محمد الطاهر فرقاني .. حكاية 70 سنة عشقا للمالوف
يعتبرعميد أغنية المالوف الحاج محمد طاهر فرقاني الذي وافته المنية أمس الأربعاء عن عمر يناهز 88 سنة عميد من أعمدة موسيقى المالوف لمدينة قسنطينة.
و قد ولد محمد طاهر و إسمه الحقيقي رقاني يوم 9 ماي 1928 بقسنطينة، من أسرة فنيّة تتكوّم من موسيقيين .و كان والده الشّيخ حمو فرقاني مغني و ملحن معروف في طابع الحوزي.و بدأ محمد طاهر فرقاني مشواره الفنّي في النّوع الشّرقي المصري ضمن فرقة موسيقية، كان عضو فيها قبل أن يغيّر توجّهه و يتحوّل إلى المالوف بقسنطينة متأثّرا بشيخيه علي خوجة و بابا عبيد.
و في عام 1951 برز في مسابقة موسيقية بعنابة .حيث فاز بالجائزة الأولى و في خضمّ ذلك سجّل أوّل ألبوم له جعله كمغنّي شعبي، و في نفس الوقت عميد المالوف .و سمح احتكاكه بكبار أعمدة الأغنية العربية الأندلسية الجزائرية مثل دحمان بن عاشورو عبد الكريم دالي بالتحكّم في فنّه .وأصبح محمد طاهر فرقاني بفضل صوته الفريد و عزفه على الكمان الّذي لايضاهى العميد بدون منازع لمدرسة المالوف القسنطيني.
و عمل الحاج خلال 70 سنة من مشواره الفنّي على تخليد موسيقى المالوف، ولم يتوقف عن إبهار عدد الكبير من المولوعين بأدائه الراقي.و ترك المرحوم مئات التّسجيلات لأغاني المالوف و أيضا في الطّبوع الموسيقية الأخرى كالمحجوز وزجول و الحوزي. و هذه التّسجيلات كما يرى المختصون في الموسيقى ساهمت بشكل كبير في الحفاظ على التّراث الموسيقي لقسنطينة.
وكان أخر ظهور لمحمد طاهر فرقاني أمام الجمهور في جويلية 2015 بمناسبة تكريم أبيه حمو فرقاني و شقيقه محمد صديق الذي يدعى “زواوي” و ذلك في إطار تظاهرة “قسنطينة عاصمة الثقافة العربية” حيث قدّم عميد المالوف و سنّه 87 عاما طعما خاصّا لقعدة قسنطينية محضة استقبل خلالها بالزغاريد و التّصفيق.و سيتمّ عرض جثمان الفقيد صاحب “قالوا لعرب قالوا” و “يا ظالمة” في دار الثقافة مالك حداد بقسنطينة فور وصوله من باريس فرنسا.