معظم الحرائق نشبت على حواف الطرقات ومناطق تجمّع المواطنين في الغابات
كشفت التحقيقات الأولية، حول الحرائق التي اندلعت في العديد من مناطق الوطن، والتهمت الكثير من الغطاء النباتي، عن تسبّب العامل البشري فيها، بسبب الإهمال وعدم تطبيق القوانين الخاصة بحماية الغابات، بالإضافة إلى عدم تكفّل المصالح المعنية بالقيام بتنظيف الغابات من المواد المشتعلة التي كانت السبب الرئيسي في معظم الحرائق.وفي هذا الشأن، أكدت مصادر من الحماية المدنية، في تصريح لـ”النهار”، أن المعلومات المتوفّرة لدى مصالحهم حول التحقيقات الخاصة بذلك في معظم الولايات والتي تجريها مصالح الدرك الوطني والمديرية العامة للغابات، أن المواطنين من أكبر المتسبّبين في الحرائق التي تندلع، جرّاء رمي قارورات زجاجية تتسبّب في الاشتعال، كون انطلاق الحرائق في معظمها -حسب المصدر- من الأماكن القريبة من الطرقات والأماكن التي يتجمّع فيها الناس، أين يرمون هذه الأشياء المسبّبة للحرائق.وأوضحت المصادر ذاتها، أنه من بين الأسباب الأخرى التي ساهمت في الحرائق إهمال المصالح المختصّة المكلّفة بتنظيف الغابات لدورها في تنظيف الغابات مع بداية فصل الصيف، بالإضافة إلى قيام المصالح البلدية برمي القاذورات وسط الغابات، وهذه الأخيرة تحتوي على العديد من المواد المشتعلة، وكذا اعتداء المواطنين على الثروة الغابية من خلال قطع الأشجار والرعي الجائر الذي أتلف العديد من الأشجار وحوّلها إلى حطب قابل للإشتعال في أي وقت.وأضافت المصادر ذاتها، أن العوامل الطبيعية، هي آخر مسبّب لاشتعال النار، إذا لم تكن هناك عوامل بشرية، والمتمثلة في الإهمال وعدم الحفاظ على الغطاء النباتي.وفي سياق آخر، نفت مصادرنا، أن تكون ثمّ أية علاقة لمصالح أخرى في إشعال النيران، لكونها ليست هناك أية مصلحة في ذلك، مضيفا أن التحقيقات جارية من أجل تحديد المتسببين في ذلك، وسيتم رفع التقرير النهائي إلى الحكومة.وفي سياق ذي صلة، أكدت مصادرنا من الحماية المدنية، أن عدم وجود الطرقات وسط الغابات، صعْب من تنقل أعوان الحماية المدنية لإطفاء النيران في معظم المناطق، مما أدّى إلى تسجيل خسائر كبيرة.وذكر في هذا الصدد، أن الحماية المدنية، جنّدت كل إمكاناتها من أجل إخماد الحرائق، بتدعيم الأرتال المتنقلة التي قامت بتنصيبها منذ بداية الصيف، من أجل الحدّ من توسّع النيران إلى مناطق أخرى.وقد تسبّبت الحرائق في إتلاف أكثر من 3000 هكتار من الغابات على المستوى الوطني منذ بداية فصل الصيف، حسبما كشفت عنه المديرية العامة للحماية المدنية، بالإضافة إلى تسجيل خسائر في الثروة الحيوانية، وهلاك أشخاص.