مطالبة ألمانية بسحب وسام الاستحقاق من بلاتر
طالب مسؤولون ألمان اليوم الثلاثاء، سحب وسام الاستحقاق، أعلى امتياز في البلاد، من السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، نظرا لسلوكه في فضيحة الفساد التي ضربت الاتحاد الدولي للعبة.وقال راينهارد بوتيفوكر النائب الأوروبي عن الخضر لصحيفة “داي فلت” اليومية: “هناك أدلة على أن جوزيف بلاتر هو جزء من الفساد المستشري في فيفا. لذا يجب أن نسحب منه وسام الاستحقاق الألماني”.وقال تماس اوبرمان المسؤول عن مجموعة برلمانية من الحزب الاشتراكي الديمقراطي للصحيفة عينها: “إذا استمر بلاتر بعدم توضيح مسألة الرشاوى، يجب التفكير في سحب الاستحقاق منه”.وتابع: “تأكد أن رشاوى دفعت لمسؤولين في فيفا. و بلاتر كان على علم بهذه المدفوعات”. وكان بلاتر منح وسام الاستحقاق عام 2006 من المستشارة انغيلا ميركل بعد استضافة ألمانيا كأس العالم لكرة القدم.وكان بلاتر المح إلى شراء ألمانيا حق استضافة مونديال 2006 لكرة القدم، ما حتم ردا عنيفا من القيصر الألماني فرانتس بكنباور.وتحدث بلاتر في مقابلة مع صحيفة “بليك” السويسرية الأحد عن شكوك حول عملية التصويت عام 2000 التي منحت ألمانيا حق الاستضافة على حساب جنوب إفريقيا.وقال بلاتر: “كؤوس العالم التي يتم شراؤها؟. يذكرني هذا الأمر بكأس العالم 2006، عندما ترك احدهم القاعة في اللحظة الأخيرة (النيوزيلندي تشارلز دمبسي). وفجأة بدلا من 10-10 بقي التصويت 10-9 في مصلحة ألمانيا. أنا سعيد لعدم إسقاط الصوت الحاسم (كرئيس لفيفا). لكن حسنا، احدهم قام وترك القاعة. ربما في هذه الحالة كنت حسن النية وساذجا كثيرا”.ورفض بكنباور، رئيس اللجنة المنظمة لمونديال 2006 هذه الادعاءات قائلا لصحيفة “بيلد” الاثنين: “لا يمكنني قبول هذه التصاريح والاقتراحات. حتى انه اخطأ في حساب الأصوات. كان 12-11 لنا، وليس 10-9. ما كان حاسما هو تصويت الأوروبيين الثمانية لنا”.وكان رد الاتحاد الألماني عنيفا أيضا، فقال أمينه العام هلموت ساندروك: “هذه التلميحات الغامضة لا أساس لها، ويبدو أنها وضعت لتحويل الانتباه عن الأحداث الجارية”.وأشار ساندروك إلى ادعاءات بلاتر الأسبوع الماضي عن تلقي خلفه البرازيلي جواو هافيلانج 1.25مليون يورو رشاوى من الشريك التسويقي السابق لفيفا “اي اس ال”، وعدم قدرة الاتحاد الدولي على معاقبته حاليا، مضيفا أن القانون السويسري آنذاك لم يكن يجرم هكذا مدفوعات.لكن بلاتر وفي رسالة مفتوحة نشرت اليوم الثلاثاء في صحيفة “بيلد” الأكثر انتشارا، خفف من حدة تصريحاته: “يمكننا دائما العثور على شيء للطعن في شرعية القرار”.وكانت وثائق نشرتها المحكمة العليا في سويسرا كشفت أن هافيلانج، الذي ترأس الفيفا مدة 24 عاما قبل وصول بلاتر إلى المنصب عام 1998، جمع 1.5مليون فرنك سويسري على الأقل (986 ألف جنيه استرليني) في مقابل 74ر12 مليون فرنك على الأقل لرئيس الاتحاد البرازيلي وعضو اللجنة التنفيذية لافيفا سابقا ريكاردو تيكسييرا.وحصل الرجلان على الرشوة من الشريك التسويقي السابق للفيفا “أي اس أل”، التي أعلنت افلاسها عام 2001 تحت عبء ديون وصلت الى 300 مليون دولار أميركي.لكن بلاتر انتقل إلى الهجوم الخميس، مصرا على انه عاجز عن معاقبة سلفه، وقال “لا املك الصلاحية لاستدعائه للمحاسبة. اللجنة العمومية اختارته رئيسا فخريا، واللجنة العمومية وحدها يمكنها تقرير مصيره”.واعتبر بلاتر أن المبالغ المدفوعة لم تكن غير قانونية بموجب القانون السويسري في ذلك الوقت.وقال: “اعرف ماذا؟ أن أموالا كانت تدفع للجنة؟ في ذلك الوقت، كان في الإمكان اقتطاع مدفوعات كهذه من الضرائب على أنها مصاريف أعمال. اليوم، يخضع هذا الأمر للمعاقبة بموجب القانون. لا يمكن الحكم على الماضي بناء على معايير اليوم، وفي حال مغايرة سينتهي الأمر بعدالة أخلاقية. لم يكن في إمكاني أن اعرف عن مخالفة لم تكن كذلك (وفق القانون في حينه)”.وكشفت وثائق المحكمة أن المسؤولين في الفيفا كانوا على علم بأن هافيلانج وتيكسييرا تلقيا الرشوة من “اي اس أل”، وان الاتحاد وافق على دفع 2.5 مليون فرنك1.64 مليون جنيه إسترليني، شرط أن تسقط الإجراءات في حق هافيلانج وتيكسييرا.وتنحى هافيلانج، الذي يستمر رئيسا فخريا للفيفا، من عضوية اللجنة الاولمبية الدولية في ديسمبر الماضي، قبل أيام من جلسة استماع أمام لجنة الأخلاقيات عن علاقته ب”اي اس ال”، وذلك بعد مسيرة امتدت 48 عاما.