مصيطفى يتطرق إلى موضوع اليقضة الثقافية المبنية على الإستشراف
نظمت جمعية نوافذ الثقافية وبالتعاون مع يومية الوسط السبت الماضي، منتدى فكري الذي حضره كاتب الدولة الأسبق للاستشراف والاحصائيات “بشير مصيطفى”. حيث قال السيد مصيطفى بأن موضوع التنمية الوطنية وتحقيق الصعود الاقتصادي للجزائر في آفاق 2030 يتطلب جهدا ثقافيا في اطار يقظة ثقافية مبنية على الاستشراف. وأضاف مصيطفى بأن موضوع التنمية هو موضوع اجتماعي كما هي الثقافة وبالتالي فإن ادماج هذه الأخيرة في أسلوب اليقظة سيضمن للجزائر انخراط المثقف في مسعى الدولة الرامي الى التصحيحات الاقتصادية من زاوية نظر المستقبل أي صناعة الشروط الثقافية للنمو في المستقبل وعدم الاكتفاء بالنصوص أو الماضي ويعني ذلك في نظر كاتب الدولة نقل المجتمع من الوضع الثقافي الساكن في الماضي الى الوضع الثقافي المتيقظ للمستقبل. وقدم مصيطفى في عرضه المتبوع بالنقاش نبذة عن هندسة النمو في جانبه المتعلق بالثقافة كمحاولة لاثارة نقاش اجتماعي وسط المثقفين الجزائريين لاخراجهم من وضعية المتفرج على الحركية الاقتصادية للبلاد الى وضعية الفاعل من خلال تعريف المثقف والفعل الثقافي والعملية الثقافية. وفي هذا الاطار دعا مصيطفى الى اتباع نفس اسلوب الاستشراف واليقظة في عملية هندسة السياسة الثقافية للبلاد على آفاق القرن الثاني والعشرين الذي سيكون قرن ( الفكرة الثقافية ) وذلك في ضوء أهداف النمو التي قسمها الى ثلاث مراحل ( الاقلاع - الصعود – التقدم ) . ومحصلة هذا الجهد ستكون بناء قاعدة بيانات للمخزون الثقافي الوطني عبر التاريخ ، وحصر اشارات المستقبل في موضوع الثقافة في منطقة أوروبا وجنوب المتوسط وهي المنطقة المرشحة لتغلغل ثقافي جديد تقوده أوروبا على خلفية ما يحدث في الدول العربية من حراك سياسي من جهة وعلى خلفية المفهوم الجديد للارهاب في الرؤية الغربية. وعن موضوعات استشراف الثقافة قال مصيطفى بأن الموضوع يتجاوز ( نظرية الثقافة ) التي نجدها في المؤلفات الى الواقع الاقتصادي والاجتماعي للشعوب التي تريد أن تدخل القرن القادم باستراتيجية ثقافية متصلة بقضايا الناس المستقبلية أي : النمو الاقتصادي والديمقراطية والحرية والعدالة والتأثير وقبول الآخر والحوار والحفاظ على الذات من الذوبان .