هدف قاتل من مريض بالملاريا يؤجل التأهل

فشل «الخضر» في مواصلة نسق انتصارتهم في «كان» 2015 بغينيا الاستوائية، عندما انهزموا مساء أمس أمام المنتخب الغاني بهدف قاتل في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، في ثاني مواجهاتهم في المنافسة الإفريقية، هزيمة وضعت تأهلهم في المزاد إلى غاية المواجهة الأخيرة أمام المنتخب السينغالي. بداية المواجهة عرفت أفضلية لعناصر المنتخب الوطني الذين حاولوا نقل الخطر مبكرا إلى المرمى الغاني، وهو ما تجلى في أول فرصة خطيرة عند الدقيقة السادسة بعدما كاد براهيمي أن يخطف الكرة من الحارس الغاني الذي تأخر في إبعاد الكرة التي وصلته من زميله، وهي اللقطة التي أعطت ثقة أكبر لزملاء فيغولي الذين رفعوا ضغطهم على دفاع النجوم السوداء وتحكموا في الكرة بطريقة جيدة بتمريرات قصيرة وثنائيات جميلة نتجت عنها أبرز فرص أشبال غوركيف في الدقيقة 19 بعد توزيعة أرضية من فيغولي ناحية بن طالب الذي مرت قذفته الضعيفة جانبية تماما عن المرمى الغاني، ليستقر اللعب بعدها في وسط الميدان مع استحواذ جزائري على الكرة ومحاولات محتشمة من الطرف اللاعبين الغانيين الذين تعمدوا استخدام الخشونة في كثير من الأحيان على لاعبي «الخضر»، خصوصا من متوسط الميدان «أكوا»، ما كلفه الإنذار في الدقيقة 26 بعد تدخل عنيف على تايدر الذي كان من أفضل اللاعبين فوق المستطيل الأخضر، وعرفت الدقيقة 29 مشادات بين بعض لاعبي الفريقين إثر تدخل إيمانويل بادو على بلفوضيل، لكن سرعان ما عادت الأمور إلى نصابها، لتأتي الدقيقة 37 أين خلق الهجوم الغاني أول شبه فرصة بعد توزيعة من آتسو اضطر بوڤرة لاستخدام كل قدراته لإبعاد الكرة برأسية من أمام الخطير جيان، الذي كاد يفتتح باب التهديف في آخر دقيقتين لولا التدخل الرائع من ماندي، ليصفر بعدها الحكم نهاية المرحلة الأولى بالتعادل السلبي، مرحلة أنست الجزائريين خيبة الأداء في المواجهة الأولى أمام جنوب إفريقيا وأظهر فيها المحاربون ما كان منتظرا منهم باستثناء التهديف. بداية المرحلة الثانية لم تكن كسالفتها، بعدما رمى الغانيون بثقلهم في الهجوم إثر تراجع «الخضر» إلى الخلف بسبب تراجع لياقتهم البدنية، ما كاد يكلفهم هدفا مباغتا في الدقيقة 51 برأسية خطيرة من القائد جيان التي تمر بعيدة عن مرمى الحارس مبولحي، لقطة أجبرت الناخب الوطني على إجراء أول تغيير بإقحام سليماني بدلا من بلفوضيل الذي أدى مرحلة أولى في المستوى، ونال منه التعب، وانتظر المنتخب الغاني إلى غاية الدقيقة 61 ليخلق ثاني فرصه خلال هذا الشوط عن طريق المهاجم جوردان آيو الذي مرت كرته بالعقب غير بعيدة عن القائم الأيسر لمبولحي بعد توزيعة شقيقه آندري، ليستفيق بعدها منتخبنا الوطني الذي كاد يفتتح باب التسجيل في الدقيقة 63 لولا الأنانية نوعا ما من بن طالب الذي مرت تسديدته بسنتيمترات عن القائم الأيسر للحارس الغاني عبد الرحمان، في حين كان بإمكانه تمرير الكرة إلى فيغولي داخل منطقة العمليات، ثاني تغيير لـ«الخضر» جاء في الدقيقة 71 بإخراج لحسن وإقحام محرز الذي كان وراء تسديدة في الدقيقة 75 مرت فوق المرمى الغاني، وشهدت الدقيقة 86 عودة اللاعب فؤاد قادير للمشاركة رفقة المنتخب الوطني بعد غياب طويل بعدما أقحمه غوركيف بديلا لبراهيمي الذي أرهق كثيرا على غرار جميع العناصر الوطنية التي عانت كثيرا من الجانب البدني خلال المرحلة الثانية وتأثرت بالمجهودات المبذولة في المرحلة الأولى، إضافة إلى الحرارة والرطوبة العاليتين، قبل أن يقضي جيان على آمال «الخضر» بتسجيله هدفا قاتلا في الدقيقة 92 إثر توغل على الجهة اليسرى وبتسديدة فشل مبولحي في التصدي لها، ليعلن الحكم كوليبالي عن نهاية المواجهة بهزيمة غير مستحقة لـ«الخضر» الذين يستحقون التعادل على الأقل، في انتظار المواجهة الحاسمة والأخيرة أمام السينغال الثلاثاء المقبل .
«الخضر» لعبوا من أجل نقطة فخسروا اللقاء
حاولت العناصر الوطنية الخروج بنقطة من مواجهة أمس على الأقل، تقربهم أكثر من حسم إحدى بطاقتي التأهل إلى الدور الثاني، خاصة مع اقتراب انتهاء المواجهة، وهو ما تجلى في طريقة لعب المهاجمين الذين حاولوا الاحتفاظ بالكرة على الأجنحة عوض التوجه نحو المرمى، وكذلك مبولحي الذي تباطأ كثيرا في إعادة الكرة نحو زملائه في الكثير من المناسبات، قبل أن يقضي جيان أسامواه على أحلام «الخضر» ويؤجل حسم التأهل إلى الجولة الأخيرة.
تأثروا بالحرارة والرطوبة خاصة في الشوط الثاني
عانى لاعبو المنتخب الوطني الجزائري من الحرارة والرطوبة العاليتين جدا أمس في «مونغومو»، ولم يتمكنوا من إتمام اللقاء في ريتم عالي بعدما نال منهم التعب خاصة في الشوط الثاني الذي عرف تراجعا في أداء «الخضر» بالمقارنة مع الشوط الأول، الذي عرف سيطرة جزائرية وغيابا شبه كامل للاعبي المنتخب الغاني، كما دفع «الخضر» ثمن مغامرتهم في الهجوم وعدم تأمين الدفاع للحفاظ على نقطة التعادل على الأقل.
«أسامواه جيان» استغل هفوة مجاني وسجل هدفا قاتلا رغم إصابته بالمالاريا
أكد مهاجم وقائد منتخب غانا قوته الكبيرة وترشيحه سابقا لجائزة أفضل لاعب في إفريقيا، بعدما تمكن من إهداء منتخب بلاده فوزا ثمينا جدا في مواجهة المنتخب الوطني الجزائري في ملعب «مونغومو»، واستطاع استغلال هفوة دفاعية من مجاني وحوّل كرة في العمق من حوالي 50 مترا إلى فرصة سانحة للتسجيل وهدف حاسم أهدى به منتخب بلاده ثلاث نقاط ثمينه، رغم أن جيان لم يتدرب مع غانا إلا مرة واحدة خلال أسبوع بسبب إصابته بالملاريا.
لاعبو «الخضر» تأثروا كثيرا بالهزيمة
تأثر لاعبو المنتخب الوطني الجزائري وخاصة الحارس مبولحي بالهدف القاتل الذي تلقاه «الخضر» في الدقيقة الأخيرة من مواجهة غانا، حيث ظهر مبولحي وعلامات الخيبة بادية على وجهه بعد هدف «جيان» خاصة وأن «الخضر» قدموا لقاء قويا أمام غانا وبذلوا مجهودات جبارة لم تكلل بالنجاح.
20 دقيقة أولى صعبة لـ«الخضر» في المرحلة الثانية
عكس المرحلة الأولى من المباراة، قدم «الخضر» 20 دقيقة أولى صعبة في الشوط الثاني، وبدوا كأنهم انهاروا بدنيا وتعبوا كثيرا بعد المجهودات التي بذلوها في 45 دقيقة الأولى، وهو ما كاد يستغله رفقاء جوردان أيو لفتح باب التسجيل في مناسبتين حقيقيتين.
بلفوضيل عوّض سليماني بامتياز في الشوط الأول
ظهر مهاجم المنتخب الوطني الجزائري ونادي «بارما» الإيطالي إسحاق بلفوضيل بوجه جيد أمس خلال لقاء «الخضر» وغانا رغم فشله في التسجيل، حيث تحرك بلفوضيل كثيرا وأقلق دفاع غانا كما تحصل على العديد من الأخطاء والفرص، وعوض سليماني بامتياز قبل خروجه متعبا وتعويضه بمهاجم سبورتينغ لشبونة البرتغالي إسلام سليماني في الشوط الثاني، فيما لم يظهر لاعب «الخضر» سفيان فيغولي بوجهه المعتاد في مباراة أمس خاصة في الشوط الأول، أين لم يقدم الدعم اللازم لرفقائه وكان بعيدا عن مستواه رفقة لحسن وغولام في مباراة أامس.
الغانيون استعملوا الخشونة لإيقاف لاعبي «الخضر»
استعمل لاعبو المنتخب الغاني الخشونة في الكثير من اللقطات لإيقاف تحركات لاعبي «الخضر» في المرحلة الأولى من مواجهة أمس، وكان الثلاثي براهيمي وتايدر وبلفوضيل أكثر عرضة للتدخلات الخشنة بسبب احتفاظهم بالكرة، واستحق متوسط الميدان أكواه، الطرد بعد اعتدائه على براهيمي وتايدر إلا أن الحكم اكتفى بإنذاره في الدقيقة 26.