موقفهم لن يكون عائقا أمام سعادتي لأنني سأتزوّجه رغم رفضهم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:
سيدتي نور، أنا حزينة جدا وقلقة بشأن مصير علاقتي مع الشخص الذي أحبّه قلبي، لأن أهلي رفضوا ارتباطي به، بعد أن تقدّم لي رسميا ذلك لأنه انفصل عن زوجته الأولى والثانية، ولأنه نشأ مع امرأة مطلقة هي من تكفّلت به، ليس ذلك فحسب، بل يرفضون زواجي لأنه أقل من الناحية المستوى العلمي، فالكل يتهمونه بالطمع، لكنه ليس كذلك، لقد أثبت حبه لي وجدّيته، كيف لا وقد تقدّم ليطلبني منهم.
لقد اتخذت القرار بعدم الانصياع لرغبتهم، وعقدت العزم على الارتباط به، إنها حياتي ولا يحق لأي كان مهما بلغت صفته أن يحرمني من الرجل الذي اختاره قلبي، فيكفي أننا نتبادل المشاعر الصادقة والطاهرة، فالله سيبارك لنا هذا الزواج وهذا ما يهمّني.
م/ العاصمة
الـرد:
عزيزتي، أرجو ألا تحكمي بمنظور شخصي وعاطفي فقط، فأنت بحاجة إلى حكم العقل قبل القلب، فالأجدر أن تتأكدي من حسن نوايا هذا الشاب ومدى جدارته واستحقاقه لك، فأهلك وإن كانوا يتعاملون بسوء ظن، فهم لم يخطئوا لأنهم في النهاية لا يرفضون سعادتك وليست لديهم رغبة إلا صالحك.
أرجو أن تضعي وجهة نظرهم باعتبارك، فلا تأخذك العواطف بعيدا عن مرفأ الأمان، لأنك تفكرين بقلبك فقط بحكم أنك امرأة ككل امرأة تفيض بالعواطف والمشاعر، التي تملأ قلبها وعقلها، لكن الحب ليس هو كل شيء في علاقة زوجية ناجحة، بل هناك أيضا الثقة والكفاءة، وكلها أمور تستحق التفكير بها كما الحب بل وأكثر، لأنها أساس وقوام الزواج الناجح، فيجب ألا تنجرفي وراء مشاعرك مطلقة لها العنان، رافضة الاعتراف بدور العقل رغم أهميته وتأثيره، لا تغلقي الباب دون الاستماع إلى صوت الآخرين، فلا مصلحة شخصية من وراء اعتراضهم ورفضهم، لأنهم حتما يرغبون في سعادتك، ولن يكون مقصدهم أبدا الإساءة إليك أو تعاستك.
لا تسيئي الظن باعتراضهم، بل فكري فيه وناقشي معهم الأسباب، وبالإقناع قد تزول أسباب سوء الفهم ويتلاقي الجميع في وجهة نظر واحدة هدفها صالحك وصالحك فقط، المهم ألا تكون وجهة نظرك الوحيدة هي حبك فقط لهذا الشخص، دون الاستماع لصوت العقل، الذي يقول فكّري كثيرا واسألي عنه أكثر، فربما صدق ظنّ الجميع فيه أو كذب، المهم أن تكوني على يقين من نواياه لتعرفي بعدها كيف سيكون التصرف الأمثل.
إذا تعاملي معهم دائما بمنطق المحب، فهم يرغبون في الخير لك فقدّري لهم ذلك.
ردت نـور