مستودعات لتخزين المفرقعات بالشريط الشرقي إثر تشديد الخناق على الحدود الغربية
المهربــون يستنجــدون بوسائــل النقــل الجماعيــة لتفــادي الوقــوع فــي قبضــة الأمــن
ارتفعت كمية المفرقعات المحجوزة من قبل أجهزة الأمن ومصالح الجمارك الجزائرية قبل أسبوع من المولد النبوي الشريف، إلى ما يقارب 300 ألف وحدة معظمها استرجعتها قوات الدرك الوطني، بينما كانت في طريقها إلى مستودعات التخزين شرق البلاد، استعدادا لترويجها في السوق السوداء خلال الأيام القليلة القادمة، حيث تشير المعلومات المتوفرة إلى أن بارونات التهريب قد حولت نشاطها إلى أقصى الشرق الجزائري بالموازاة مع مضاعفة عدد مراكز المراقبة المتقدمة بالحدود الغربية.
وجاء استرجاع هذه الكمية الهامة من المفرقعات التي باتت تنبئ بليلة مولد نبوي ساخن وخطير هذه السنة نظرا إلى حجم الخسائر والأضرارالتي تلحقها سنويا بين الأطفال ومستعمليها، إثر عدة عمليات نوعية خاضتها كل من مصالح الدرك الوطني ووحدات الجمارك الجزائرية، بناء على عمل استعلاماتي دقيق مكن من إحباط تحويلها نحو مستودعات التخزين، لاسيما عبر الشرق الجزائري، حيث تمكن أفراد السلاح خلال الفترة الممتدة بين 23 جانفي و6 فيفري الجاري من إجهاض 12 محاولة هامة مكنت من حجز أزيد من 214728 مفرقعة إثر توقيف 20 شخصا بتهمة الإتجار غير الشرعي والمساس بالصحة العمومية، بكل من ولاية الطارف، ميلة، سطيف، الوادي وورڤلة.
واستنادا إلى مصادر مطلعة بقيادة الدرك الوطني، فإن عناصر سرية أمن الطرقات بالطارف قاموا يوم 23 من الشهر الجاري بتوقيف شخص على متن سيارة بحوزته 60860 مفرقعة مصدرها التهريب، كما تمكنوا في اليوم الموالي من إلقاء القبض على 3 آخرين كانوا على متن سيارة محملة بـ34840 مفرقعة، بينما قام عناصر فرقة الدرك الوطني بالعلمة في نفس اليوم، وأثناء تأديتهم لمهام شرطة الطريق بتوقيف 3 أشخاص كانوا على متن حافلة بحوزتهم 10620 مفرقعة، كما تمكن من جهتهم عناصر فصيلة الأمن والتدخل للمجموعة الولائية للدرك الوطني بميلة أثناء دورية يوم 25الجاري من توقيف شخص واحد بحوزته 31576 مفرقعة.
وتشير ذات المصادر إلى أن بارونات المفرقعات لجأت إلى الشريط الجنوب الشرقي، أين قامت باستئجار مستودعات لتخزين سلعها في ظل التشديد الأمني المفروض على طول الحدود الغربية، وهو ما يؤكده ارتفاع حصيلة المحجوزات في أقصى الشرق الجزائري مقارنة بباقي أنحاء الوطن، كما تبين الإحصائيات المسجلة من قبل مصالح الدرك الوطني، استنجاد تجار المفرقعات في الأسبوع الأخير بوسائل النقل العمومية لتضليل أعوان الأمن خلال الحواجز الأمنية وتفادي حجز كميات هامة من بضائعهم، فضلا عن عدم المغامرة بمركباتهم الخاصة التي تحول إلى المحشر في حال اكتشاف أمرهم، حيث طفت في أغلب القضايا المسجلة مؤخرا، تلك التي تم معالجتها على متن حافلات النقل الجماعي، كما هو الحال بالنسبة لأحد الأشخاص الذين تم توقيفهم في الخامس من الشهر الجاري بولاية الوادي على متن حافلة وبحوزته 6046 مفرقعة، فضلا عن 3 أشخاص آخرين تم توقيفهم ببلديتي شلغوم العيد وسيدي مروان ولاية الميلة والذين حجز لديهم ما يزيد عن 22 ألف مفرقعة، أما باقي الأشخاص والذين تم إلقاء القبض عليهم خلال الفترة الممتدة بين 5 و6 فيفري بكل من سطيف، ورڤلة وميلة والبالغ عددهم 7 أشخاص، فقد أسفر ذلك عن استرجاع أكثر من 22 ألف مفرقة. وعلى صعيد مواز، علمت ”النهار” من مصادر مطلعة أن مصالح الجمارك الجزائرية قد تمكنت خلال نفس الفترة من حجز كميات متفاوتة من المفرقعات فاقت 80 ألف وحدة خلال عمليات متفرقة جرت على طول شريط الحدود البرية للوطن، في حين وجهت المديرية العامة للجمارك تعليمات صارمة لجميع مصالحها عبر الموانئ لرفع مستوى اليقظة وتشديد عمليات مراقبة الحاويات الداخلة تحسبا لأي محاولات تصريح كاذب أو تظليل أعوانها.