إعــــلانات

هكذا حوّل الربيع البوسني “الخضر” من “أنانيش” في إفريقيا إلى محاربين…

هكذا حوّل الربيع البوسني “الخضر” من “أنانيش” في إفريقيا إلى محاربين…

  المنتخب سجّل 6 أهداف مع حليلوزيتش في 4 مباريات ما لم يسجله في أكثر من عام ونصف  

كسب الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش الرهان وأكد أن النتائج الإيجابية التي حققها منذ توليه أمور العارضة الفنية للمنتخب الوطني، بداية بتعادل تنزانيا، مرورا بفوز إفريقيا الوسطى والفوز الودي أمام تونس، وصولا إلى الفوز الأخير أمام المنتخب الغامبي بعقر داره، بعد أن سبق وأن فاز علينا في مناسبتين.. هذه القفزة النوعية ليست وليدة الصدفة، وإنما أتت بفضل عمل كبير وثورة حقيقية أحدثها المدرب البوسني في التشكيلة الوطنية، خاصة على مستوى الهجوم الذي لم يصبح ذلك الشبح الأسود الذي نغص على الجزائريين وجعل المنتخب يتراجع بشكل رهيب، وحرمه من التواجد فيالكانالأخير بالغابون وغينيا الإستوائية. فعقدة الخوف حُلّت، وعهد الإكتفاء بتلقّي الضربات والأهداف ولّى مع الناخب البوسني، على أمل أن يكون بدون رجعة، من خلال النزعة الهجومية الكبيرة المنتهجة من جانبه والتي مكّنته من قيادةالخضرإلى تسجيل 6 أهداف كاملة في 4 لقاءات (3 لقاءات رسمية ولقاء ودي واحد)، ليحقق ما عجز عنه طيلة سنة كاملة اكتفى فيها منتخبنا بتسجيل 3 أهداف فقط، اثنان منها عن طريق ضربة جزاء، الأولى في الإختبار الودي الذي سبق المونديال الأخير أمام الإمارات، والثانية في الموعد الرسمي في تصفياتالكان”  الأخير أمام المغرب في عنابة، أما الهدف الثالث فكان لڤديورة في مرمى تنزانيا بملعب تشاكر بالبليدة، وهي الأزمة التي امتدت من لقاء كوت ديفوار فيكان” 2010 إلى غاية قدوم حليلوزيتش خلفا لبن شيخة الذي خرج من الباب الضيق إثر الضربة الموجعة التي تلقاها في مراكش أمام المنتخب المغربي برباعية نظيفة، وهو ما يؤكد على حجم الفارق الزمني والعددي بالنسبة للتهديف، الذي يجزم المتتبعون أن المشكلة كانت في النهج التكتيكي المعتمد في الفترة السابقة، والتي كانت تعتمد بالأساس على الإكتفاء بالدفاع وتلقي الضربات عوض الهجوم، على عكس ما هو عليه الأمر مع حليلوزيتش الذي أكد في حديثه إلى الصحافة أثناء تعيينه على رأس العارضة الفنية لـالخضر، أنه يفضّل النزعة الهجومية، وهو ما أكده بالفعل وتأكد من الجميع بعد أن أنهى هذهالعقليةوفرض لعبا هجوميا محضا، مكّنالخضرمن العودة بفوز خارج الديار أمام منتخب غامبي تمكّن في الماضي القريب من الإطاحة بنا مرّتين، وما يبرز النزعة الهجومية للمدرب البوسني هو إشراكه لغزال في الهجوم على الرغم من أنالخضركانوا متفوّقين في النتيجة. كما وقف الجميع عند الإرادة الفولاذية التي عادت إلى لاعبيالخضر، على غرار ما كان عليه الحال في أم درمان والمونديال، على عكس ما كان يتحجج به هؤلاء مؤخرا عن ضيق في التنفس، مثل ما حدث في مباراة إفريقيا الوسطى والإختباء وراء الظروف المناخية، ما جعل الأنصار يتهكّمون عليهم ويصفونهمبالأنانيش، وهو ما أنهاه المدرب البوسني بعد أن عرف مكمن الخلل، حيث سبق المباراة بتصريح حذّر من خلاله لاعبيه من التحجج بالظروف المناخية الإفريقية.وبالرغم من قيمة الإنجاز الذي حققه رفقاؤه أمام غامبيا إلا أن مصباح قال إنه يتعين على الجميع وضع الأرجل على الأرض وعدم التباهي كثيرا بهذا الفوزيجب ألاّ نغتر كثيرا لأننا فزنا على غامبيا وليس غانا، وأمامنا تحديات كثيرة مستقبلا، كما أكد في تصريحات موازية للقناة الإذاعية الجزائرية الثالثة، أن الجزائر لم تفز بكأس إفريقيا ولا يجب أن نغترّ.

حليلوزيتش تحدى الجميع وأنهى سيطرة الحرس القديم بدون خسائر

وعلى الرغم من حملة الإنتقادات التي طالت المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش بعد إقدامه على إحداث تغييرات جذرية على المنتخب الوطني، من خلال تخلّيه عن أسماء كانت توصف بالكبيرة وتصنّف في خانةالممنوع، على غرار زياني وجبور، واعتماده على معيار المنافسة والتألق بغضّ النظر عن اسم وهويّة اللاعب، محترفا كان أم محليا، على غرار اعتماده على مهاجم الوفاق أمين عودية منذ البداية، إلا أن البوسني أثبت بالنتائج والأرقام أنه أحدثربيعا بوسنيافي المنتخب، وفّق فيه إلى حد الآن وأكّد نجاعته بعد أن أتى بثماره، في انتظار التأكيد في المناسبات القادمة.

الفوز لم يكن أمام منتخب كبير لكن الهزيمة أمام إفريقيا الوسطى لم تكن أمام البرازيل كذلك

وبالرغم من التغييرات الجليّة التي ظهرت على معالم المنتخب وطريقة لعبه منذ قدوم الناخب البوسني على رأس عارضته الفنية، إلا أن هناك من لايزال يشكك فيما تحقّق، وراح يبرر ذلك بأن الفوز جاء أمام منتخبات ضعيفة ولا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنتها بمنتخبا أو اعتبارها معيارا حقيقيا للحكم على ما تحقق لحد الآن، وإذا ما سلّمنا بهذا الأمر وذهبنا مع المشككين في كلامهم وتحليلاتهم على الرغم من أن كأس إفريقيا الأخيرة أثبتت أنه لم يعد هناك منتخب إفريقي ضعيف وآخر قوي، وإن كان منتخب غامبيا ليس كبيرا، فإن خسارتنا بثنائية أمام إفريقيا الوسطى في لقاء الذهاب لم تكن أمام منتخب كبير كذلك، ولا تنزانيا التي تعادلنا أمامها، ولا حتى انهزامنا أمام المغرب برباعية كاملة لا يعني أن منتخب الأسود قويّ، وهو الذي أثبتت نتائجه فيالكانالأخير أنّ منتخبنا هو الذي لم يكن في أحسن أحواله في موقعة مراكش.

 

 

رابط دائم : https://nhar.tv/s36iL