نحن عرضة للإهانات والضــرب.. ولا نعـرف مصــيرنــا
وجّه المعتقل الجزائري بالسجون المغربية حسين رسالة إلى أهله عن طريق أحد حراس السّجن، روى فيها القصّة الكاملة من البداية إلى غاية 25 أكتوبر، وقال إنّ السلطات المغربية قامت بتعذيبهم جسديّا ولفظيّا واحتجزتهم أكثر من 11 شهرا من دون مُحاكمة. ويحكي حسين في رسالة مؤثرة أنه في يوم 9 ديسمبر 2012، الذي تتميّز فيه منطقة التنس بتقلّب الأحوال الجوية، تمّ شراء القارب والمحرّك بمبلغ يقدّر بـ180 مليون بقوة محرك 130 حصان، وشراء جهاز «ج.بي.أس» بـ2.9 مليون سنتيم، وتم إخفاؤه في أحد شواطئ التنس، إلى أن تهدأ أحوال الطقس التي يقول إنهم كانوا يراقبونها عن طريق موقع «الأحوال الجوية» في الأنترنيت. وأضاف أنه بعد ضبط الموعد المحدّد ركبوا قارب الموت متوجهين نحو جزيرة «بالما دي مايوركا»، حيث كانت الساعة تشير إلى العاشرة ليلا، يقول «اجتمعنا وجمعنا حقائبنا وركبنا الزورق، وانطلقنا في حدود الحادية عشر ليلا والنصف باتجاه «مايوركا»، بعد ضبط جهاز «جي.بي.أس» لتحديد التوقيت والوجهة ». وفي ذات الرسالة التي عبّر فيها «الحراڤ» عن ألمه لفراق وطنه، فصل في فحوى الحوار الذي جرى بين الشباب الآملين في بلوغ شواطئ إسبانيا، يقول إنّ أغلب الحديث دار حول مصيرهم بعد وصولهم إلى الشاطئ والنشاط الذي يمكن أن يقوموا به. ويضيف الشاب الذي تم تكليفه خلال الرحلة بضبط جهاز «الجي.بي.آي» أنه بعد مرور أكثر من 3 ساعات وصلوا إلى وسط البحر، حيث أصيب بعضهم بدوار البحر الذي كاد أن يودي بحياة أحدهم، وكانوا يسيرون في ظلمة الليل مستعينين بأضواء البواخر بالأحمر والأخضر لتفادي الاصطدام بهم، وتوقّفوا لمدّة 10 دقائق، بعدها واصلوا طريقهم، «وبعد مرور ساعات أسدل الليل ستاره، وكانت الساعة تشير إلى حُدود التاسعة ليلا، قال «لم نر أي أنوار للجزيرة، تهنا في عرض البحر». وأضاف أنه بعد الساعة الواحدة صباحا، تمّ توقيفهم من طرف حراس السواحل المغربية واقتيادهم بطرق تعسفية ومنافية للمبادئ الإنسانية إلى منطقة بركان شرق المملكة للتحقيق معهم ومن ثم تم تحويلهم إلى وجدة لذات الغرض وتمّ استجوابهم من طرف مديرية الهجرة ومراقبة الحدود، وإلى غاية اليوم لم يحاكموا ولم يطلق سراحهم، أضاف أنهم أصبحوا عرضة للتجاوزات الجسدية والكلامية. ولكن في أواخر شهر أكتوبر 2013، بعد انسداد العلاقة الثنائية بين الجزائر والمغرب في الآونة الأخيرة حول مشكلة الصحراء الغربية وحقوق الإنسان، أصبح 19 شخصا المعتقلين من ولاية الشلف، يمارس عليهم في المغرب في الآونة الأخيرة تجاوزات جسدية ومعنوية ضدهم في السّجن ومن دون مُحاكمة في إخلال صارخ بكلّ الحقوق والمبادئ الإنسانية.