محترفو ''الخضر'' بين سندان المنتخب ومطرقة نواديهم… بسبب ''الكان''
تعتبر منافسة كأس إفريقيا للأمم فرصة ذهبية لا تعوض للاعب الجزائري المحلي للتألق وضمان عروض أوروبية للاحتراف، وفي المقابل تعتبر نقمة على اللاعب المحترف، كونها تتزامن مع مباريات ناديه في البطولة الأوروبية التي ينشط فيها، وكثيرا ما تكون سببا في حدوث مشاكل بين اللاعب وناديه الذي يرفض فكرة التحاقه بمنتخب بلده للمشاركة في كأس إفريقيا مثلما حدث مع الكثير من اللاعبين الأفارقة في العالم، وحتى جزائريين، بينما يفضل البعض الآخر البقاء مع نواديهم حتى لا يخسروا مناصبهم خاصة إذا كانوا أساسيين، مثلما فعل الوافد الجديد إسحاق بلفوضيل الذي اتخذ قراره بعدم المشاركة مع ”الخضر” في كأس إفريقيا 2013 مفضلا البقاء مع فريقه بارما الإيطالي لضمان منصب أساسي وعدم تضييع فرصته مع ناديه الجديد، رغم أن الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش كان يعول عليه كثيرا لتدعيم الخط الأمامي لكتيبة المحاربين، ورغم أن اللاعب كشف في تصريح له أنه اتخذ القرار بنفسه إلا أن البعض يؤكد أن إدارة بارما الإيطالي تضغط عليه للبقا مع الفريق وهي التي دفعت ما قيمته 2.5 مليون أورو للحصول على خدماته من نادي ليون الفرنسي، ورغم أن منتخبنا الوطني لم يضمن تأهله الرسمي إلى النهائيات بجنوب إفريقيا مطلع السنة المقبلة باعتباره لاتزال أمامه مباراة العودة أمام المنتخب الليبي الذي يأمل هو الآخر في تسجيل حضوره للمرة الثانية على التوالي في ”الكان”، إلا أن نوادي لاعبينا المحترفين بدأت تفكر في طريقة لتعويضهم خلال فترة غيابهم، على غرار نادي فالنسيا الإسباني الذي عبرت إدارته في وقت سابق عن قلقها من إمكانية مشاركة نجمها سفيان فغولي في كأس إفريقيا مع ”الخضر”، وذهبت بعيدا في هذا الشأن حيث أكدت أنها بدأت تفكر في إيجاد خليفة له خاصة وأن فترة غيابه قد تصل إلى أكثر من شهر إذا تأهل منتخبنا إلى المباراة النهائية، إضافة إلى التربصات التحضيرية التي تسبق المنافسة الرسمية، والأمر نفسه مع المهاجم سوداني الذي عبر مدربه في نادي غيماراش البرتغالي عن قلقه بخصوص غياب اللاعب الجزائري عن الفريق خلال فترة كأس إفريقيا إلى درجة وصفه لهذه المنافسة بالوباء، مؤكدا في السياق ذاته أنه سيجري عدة تغييرات على تشكيلة الفريق، ومن جانب آخر من شأن هذه التصريحات أن تؤثر سلبا على معنويات لاعبينا خلال مباريات ”الكان”.
منصوري، كراوش، شراد، بلوفة وآخرون كانوا ضحايا ”الكان”
مشاكل لاعبي المنتخب الوطني مع نواديهم خلال فترة كأس إفريقيا ليست وليدة اليوم، فقد عانى عدة لاعبين في السابق من مشاكل كثيرة بالأخص أولئك الذين ينتمون إلى نوادٍ فرنسية، إلا أن الأمور مختلفة نوعا ما عن السابق، فسابقا لم يكن بإمكان الاتحاد الجزائري لكرة القدم إجبار لاعبيه على الالتحاق بالمنتخب الوطني مثلما حدث مع رابح ماجر سنة 82 أين رفض المشاركة في كأس إفريقيا التي احتضنتها المغرب آنذاك، وهذا بسبب التأمين، في حين أقدم قندوز على ضرب أحد اللاعبين في مباراة رسمية في البطولة الفرنسية متعمدا ليخرج بالبطاقة الحمراء فقط من أجل الالتحاق بـ”الخضر” سنة 86 بينما عانى منصوري، كراوش، بلباي وحتى شراد وبلوفة من مشاكل مماثلة مع نواديهم إلى درجة أن البعض منهم غادر فريقه بسبب كأس إفريقيا، في حين عاد البعض منهم مصابا ما جعل إدارة فريقه تتخلى عن خدماته، بينما يتمتع لاعبون أفارقة آخرون بامتيازات خاصة لدى نواديهم على غرار دروغبا وإيتو حيث كان نادي إنتر الايطالي يخصص طائرة خاصة لنقل اللاعب الكاميروني وإعادته، عكس آخرين يتعمدون الخروج ببطاقات حمراء في مباريات ”الكان” للعودة سريعا إلى فرقهم التي تضمن لهم رواتب كبيرة وأحيانا أخرى يتحجج لاعبون بالإصابة لعدم الالتحاق بمنتخبات بلدانهم.