مرسى يتحول إلى مستبد قمعى آخر
نشر موقع «واشنطن ووتش» الأمريكى تقريرا بعنوان «الفوضى تنتظر كيرى فى القاهرة»، عن زيارة جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى الجديد لمصر، قال فيه إن على كيرى أن يرفع صوته بقوة ويطالب مرسى بالوفاء بوعوده بحكم ديمقراطى، واحترام الالتزامات، وضمان التسامح الدينى، وتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية، لأن هذا فى مصلحة الجميع. وتوقع أن التجربة الأولى التى سيمر بها وزير الخارجية الجديد ستكون صعبة جدا فى أثناء زيارته الشرق الأوسط خلال الشهر الجارى. التقرير الذى عرضته صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، وصف زيارة كيرى للقاهرة بأنها ذات أهمية قصوى، إذ تدخل مصر فى العام الثالث من ثورتها، وأصبحت فى خطر أن تكون دولة فاشلة، مضيفا أن الرئيس محمد مرسى سرعان ما تحول إلى مستبد قمعى آخر. فعلى عكس السابقين له، هو رئيس إسلامى يرغب فى فرض الشريعة الإسلامية على الشعب المصرى، وسارع بصياغة دستور إسلامى جديد وسلط قواته الأمنية الوحشية على المتظاهرين المعترضين على ذلك، حسب التقرير. ووفقا للتقرير يتم سحق الآمال التى برزت منذ عامين فى ميدان التحرير، الآن على أيدى شرطة مرسى. مضيفة أن مرسى وشركاءه ليس لديهم كثير من الخبرة فى إدارة حكومة أو اقتصاد، وأن الأشخاص الذين فروا إلى الخليج وأوروبا بعد الثورة لن يعودوا مرة أخرى. كما ورد فى التقرير أن مرسى يركز بشكل أكبر على فرض حكم إسلامى وترسيخ جماعة الإخوان المسلمين فى السلطة، بدلا من الوفاء بوعوده ومطالب الناخبين من فرص عمل وانتعاش اقتصادى وحرية أكبر. نقل القائمون على التقرير عن إيريك تريجر، الباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أنه ينبغى أن تكون رسالة كيرى إلى مرسى كالتالى: “لا يمكنك منع العنف ووقف الاحتجاجات بصورة واقعية دون سياسة جادة لإنعاش الاقتصاد المتدهور وجذب المستثمرين وخلق فرص عمل”. وأضاف التقرير أن مرسى تَخلَّص من القادة العسكريين السابقين المؤيدين للغرب واختار رئيس أركانه جنرالا دعا من قبل الولايات المتحدة إلى إخراج قواتها بشكل دائم من الشرق الأوسط وإظهار دعم أكثر فاعلية فى القضية الفلسطينية، فى إشارة إلى الفريق عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع. كما نقل عن خبراء أمريكيين فى المنطقة اعتقادهم أن تعيين السيسى ينذر بإعادة تعديل استراتيجية بين واشنطن والقاهرة. مضيفا أن العلامة على ذلك كانت استقبال الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد فى مصر هذا الأسبوع. أشار التقرير إلى أن مرسى عبَّر عن نيته الالتزام بمعاهدة السلام مع إسرائيل، مستطردة أن تصريحاته المعادية للسامية مثيرة للقلق، ومحاولاته لتبرير هذه التصريحات زادت الأمور سوءا. وقال إن كيرى ذا الأصول اليهودية والأخ اليهودى، يحتاج إلى تذكير مرسى بأن إدارة أوباما أدانت تصريحاته ووصفتها بـ«المهينة للغاية»، متابعا بأن المعونة الأمريكية تشترى أكثر من معاهدة السلام، فهى تشترى أيضا التعاون الاستراتيجى وتبادل المعلومات الاستراتيجية، ومعاملة تفضيلية للسفن الحربية الأمريكية التى تستخدم قناة السويس، الوصول إلى القواعد وبعض التعاون فى مكافحة التسلل عبر الحدود الإسرائيلية مع سيناء، ومنع تهريب الأسلحة إلى غزة. إسرائيل وواشنطن تريدان أن يظل الجيش وأوضح التقرير أن مرسى وصل إلى السلطة عبر انتخابات ديمقراطية، لكن هناك شكوكا متزايدة حول ما إذا كان سيسمح بانتخابات حرة إذا انتهت ولايته. وأضاف التقرير أن الإخوان ليسوا ديمقراطيين ويحبون أن يكونوا فى السلطة ولا يريدون المخاطرة بخسارتها.