نكسة للقذافي مع استقالة وزير الخارجية وقواته تدحر الثوار
واجه الزعيم الليبي معمر القذافي نكسة بتوجه وزير خارجيته موسا كوسا الى لندن واستقالته لكن ميدانيا تمكنت قواته من احراز تقدم في شرق البلاد مرغمة الثوار على التراجع.
وعند الساعة 6,00 بتوقيت غرينتش تولى حلف شمال الاطلسي قيادة كل العمليات في ليبيا ليحل محل التحالف الدولي كما اعلن دبلوماسي في الحلف فيما اشارت صحيفة نيويورك تايمز الى انتشار عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) في ليبيا لاجراء اتصالات مع الثوار وتوجيه الغارات الجوية.
وذكرت شبكة “ايه بي سي” ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اصدر اذنا بمساعدة الثوار سريا.
واضاف المصدر نفسه ان “عشرات العناصر البريطانيين الخاصين وعناصر اجهزة الاستخبارات الخارجية +ام آي 6+ يعملون في ليبيا” وخصوصا لجمع معلومات حول مواقع القوات الموالية للقذافي.
وردا على هذه المعلومات، رفض الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني “التحدث عن مسائل تتعلق بالاستخبارات”.
على الصعيد السياسي، واجه الزعيم الليبي نكسة خطيرة مع استقالة وزير خارجيته موسى كوسا، احد ابرز شخصيات النظام الذي وصل مساء الاربعاء الى لندن بعد زيارة قصيرة الى تونس.
واعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الخميس في لندن ان نظام الزعيم الليبي معمر القذافي “ينهار من الداخل” بعد استقالة موسى كوسا، مؤكدا ان بريطانيا لن “تمنح حصانة” لوزير الخارجية الليبي المنشق.
واعلن هيغ للصحافيين خلال عرض التقرير السنوي لوزارة الخارجية ان “استقالة (موسى كوسا) دليل على ان نظام القذافي الذي شهد انشقاق مسؤولين كبار، منقسم ويواجه ضغوطا وينهار من الداخل”.
ووصف مسؤول اميركي كبير هذا الانشقاق بانه “مهم دا” معتبرا انه يثبت ان اوساط القذافي لم تعد تثق بمتانة النظام.
من جهته، صرح وزير الهجرة الليبي السابق علي العريشي المنشق عن النظام ان استقالة وزير الخارجية الليبي تعني ان ايام نظام معمر القذافي “معدودة”.
وصرح العريشي الذي انشق عن النظام الليبي بعيد الثورة منتصف فبراير، ان استقالة كوسا التي اعلنت بعد وصوله الى بريطانيا “اشارة الى ان ايام النظام معدودة. انها النهاية”.
وتابع العريشي “لطالما قلت انهم (المسؤولون الليبيون) محتجزون رهائن في طرابلس. نجاح كوسا في الفرار امر لا يصدق”.
واضاف “لم يعد للقذافي احد. بات وحده مع ابنائه”. واوضح ان موسى كوسا “كان احد المستشارين الذين كان يوليهم القذافي اكبر ثقة. انها نهاية النظام. النظام الوحشي اقترب من نهايته. لا احد يعرف النظام اكثر من كوسا”.
وموسى كوسا (59 عاما) الذي كان رئيسا لجهاز المخابرات بين 1994 و2009 كان يتمتع بنفوذ في اللجان الثورية عصب النظام، ورجل ثقة لدى القذافي.
وعين وزيرا للخارجية في 2009 واضطلع بدور كبير في السنوات الماضية في كل المفاوضات التي اتاحت عودة ليبيا الى الساحة الدولية.
ويواجه القذافي الذي يحكم البلاد منذ 42 عاما انتفاضة شعبية لا سابق لها ولم يظهر علنا منذ عدة ايام.
ميدانيا، وقعت مواجهات ظهرا في محيط بلدة البريقة النفطية (800 كلم شرق طرابلس) بحسب افادات جمعها مراسل وكالة فرانس برس بين البريقة واجدابيا (80 كلم شرق البريقة). وكانت طائرات تحلق فوق المنطقة فيما سمع دوي خمس انفجارات.
ولم يتسن معرفة ما اذا كان تقدم قوات القذافي اوقف بسبب الغارات الجوية.
والاربعاء شن التحالف الدولي غارة جوية على قوات القذافي غرب اجدابيا اثارت ترحيبا لدى الثوار الذين يطالبون باستئناف الضربات الجوية من اجل الوصول الى سرت (360 كلم شرق طرابلس) مسقط رأس القذافي. وكان التحالف اوقف ضرباته فوق المنطقة منذ ايام.
وحلقت طائرات التحالف فوق طرابلس ليلا قبل ان يسمع دوي انفجارات في ضاحية صلاح الدين جنوب شرق العاصمة كما قال شاهد لوكالة فرانس برس.
ويندد النظام الليبي ب”الدعم” العسكري الذي يقدمه التحالف الدولي للثوار الذين اوقفت قوات القذافي تقدمهم في الايام الماضية.
وقد تولى حلف شمال الاطلسي الخميس عند الساعة 6,00 تغ قيادة كل العمليات في ليبيا.
وقال دبلوماسي في الحلف ان “عملية +الحامي الموحد+ التي قررتها دول الحلف الاحد بدأت رسميا هذا الصباح عند الساعة 6,00 ت.غ كما هو مرتقب” مؤكدا نقل مسؤوليات عمليات القصف في ليبيا التي كان يتولاها حتى الان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
والعملية يتولى قيادتها الجنرال الكندي شارل بوشار من المركز الاقليمي لقيادة حلف الاطلسي في نابولي بجنوب ايطاليا.
من جانب اخر عبر الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الخميس عن معارضته فكرة تسليح الثوار الليبيين معتبرا ان الحلف يتدخل عسكريا “لحماية الشعب الليبي” وليس “لتسليحه”.
واكد وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي ان تسليم الثوار الليبيين اسلحة “ليس مطروحا حاليا” و”لا يتطابق” مع قرار الامم المتحدة رقم 1973.
وفي اليوم الثاني عشر للتدخل الدولي تجاوز عدد الطلعات الجوية الفين الاربعاء بينها 60% شنتها طائرات اميركية كما اعلن البنتاغون.