من أجمل ما قرأت.. كبرتُ وصرتُ أُمّـــــــاً

أجل لقد كبرت وحققت الحلم، وصرت “أما”، فما أصعبها من مهمة، وما أثقلها من مسؤولية. في الحقيقة هي وظيفة بدوام كامل 24 ساعة، لا انقطاع ولا امتناع. لا إجازات ولا اعتذارات، لا يمكنني أن أمرض، لا يمكن أن أؤجل أمومتي، كما أجلت امتحاني.
كيف أكون حازمة، مرنة، حاسمة، حانية، وقريبة، وكيف لابد من تبديل أولوياتك وخصوصياتك وانشغالاتك. كيف تتخلي عن ملابسك المفضلة وكعبك العالي، وعن أظافرك التي لطالما اهتممت بشكلها وجمالها.
الآن وقد صرت أماً، شعري اخترت له قصة قصيرة مؤقتاً ريثما تضبطين الأوضاع، الزوج ينام قبلي ألف مرة، أبكي مرة وأضحك مرة أخرى كلما استيقظ رضيعي منتصف الليل، لم أعد أستطيع الاعتماد على علمي، بل فقط على حدسي كأم، ولم يكن سهلا أبدا، لم يكن سهلا استبدال نوم الصباح بقيء طفل صغير، أو رؤية شعركِ يتساقط وعضلات إحدى ذراعيك تؤلم أكثر من الأخرى..
لا أدري أي فطرة وضعها الله داخل الأم لتكون بالحكمة والحماقة معاً.. لكي تحب كل هذا وتظل بنفس الحماس، لتصنعه كل يوم في حياتها، لا أدري أي فطرة دفعها الله داخل الأم، فتحب هذا الكائن المزعج بل وتتمنى إرضاؤه، ورؤية الابتسامة على وجهه، أو الشعور الذي يخلفه قبلة من هذا المخلوق الذي يتغذى عليها ومنها وبها.
فألف تحية لكل أم..