مساجد تتحول إلى حلبات للصراع بين أئمة ومصلين
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
الأصل في المساجد أنها بيوت الله يفر إليها كل من يبحث عن الطمأنينة والسكينة بعيدا عن ضوضاء الحياة اليومية ومشاكلها، وفيه يتم إرشاد الناس إلى صالح الأعمال بالتآلف والمودة لتحقيق أهداف التكافل الاجتماعي وتمتين نسيج المجتمع وحفظه ووقايته من عوامل التفكك والفرقة، إلا أنه في الآونة الأخيرة للأسف الشديد تحولت بعض المساجد إلى حلبات للصراع بين الأئمة وبعض المصلين تارة وبين اللجنة الدينية والإمام تارة أخرى.
فأصبحنا نسمع عن امتناع مصلين عن الصلاة خلف الإمام الفلاني وآخرون ينتظرون إتمامه للصلاة وهم داخل المسجد ثم يقوموا ليصلوا جماعة، وقد تسمع عن إمام تم إنزاله من على المنبر عنوة لأنه غير مرغوب فيه أو أنه ”مبتدع” حسب اتباع تيار معين، كل هذا وغيره مما وقفنا عليه نقدمه لقرائنا الأوفياء من خلال ”الربورتاج” التالي.
محتجون يعتصمون بمسجد في بواسماعيل لتنحية الإمام
اعتصم العديد من المصلين داخل مسجد ببواسماعيل في ولاية تيبازة مطالبين بتنحية الإمام بعد أن وجهوا له عدة اتهامات متمثلة في الشعوذة والذبح لغير الله، حيث قام المحتجون بمنع الإمام من إمامة الناس في صلاة الظهر، حيث تجمَّعوا شيوخا وشبابا داخل المسجد بطريقة سلمية ومنعوا بذلك إمام المسجد من تأدية صلاة الظهر، وجاء احتجاج هؤلاء بسبب ممارسة هذا الأخير للشعوذة -على حد قول المحتجين.
مصلون يمنعون الإمام من الصعود إلى المنبر بمسجد في وهران
تطورت الأمور بمسجد سلمان الفارسي في وهران في صلاة الجمعة بين المصلين والإمام المغضوب عليه، حيث وصل الأمر إلى تنقل مدير الشؤون الدينية والأوقاف حسين بلقوت لتهدئة الأوضاع قبل انفجارها، حيث اتفق مع الإمام على عدم الصعود على المنبر لإلقاء الخطبة تفاديا لردة فعل المصلين وإحداث فتنة واقتنع الكل بهذا القرار وقام مدير الشؤون الدينية بإلقاء الدرس، لكنه قبل أن ينهي مدير الشؤون الدينية الدعاء في الدرس خرج الإمام من المقصورة متجها نحو المنبر متحديا الجميع ولولا تدخل العقلاء الذين منعوا الناس من إنزاله لكادت الأمور أن تتطور إلى ما هو أسوأ، وبعد صلاة الجمعة وعد ذات المدير المصلين بإيجاد حل لمشكل الخطبة، لكن هذا لم يمنع من حدوث فوضى عارمة عقب الصلاة التي شهدت حضورا مكثفا لمصالح الشرطة لمنع حدوث تجاوزات.
يؤم الناس لمدة 12 سنة بمسجدهم ولا يحضر إلا للجمعة
إمام مسجد سلمان الفارسي بوهران يؤم الناس منذ 12 سنة، لكن في يوم الجمعة فقط، مما جعل مجموعة من المصلين يطالبون بتنحيته بعدما تخلى عن مهامه وأصبح كل من هب ودب يقيم الصلوات الخمس حتى مفتاح الباب لا يعرف له من المسؤول عنه، إذ ينتظر المصلون فتح الباب لفترة طويلة وبعض المرات لا يفتح المسجد نهائيا لعدم حضور أي أحد، كما أنه في كثير من الأحيان لا يرفع الآذان ولم تصل صلاة الصبح بسبب غياب الإمام وعدم فتح المسجد.
ملتح يتهجم على الإمام أثناء الدرس ويصفه بالمبتدع
تشير تقارير أمنية رفعت للسلطات الرسمية إلى وجود العديد من التجاوزات في الكثير من المساجد بولاية ميلة، على غرار مسجد عبد الحميد بن باديس ببلدية شلغوم العيد الذي لا يزال تحت رحمة بعض التيارات التي نجحت في السيطرة على الأئمة السابقين قبل أن يخرج جميعهم من الأبواب الضيقة، أين استعمل المنبر لتصفية الحسابات الفكرية وشن الحملات المغرضة، وفي ظرف قياسي بلغ عدد الأئمة المتداولين على ذات المسجد 10 تعرض غالبيتهم للضغط وبعضهم الآخر لحملات واسعة وتمت تصفيتهم على غرار مسجد القدر بحي جامع لخضر والذي راح إمامه في العديد من المرات ضحية سلوكيات مستوردة وأصبح التدخل حتى في حياته الخاصة، حيث تهجم عليه أثناء قيامه بدرس الجمعة أحد المتشددين وتهكم عليه أمام الملأ، كما قام آخر بالتهجم علنا على الإمام حين تقديمه في رمضان درس التراويح واعتبر بصوت جهوري ذلك بدعة.
جمعيات دينية تضغط على الإمام للسير وفق أهوائها
كما أقدم ملتح يدعي أنه زعيم السلفية بالمدينة على إهانة مؤذن اعتاد التطوع للصلاة عند غياب الإمام لكنه خرج باكيا بعد جذبه بقوة من لباسه والرمي به أرضا. وفي مسجد بإحدى مشاتي بلدية بوحاتم قامت مجموعة من المتعصبين أيضا بإهانة الإمام أمام الجميع أثناء سعيه للصلاة بهم لعدم سقوطه في فخهم فما كان من الإمام إلا أن عبر بالبكاء والحسرة على ما وقع له، وتعمل بعض الجهات على فرض مرجعية معينة والقراءة برواية حفص. ولا يتوقف الصراع عند هذا الحد بل يتعداه أيضا إلى صراع الأئمة مع الجمعيات الدينية، حيث الصراع أيضا على أشده، حيث عمد بعض رؤساء الجمعيات إلى قذف الأئمة بالمساجد والمقاهي كاتهامهم بالإبتداع وحتى عدم إحسان الصلاة حتى ينصاع لها ويسير على هوى رؤسائها الذين في غالبيتهم ذوو مستويات تعليمية بسيطة أو من المتقاعدين وكبار السن والعجزة.
رفضوا إقامة صلاة الجمعة وراء الإمام بحجة أنه مسيس
لا يمر التيار بين إمام مسجد ببلدية بئر العرش بسطيف الذي يؤم الناس فيه منذ 22 سنة والذي لم يحظ بإجماع السكان لكن نفوذه مكنه عليهم، حيث سبق وأن جمع السكان عريضة بـ300 توقيع يطالبون برحيله، بعد أن حول دوره التوعوي والإرشادي الديني إلى التخلاط في السياسة والإشادة وشكر المنتخبين في دروس الجمعة مما مكنه من الاستفادة من سكن، رغم أنه يملك سكنا وظيفيا وقطعة أرض ببلدية أخرى.
صعد المنبر بدون أن يحمل العصا فوصفوه بالمبتدع
وبأولاد ضيف الله احتج السكان على الإمام السابق وحرروا عريضة بـ 80 توقيعا يطالبون برحيله، أما بقرية أولاد مهنة منذ أسبوعين صعد إمام إلى المنبر دون أن يحمل العصا في يده فأثار ذلك غضب واستياء المصلين ووصفوه بالمبتدع، أما إمام بقرية أولاد ضيف الله فتحول آخر إلى صانع مشروبات الشاي في الأعراس يبيعها في الأعراس لكونه ينحدر من الصحراء.
شخصان يهاجمان إماما لتهجمه عليهم بألفاظ نابية
كثيرا ما هاجم إمام مسجد ببئر العرش السكان في درس الجمعة ليرد على كل من ينتقده أو يتحدث عنه كما سبق وأن هاجم سكان البلدية لأتفه الأسباب بألفاظ غريبة في إحدى دروس الجمعة، حيث اضطر مصليان أحدهما مدير والثاني أستاذ بالرد عليه، كما لم تسلم بعض الجمعيات من انتقاداته إذ ما انتقدت الجمعيات تسيير المنتخبين. وفي إحدى لقاءات الوالي بالمجتمع المدني في أفريل، للاستماع إلى انشغالات السكان طرح أحد أعضاء مشكلة انعدام مدرسة قرآنية بالبلدية إلا أن الإمام وقف ورد عليه بأن البلدية تضم مدرستين قرآنيتين والمشكلة المطروحة غياب القرّاء والراغبين في حفظ القرآن، وفي الواقع فإن البلدية لا تضم أي مدرسة قرآنية.
درس جمعة يتحول إلى جلسة محاكمة لتبرئة الإمام لنفسه
يقوم أحد الأئمة في كل مناسبة دينية بتكريم فئة معينة من أنصاره، ففي درس الجمعة الماضي الذي استاء منه المصلون بعد أن حوله مدرس من أنصاره إلى جلسة محاكمة لتبرئة الإمام وكأنه ارتكب جرما وراح يتحدى المصلين بتقديم الدليل. وبقرية بورزام سبق واشتدت مشاحنات بين الإمام والسكان، حيث طالب المصلون مرارا برحيل الإمام وحاولوا إخراجه من السكن الوظيفي لولا تدخل رئيس الدائرة آنذاك لاحتواء الوضع.
ملتحون يضربون إماما بحجة أنه لم يشغل ”الكليماتيزور”
وقع خلاف حول إمام بأحد المساجد عاصمة الولاية، كون أن هذا الأخير لا يحسن التعامل معهم أو بالأحرى لا يتوافق مع ما يحبون، حيث طالبوا بتغييره، إلى جانب حادثة أخرى كانت قد وقعت بأحد المساجد بـ”قصر البخاري”، حين تم الاعتداء على إمام بسبب عدم تشغليه المكيفات الهوائية، إلا أن هذا السبب لم يكن إلا حجة هذه الحوادث التي تفرز عن تواجد أفكار لا يمر بينها التيار، منها ما يطلق بالفكر السلفي الذي عادة لا يتوافق مع بعض أفكار الأئمة ما يحدث مثل هذه الفتن، كما أن بعض المساجد على مستوى ولاية أصبحت خاصة بهذا وذاك، الأمر الذي يدفع بالمصلين من عامة الناس إلى اختيار المساجد للتوجه إليها دون الأخرى نتيجة كل هذا.
مصلون يقاطعون إمام مسجد لأنه يهرّب الوقود
بقرية البطيم بولاية تلمسان التي تقع على مسافة 5 كلم غرب مدينة مغنية، يقاطع عدة مصلين أحد المساجد ويتوجهون لمسجد آخر لا لشيء سوى لأن إمام ذات المسجد يهرّب الوقود، لكن في خطبه يؤكد أن التهريب محرّم وهو يهرّب الوقود مستنزفا للاقتصاد الوطني وينافي مبادئه وخطبه. وبقرية القواسير التابعة لبلدية الرمشي يقاطع عدة مصلين صلاة الجمعة وراء إمامهم المعروف بأنه يخرج سيف الحجاج في وجه الخارجين على القانون فأحيانا يهاجم التجار وأحيانا أخرى يهاجم أصحاب الأعراس الذين يقيمون الموسيقى الصاخبة والمشكل أنه يذكر الأشخاص بالاسم مما يجعل المواطنين يخافون من البهدلة داخل المسجد.
عضو لجنة الإفتاء بوزارة الشؤون الدينية:”على الأئمة الإبتعاد عن التعصب وعدم الميل لفئة على حساب أخرى”
دعا عضو لجنة الإفتاء بوزارة الشؤون الدينية عبد القادر لشهب، أئمة المساجد للابتعاد عن التعصب أثناء إلقاء الدروس وتقديم الخطب وأداء الصلوات، وضرورة توجيه الخطاب والنصائح للمواطنين دون جرح أو الميل لفئة أو شخص معين.
وقال عبد القادر لشهب في اتصال مع ”النهار”، إنه يسمع بحدوث مناوشات وسوء تفاهم بين الإمام والسكان التي تكون عادة بسبب تواجد الأئمة في عطلهم السنوية، ويعين مستخلف وهو ما يؤدي عادة إلى نشوب خلافات بين الإمام والمصلين، داعيا في هذا الصدد الأئمة إلى تكليف شخص يرضى الجميع به ويكون ذا مستوى عال ويتمتع بحس، كما أمر المصلين بالابتعاد أيضا عن التعصب لأنها أمور لا يحبها رسول اله صلى الله عليه وسلم، كما حذر من مثل هذه الأمور التي تؤدي إلى الفتنة، من خلال إنشاء تكتلات ضد الإمام أو ضد فئة أخرى، داعيا الأئمة إلى التنازل ومعرفة كيفية حل مثل هذه المشاكل بالود دون إثارة أي فتنة.