مسيرات احتجاجية تضامنا مع المفقودين وأعمال شغب وتخريب بتيارت
كان الحزن يخيم على جميع قاطني حي فولاني الشعبي الذي يقع في وسط المدينة وكأن الجميع لا يريد التكلم ويكتفي بنظرات حزينة
وإن كان البعض يردد اللحظات الأخيرة لفراق الأحبة وهو يدرف دموعا ويتساءل لماذا يكون مصيرنا هكذا خاصة وأن تيارت معروفة بهجرة أبنائها والحرقة عن طريق “الزودياك . بهذا الحي قصدنا عائلة عبد اللي التي فقدت ابنها خالد ذي 28 سنة لم يكن يخطر ببالهم أن يكون مصيره هكذا وروى لنا والده أن ابنه كان ينتظر قرضا منذ أكثر من سنة وملفاته أصبحت مكدسة في مختلف الإدارات. الغريب أن الضحية لم يخبرهم بمغامرته التي انتهت بوفاته ولم يستطع والده مواصلة الحديث فالدموع كانت أقوى ليجهش الجميع بالبكاء أما عمه الذي حمل السلطات المسؤولية في الحرقة كونها لم توفر لهم سبل العيش الكريم ليقول لنا آخر إن القروض ومناصب الشغل تتحكم فيها المحسوبية والرشوة التي أصبحت تمشي بأرجلها في تيارت ثم انتقلنا إلى حي التفاح الذي فقد هو الآخر أحد أبنائه ولم يختلف المشهد عن سابقه، دموع واستياء وحسرة فالوالدة لم تستطع التكلم وهي تقول بحسرة إنها لم تعلم بالمغامرة فابنها بلخامسة خالد 33سنة أعلمها بأنه متوجه إلى الصحراء ولم يكن أحد يعلم باستثناء أخيه الأكبر الذي حاول منعه لكن لم يقتنع، لننتقل بعد ذلك إلى حي البراريك حيث كان نفس المشهد بفقدان رقيق محمد29 سنة الذي ودع الأهل دون أن يعلموا هم كذلك ورووا لنا أن الجميع انطلق يوم الخميس وكانت نقطة الانطلاق من “بوربور” لكن المطاف انتهى بوفاتهم وبمجرد وصولنا صرخ أحد الشباب الناقم بأن الحرقة ستكون السبيل الوحيد ما لم تسارع السلطات بإيجاد الحلول وأضاف كفانا وعودا زائفة من المسؤولين فهم يعرفون فقط الزج بالشباب في السجون لمجرد الاحتجاج؟ أصبحنا لا نثق فيهم ويكتفون بالقول “ما عندي ما نديرلكم وتساءل لماذا لا يستقيلون إذا لم يستطيعوا حل المشاكل؟ أما آخر فراح يقول إنهم يكذبون على بوتفليقة والتقارير التي تصله زائفة ليكرر الجميع “نوكلو ربي عليهم”.
هذا وقد نظم في حدود الساعة العاشرة من صباح أمس الأربعاء ما يفوق مائة شاب بمدينة تيارت مسيرة احتجاجية انطلاقا من مقهى الريجينة وصولا إلى مقر الولاية ومقر مجلس القضاء أين عبروا عن غضبهم واحتجاجهم مع حدوث بعض التجاوزات تمثلت في تكسير بعض زجاج النوافذ الخارجية للمجلس المذكور وكادت أن تحدث انزلاقات خطيرة لولا تدخل مصالح الأمن التي كانت بالمرصاد والتي تم وضع بعض عناصرها في حالة تأهب لأي طارئ خاصة بالشوارع الرئيسية وملتقى بعض الطرقات بوسط المدينة، وقد استنكر هؤلاء المحتجون وعبروا عن احتجاجهم وغضبهم على ما آلت أوضاع بعض البطالين من هذه المدينة المتمثلة في الحرقة التي أصبح مصيرها الموت وهذا مباشرة بعد دفن جثث ثماني حراقة وقد قابل مجموعة من هؤلاء الشباب السيد والي الولاية حيث تم طرح انشغالاتهم وظروفهم الاجتماعية المتمثلة أساسا في البطالة.