مساكن وظيفية لـ”السكريتيرات والفرمليات”

مديرو مؤسسات تربوية يؤجّرون مساكنهم الوظيفية للغرباء
مسؤولون في المديريات يهِبون مساكنهم الوظيفية لأقاربهم!
فتحت وزارة التربية الوطنية على مستوى عال، تحقيقا للكشف عن هوية شاغلي المساكن الوظيفية، بعدما وردتها تقارير سوداء تتحدث عن أشخاص غرباء، تحصلوا على مساكن بإيعاز من مديري التربية أو مسؤولين سامين على مستوى الوزارة.تحوز “النهار” على وثيقة رسمية، تتضمن أسماء ومناطق أشخاص غرباء عن القطاع، على غرار سائقين لمديري التربية أو أصحاب مطاعم فخمة استفادوا من مساكن وظيفية.ومن بين الأشخاص الذين استفادوا من المساكن الوظيفية على مستوى قطاع التربية، حسب قائمة تحصلت عليها «النهار»، مسؤول مطعم، بالإضافة إلى مدير متقاعد يشغل مسكنين واحد له والآخر لابنه، وكذا أعوان إداريون وسائقون لمديري التربية وكذا كاتبات «سكريتيرات».كما أنه من بين الأشخاص الذين استفادوا من المساكن، أمناء محليون لبعض النقابات، على غرار الاتحاد العام للعمال الجزائريين، ومفتشي التعليم الإبتدائي، حيث استفاد أحد مفتشي التربية من مسكن تم التنازل عنه لصالحه، على الرغم من أن القانون يمنع التنازل عن المساكن الوظيفية، كما أن وزارة الداخلية أصدرت في العديد من المرات مراسلات بهذا الشأن، وتم اكتشاف أن هذا المفتش يملك مسكنا في دائرة أخرى، وتم التنازل عنه لفائدته، حيث يشغل هذا الأخير حاليا منصب مفتش مسكن إلزامي بإحدى المتوسطات، في الوقت الذي لا يحوز مدير المتوسطة المعنية على السكن.ومن بين المستفيدين من هذه المساكن، مديرون متقاعدون، حيث تم اكتشاف أن أحد المديرين يشغل مسكنين، إحداهما مغلق والأخرى يقطن به، كما تملك إحدى المعلمات المتقاعدات منذ 10 سنوات، مسكنا بابتدائية، على الرغم من حيازتها على مسكنين، تؤجر الأول بقيمة 7 آلاف دينار، والثاني بمبالغ لم يتم الكشف عن قيمتها في التحقيق.وحسب الوثيقة التي تحوز “النهار” على نسخة منها، فقد تم اكتشاف أن طبيبة لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بقطاع التربية، تشغل مسكنا وظيفيا بإحدى الثانويات. وفي إحدى الابتدائيات، تم اكتشاف حالة أخرى يشغل صاحبها مسكنا وظيفيا، علما أنه غريب عن القطاع، كما استفاد أيضا ممرض من مسكن وظيفي، لأن أخاه كان رئيس مصلحة البرمجة والمتابعة بإحدى مديريات التربية. ومن المفاجآت التي تم اكتشافها، أن أحد الممرضين استفاد من مسكن خاص، وتوفي منذ 20 سنة، إلا أن زوجته لا تزال تشغل هذا المسكن، حيث تكشف وثيقة أخرى عن استفادة رئيسة مكتب المنازعات من مسكن وظيفي، بعد طرد مدير المؤسسة منه، ليتم تسليمه للسيدة بحكم علاقتها بمديري التربية.ومن التجاوزات التي كشفت عنها الوثيقة التي تحوزها «النهار»، هو أن أحد مديري الابتدائيات، أجّر مسكنا وظيفيا كان يشغله، إلى شخص آخر خارج القطاع.