات التجارية كل حسب الإختصاص، يصعب عليك دخول محل وترك آخر، اختصاصات مختلفة لكن تطغى عليها تجارة الإلكترونيات والأقمشة والعباءات، لفت انتباهي وجود محل لتجارة أجهزة محظورة البيع في الجزائر خاصة بالتنقيب عن المعادن النفيسة «الذهب» يحمل اسم «البياتي «GOLD PROSPECTING»، حيث يحوز على ترخيص بممارسة النشاط من طرف السلطات الإماراتية، دخلت المحل وتقربت من صاحبه «حسين أحمد البياتي» في الأربعينيات من العمر من جنسية عراقية، حاولت تصويره لكنه رفض.. أصريت عليه لكنه رفض أيضا.. لم أجد من حيلة أخرى لتصويره سوى اللحظة التي كان يهم فيها بتقديم تفاصيل عن أحد الأجهزة الجديدة التي دخلت محله حتى تمكنت من التقاط صورة له.. يتاجر في كواشف الذهب منذ ثماني سنوات وعلى علاقة بالجزائريين منذ خمس سنوات، والتي توطدت أكثر العام الماضي بفضل مهربين نيجيريين يتعاملون معه، ولديهم تجربة كبيرة في نهب الذهب الجزائري وبالتحديد في منطقتي آرليت وجادو الحدوديتين.أمطرت حسين أحمد البياتي بالأسئلة إلى أن راودته شكوك وراح يستفسر عن هويتي.. هل نحن من الشرطة وبصدد القيام بتحقيق معه؟ فكان ردي «لست شرطية وإنما صحافية جزائرية»، رحب بي وراح يمدني بالمزيد من التفاصيل عن نشاطه وعن الشبكة الدولية التي يتعامل معها وأغلبها من القارة السمراء وبالتحديد من النيجر والتشاد والسودان.. عناصر الشبكة على اطلاع دائم بأحدث الأجهزة المتوصل إليها في مجال التنقيب، والتي تكون غالبا مستقدمة من الولايات المتحدة الأمريكية مثلما هو حال جهاز «ATX» الذي يعتبر من أحدث ما صنعته أمريكا عام 2015، بسعر يقدر بتسعة آلاف درهم أي ما يعادل أربعين مليون سنتيم، هذا الجهاز يعتبر من أغلى الأجهزة بالنظر إلى التقنيات التي زُوِد بها، فهو قادر على استكشاف الذهب على عمق أرضي يساوي أو يزيد عن المترين، ويحتوي على بطارية قابلة للشحن ووزنه الكلي يقدر بخمسة كيلوغرامات و500 غرام، وقابل للاستعمال في كافة المناطق التي تحوي معادن على اختلاف أنواعها.
الأجهزة الأمريكية الأكثر طلبا واستخداما في سرقة الذهب الجزائري
ومن ضمن آخر الابتكارات الأخرى الأمريكية في مجال التنقيب عن الذهب نجد جهاز «GARRETT»، وزنه خفيف ولا يتعدى الثلاثة كيلوغرامات، وسعره يقدر بأربعين مليون سنتيم وقادر على استكشاف الذهب بعمق يصل إلى مترين، يمكن ضبطه حسب خصوصية المنطقة محل التنقيب، وإذا اقتنيته فستحصل على ضمان لمدة عامين.الجهازان سالفا الذكر ليسا الوحيدان اللذان يعرفا إقبالا من طرف «المهربين»، بل نجد جهاز «FISHER» أمريكي الصنع أيضا، الأقل سعرا مقارنة بالأجهزة الأخرى، محدد بأربعين ألف دينار أي أربعة ملايين سنتيم، خفيف الوزن ويباع داخل كيس يسمى «GOLD BUG» يتميز بقابلية لا تصدق في استكشاف أصغر المعادن ويمكن استخدامه في استخراج معادن مختلفة. هذه الأجهزة تعتبر حسب -حسين أحمد البياتي– آخر ما توصلت إليه الابتكارات الأمريكية وتعرف إقبالا منقطع النظير خاصة من طرف المهربين النيجيريين الذين ربطوا علاقات مع تجار جزائريين مختصين في استيراد المنتجات الإلكترونية، وتحوّلوا إلى مستوردين للممنوعات من خلال تحويل هذا العتاد إلى دولة النيجر ومن ثمة إدخاله عبر الحدود البرية إلى الجزائر لاستغلاله في نهب الذهب بها.
شهرتي مع النيجيريين قديمة وبدأت مع الجزائريين قبل 5 سنوات
حسين أحمد البياتي، صاحب محل البياتي لتسويق كواشف المعادن النفيسة الأصلية منذ ثماني سنوات في معرض الحديث الذي خص به “النهار” بمحله المتواجد على طول الطريق المؤدي إلى سوق «نايف» الشهير، قال إن علاقته بالنيجيريين زادت شهرة على الصعيد الدولي عموما والقاري على وجه الخصوص، وتوسعت إلى الجزائريين منذ خمس سنوات، قبل أن يؤكد أن هذه العلاقة توطدت مع ناهبي الذهب منذ سنة على الأقل، بعدما نجحوا في إدخال الأجهزة عبر الحدود البرية التي تربط الجزائر بالنيجر، وتأكدوا من مدى نجاعة الأجهزة أمريكية الصنع التي تتميز بالسرعة في الإستكشاف.بعيدا عن النيجيريين، يكشف حسين أحمد البياتي عن ناهبين للذهب الجزائري من جنسيات أخرى ينحدرون من دولتي السودان والتشاد ينافسون النيجيريين في عملية النهب ويركزون على أجهزة سهلة الاستعمال ليلا.. قبل أن نغادر المحل منحنا صاحبه «بزناس كارد» الخاصة به للاتصال به لمعرفة آخر التطورات الحاصلة في مجال التنقيب عن الذهب عبر الهاتف، من دون الحاجة إلى التنقل، لأن المهربين يعتمدون على هذه الطريقة قبل اقتناء الجهاز الذي يكلّف صرف بضعة ملايين مقابل عائدات من الأراضي الجزائرية بالملايير.