مفتي مصري: دعوات البعض لفرض الحجاب على المسيحيات ما هي إلا إقحام على ثقافتنا
وصف علي جمعة، في بيان لدار الإفتاء في مصر، اليوم الخميس، الدعوات التي أطلقها البعض لفرض الحجاب على المسيحيات، بأنها “ما هي إلا إقحام خارجي دخيل على ثقافتنا وأسلوب حياتنا في مصر”، موضحًا أن مثل هذه الأفكار والآراء تسعى إلى زعزعة الاستقرار الديني في مصر. وأضاف: “إن هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم علماء ممن يحاولون إصدار الفتاوى لا يمكن اعتبارهم علماء معتمدين؛ حيث إن فتاواهم أشبه بآراء غير علمية قد خرجت تبعًا لأهوائهم ورغباتهم وليس لها أي ثِقل في علم الفتوى.” وأكد جمعة، أن تهنئة المسيحيين بمناسبة ذكرى يوم ميلاد نبي الله عيسى (عليه السلام) هي في الواقع عمل محمود يحث عليه الإسلام، لأن ميلاد السيد المسيح عليه السلام كان ولا يزال ميلاد خير وسلام، ولأن التهنئة تعبير لفظي عن الرغبة في تعزيز العلاقات السلمية والتوافق بين الجيران وشركائنا في المواطنة والإخوة والأخوات في الإنسانية. وشدد مفتي الجمهورية على أن المسلمين والمسيحيين على حد سواء مطالبون بترجمة مشاعر التضامن إلى وحدة حقيقية من أجل مصلحة مصر، وقال: “إننا كقيادات دينية نود أن نترك للأجيال القادمة ثقافة إنسانية تتميز بالتعددية قائمة على أساس الإيمان الحقيقي، وتعهد بنشر العدل والحب بين الناس على أرض مصرنا العظيمة“. كما أوضح “جمعة” أن الشريعة الإسلامية تضمن الحريات في إطار القيم الدينية التي اتفقت عليها الأديان، ويعزز كذلك الحقوق الكاملة للمرأة، معتبرًا بصفته على رأس دار الإفتاء المصرية أن الاستقرار الديني يكمن في هذه القيم، وأن نموذج هؤلاء العلماء الحكماء يتضح جليا في المنهج الأزهري الرصين والذي يعد الضامن لوجود التسامح والوسطية بمصر. يأتي حديث المفتي في مقال له ضمن سلسة مقالات، بدأها فضيلته في وسائل الإعلام الغربية، للتحدث عن أهمية تعزيز الوئام بين الأديان، وضرورة مواجهة كافة الدعوات والأفكار الدخيلة على مصر والتي تؤدي إلى الفرقة بين أبناء الوطن الواحد.
