مجازر 8 ماي 1945… حتى لا ننسى
تحي الجزائر اليوم الأربعاء الذكرى ال68 لمجازر الثامن ماي في سطيف و قالمة و خراطة. حيث في مثل هذا اليوم ارتكب الاستعمار الفرنسي أبشع الجرائم و اقترف أقبح الانتهاكات لحقوق الجزائريين، و هي جرائم ضد الإنسانية لا يرغب الاعتراف بها إلى اليوم. تلك المجازر اقترفت لأن الجزائريين أرادوا أن يفرح باستقلال الجزائر الموعود غداة نهاية الحرب العالمية الثانية. لكن قوات الاستعمار الفرنسي و المعمرون الفرنسيون بعمومهم لم يترددوا جميعهم لتقتيل الجزائريين بمجرد ظهور علم جزائري حمل من قبل أطفال الكشافة و بمجرد تهليل “تحيا الجزائر”. إن في ذلك اليوم من 8 ماي 1945، كان بداية لتقتيل 45 ألف جزائري في سطيف و قالمة و خراطة و من بعدها تمتد تلك الجرائم البشعة لتشمل تقريبا كل الشرق الجزائري. و تقرر هذه السنة الاحتفال رسميا بالذكرى من ولاية مستغانم، حيث أشرف وزير المجاهدين، محمد شريف عباس، عشية الاحتفالات على تسليم 500 عنوان حول الثورة الجزائرية التي صدرت في إطار الاحتفالات المخلدة لخمسينيات الاستقلال .و صرح في هذا الصدد أن إصدارات وزارة المجاهدين الخاصة بتاريخ الحركة الوطنية و الثورة التحريرية “تعد ردا على الأصوات التي قللت من الكتابات الجزائرية في موضوع الثورة الجزائرية”. كما أشرف بمركز الـ5 راحة للمجاهدين على تكريم 72 أرملة شهيد من 12 ولايات من غرب البلاد. برنامج ثري بسطيف لاحياء الذكرى السنوية ال68 لمجازر 8 ماي 1945 و في ولاية بسطيف تم ضبط برنامج ثري يتضمن أنشطة ثقافية وندوات تاريخية بالإضافة إلى نشاطات رياضية هامة سيطبع احياء الذكرى السنوية ال68 لمجازر 8 ماي 1945. وستشكل “مسيرة الذاكرة” التي ستسلك نفس الطريق التي قطعها الموكب السلمي بتاريخ 8 ماي 1945 والذي قوبل بالقمع الدموي الذي أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص “اللحظة الأكثر قوة خلال الاحتفال”. وسينطلق الموكب من أمام مسجد المحطة سابقا (مسجد أبو ذر الغفاري حاليا) وسيمر عبر شارع أول نوفمبر ليصل أمام النصب التذكاري الذي تم تشييده في ذكرى استشهاد سعال بوزيد بوسط شارع 8 ماي 1945 بالقرب من نافورة عين الفوارة حيث بني هذا النصب التذكاري بالمكان الذي أطلق فيه النار على هذا الشهيد الذي كان أول شهداء مجازر 8 ماي 1945. كما ستتبع “مسيرة الذاكرة” التي ستتوقف بساحة “عين الفوارة” حيث سيؤدي مئات التلاميذ أغاني وطنية بمراسم ترحم على أرواح الشهداء بمقبرة سيدي سعيد (أقدم مكان لدفن المسلمين بسطيف) حيث يرقد عديد الشهداء ضحايا مجازر 8 ماي 1945 والأيام التي تلتها. وفي هدا الاطار تم إدراج عدة تظاهرات من بينها تنظيم صالون للطوابع البريدية وأسبوع للفيلم الوثائقي وصالون وطني للكتاب ومعرض للمنتجات المنجزة من طرف الشباب المستفيدين من أجهزة دعم التشغيل بالإضافة إلى حفل موسيقي للأوركسترا السيمفونية الوطنية وعرض أوبيرات ذات طابع تاريخي تحمل عنوان “لحن الأمل” . أما في الجانب الرياضي فقد تم تسطير برنامج ثري ومتنوع أيضا بالتعاون مع المديرية الولائية للشباب والرياضة حيث أن الجمهور الرياضي السطايفي مدعو في هذا الإطار وتحت رعاية الفيدرالية الجزائرية للملاكمة إلى دورة دولية للملاكمة تضم بالإضافة إلى الجزائر الممثلة ب4 فرق هي الفريق الوطني أكابر والفريق الوطني العسكري والمنتخب الجهوي لسطيف وفريق الحماية المدنية فرقا من مصر وتونس وبورندي وفرنسا. وإلى جانب الفن النبيل ستحتضن ولاية سطيف نصف الماراطون الدولي “سعال بوزيد” وسباقا للدراجات الهوائية ودورة في الكرة الحديدية.