منتهى حلمي طفل من صلبي..
متوجس أنا من تبخر حلم الأبوة فما العمل؟ سيدتي، حياك الله وبياك على هذا المنبر الجميل. الذي من خلاله لم أدخر جهدا في أن أتواصل معك حتى أتقاسم معك ما يخالجني من هم وغبن. فأنا سيدتي منهار لأنني لم أجد من يأخذ بيدي ويوضح لي بعض الأمور التي ترسيني على بر الامان.
منتهى حلمي طفل من صلبي.. كأي رجل على وجه الأرض، تقت أن أكون أسرة وأرتبط بإنسانة تكون جديرة بي تحمل إسمي و تكون لي عزوة. فإخترت لي شريكة تتوافق مواصفاتها مع ما أراه مناسبا لي في حياتي. وفرحت لأن الله ساق لي إنسانة عرفت كيف تتغلغل إلى سويداء قلبي وتقنعني من أنها المناسبة لي.
والحمد لله لا مشكل ينغص عيشي أنا وزوجتي لا من الناحية المادية ولا النفسية بعد مرور بضعة أشهر على زواجنا. فإرتباطنا كان بعد حب كبير مني ومنها وإنصهار وإحتواء،وزوجتي -والحمد لله-إنسانة على قدر كبير من الوعي ورجاحة العقل والتفكير. متفتحة وحنونة إلا أنّ ثمة ما يقلقني في الصميم، حيث أنه لم تبدو بوادر الحمل على زوجتي. يسألني الجميع بمن فيهم أهلي عن الأمر، فتجدني أقف حائرا عاجزا عن الإجابة.
أتوق أن أكون ابا وأحلم أن يكون لي طفل تتوطد علاقتي بمن إخترتها زوجة حليلة بطفل يجمعنا. فماذا عساي أفعل: هل أفاتحها في الموضوع وقد أجرح كرامتها؟. وهل لي أن أتريث وأنتظر ؟ أو أنّ في الأمر خطب وأنا لا أعرفه. دلّيني بالله عليكم فأنا في أمس الحاجة إلى كلام يزرع السكينة في قلبي.
أخوكم ن.عبد الجليل من الغرب الجزائري.
الرد:
أشكرك أخي على كبير الثقة التي وضعتها في شخصي وأتمنى أن أكون دائما عند حسن ظنك وظن قرائنا الأعزاء عبر منبر قلوب حائرة. وابارك لك زواجك كما لا يفوتني أن أتمنى لك حياة سعيدة ملؤها الحب والتواد. وأتمنى من صميم فؤادي أن يرزقك الله الذرية الصالحة. التي تكون لك خير زاد في الدنيا والآخرة.
يزداد تماسك الزوجين ببعضهما بعض بعد إنجابهما طفل يعتبرانه ثمرة إرتباطها. كما أنهما يعتبرانه أيضا قرة العين التي تجمعهما وإلى الأبد. وشوق الرجل للإنجاب أكثر منه للمرأة، لعدة إعتبارات لا يسعني المجال اليوم لذكرها .
أخي الفاضل، لا يجب أن يزيد قلقك وهوسك حول الإنجاب عن حده المعقول. حيث أنك وزوجتك في بداية عشرتكما. كما أنه يجب مراعاة الجانب النفسي والشعوري لزوجة إستقلّت بعد سنوات من عمرها في بيت رجل مهما أحبته. إلا أن خوفها منه وتوجسها من مسؤولياتها تجاهه تبقى هاجسا لديها وقد يكون هذا الأمر عاملا مؤثرا على نفسيتها. وحتى على نشاطها الهرموني.
ثم ومن خلال ما لمسته من حديثك، فإن خوفك من مفاتحة عقيلتك حول مرور أشهر لكما تحت سقف واحد. من دون أن يكون هناك حمل يكلّل زواجكما لا أظنه حفاظا على مشاعرها بقدر ما أحسه خوفا منك أن يكون أحدكما عقيما أو غير قادر على إنجاب طفل.
كما لا يفوتني أن أنوه إلى أن ضغط الأسرة وسؤال المقربين حول هذا الموضوع من شأنه أن يخلق لديك بعض الحساسية. خاصة إن تمّ مقارنتك ببعض الجيران والأقارب الذين هم في مثل سنك، أو تزوجوا في نفس الفترة. التي إرتبطت فيها والذين أنجبوا أو سيزدان فراشهم بوليّ العهد قريبا.
لا تعش الإحباط وحاول خلق المزيد من الألفة بينك وبين زوجتك بهدف تعزيز وتوطيد علاقتكما، ولتجعل من مسألة إنجاب طفل رزقا.
سيسوقه الله لك في الوقت المحدد، ولا تحكم على أنثى إرتبطت بك أنها ستكون سببا في حرمانك من نعمة الأبوة. وعوض أن تبحث عن الكلمات التي تفاتحها بها في الموضوع عليك أن تكون مباشرا معها في طرح الموضوع بلا تجريح. في وقت لاحق، وإن طال بكم الإنتظار فزيارة الطبيب أمر واجب.
ردت:”ب.س”