مسؤول المجمع الوطني للمهندسين المعماريين بوداود عبد الحميد لـ”النهار”
اعتبر مسؤول المجمع الوطني للمهندسين المعماريين السيد عبد الحميد عبد الحميد أن مليوني وحدة سكنية تحتاج للترميم والتدخل المستعجل نظرا لوضعيتها السيئة نظرا لنقص أو انعدام الصيانة،
مشيرا في تصريح لـ “النهار”، مساء أمس، بأن حظيرة السكن في الجزائر تجاوزت 5.8 مليون وحدة سكنية منها 1.9 مليون تعود للحقبة الاستعمارية أي الى قبل 1962 ، مقابل 3.1 مليون بعد الاستقلال ، هذه الأخيرة تحتاج الى ترميم ومتابعة لاعتماد دفتر صحي للسكن.
وأوضح بوداود أن 80 بالمائة من الحظيرة تفتقد للصيانة وأنها تأثرت بفعل ذلك خاصة في المدن الكبرى مثل العاصمة ووهران وقسنطينة مشيرا بأن التقديرات الحالية تشير الى أن 40 بالمائة من الحظيرة في أهم الأحياء تحتاج لتدخل و معالجة مستعجلة .
وأشار بوداود أن أغلب أحياء العاصمة مثل القصبة وباب الوادي وبوزريعة و القبة وحسين داي والحراش وشارع طنجة وبوزريعة ولكن أيضا الأحياء التي عرفت بناءات بعد الاستقلال مثل بني مسوس وجسر قسنطينة وقاريدي وعين نعجة تحتاج لمتابعة سريعة نظرا لانعدام و نقص الصيانة ، حيث لوحظ تأثر البنايات بالعوامل المناخية و تأثير تسرب المياه خاصة على أساسات البنايات ، مشيرا بأن اعتماد دفتر صحي للبنايات أمر ملح. مضيفا بأن البنايات الحديثة أسوء حالا من تلك التي تعود للحقبة الاستعمارية و ما بعد الاستقلال مباشرة
البنايات الإستراتيجية ليست استثناء
ولاحظ بوداود أن هناك حساسية في وضع الحظيرة السكنية بالعاصمة بما في ذلك المباني الإستراتيجية التي لم تصبح مطابقة لمعايير الأمن والسلامة ومقاييس البناء المضاد للزلازل
وأوضح رئيس المجمع الذي تأسس عام 1991 ويضم أخصائيين وخبراء البناء ومهندسين معماريين أنه تم ما بين 1962 إلى غاية نهاية 2004 تسليم ثلاثة ملايين و800 ألف وحدة سكنية بينما احتفظت الجزائر بـ1.948.331 وحدة سكنية من العهد الاستعماري، وبالتالي فإن الحظيرة السكنية حاليا تقدر بـ5.793.331 وحدة، ومن بين هذه الحظيرة هناك على الأقل أكثر من 2 مليون وحدة تتطلب الترميم ، ملاحظا أن الأخطر من ذلك أن عدم الصيانة وغياب المتابعة ساهم في تدهور الحظيرة السكنية التي تم إنجازها خلال السبعينات والثمانينات، أي التي يتراوح عمرها ما بين 30 و35 سنة، حيث لاحظت دراسة وعمليات مسح تم القيام بها، أن وضعية هذه السكنات أسوأ أحيانا حتى من السكنات القديمة ا مع وجود المياه بداخل أقبية العمارات مما يساهم في تآكل أسس العمارات تدريجيا
مشكل البنايات الذاتية
أما الإشكال الثاني الذي طرح من قبل الخبير المعماري فيتعلق بالبنايات الذاتية ، حيث اعتبر بوداود أنها في غالبيتها لا تخضع للمقاييس، خاصة و أن أغلب أصحاب البنايات يعتمدون الى اقامة طابق و طابقين اضافيين دون مراعاة قدرة الأساسات على التحمل و بسبب مثل هذه الممارسات ، الى جانب عدم اكتمال البنايات بمعدل يتراوح عدد البيانات غير المكتملة في العاصمة ما بين 10 آلاف الى 15 آلاف بناية في العاصمة وحدها ، مضيفا بأن الضرورة تقتضي تنظيم هذا الجانب لضمان تأمين هذه البنايات.