مالك بن نبي.. فيلسوف الحضارة الجزائري

تمر اليوم 31 أكتوبر، 48 سنة على وفاة المفكر الجزائري مالك بن نبي، فيلسوف الحضارة وأحد رواد النهضة الفكرية الإسلامية.

وكان بن نبي أول باحث يُحاول أن يُحدّد أبعاد المشكلة الحضارية، ويحدد العناصر الأساسية بالإصلاح، ويبعد في البحث عن العوارض.

ولد مالك بن نبي في 5 ذو القعدة 1323 هـ الموافق لـ 1 جانفي سنة 1905 م بمدينة قسنطينة.

بدأ متابعه دراسته بالمدرسة القرآنية، والابتدائية بالمدرسة الفرنسية. وتخرج سنة 1925م بعد سنوات الدراسة الأربع.

سافر مع أحد أصدقائه إلى فرنسا حيث كانت له تجربة فاشلة فعاد مجددًا إلى مسقط رأسه.

وبعد العودة عمل في محكمة آفلو حيث وصلها في مارس 1927م.

استقال مالك بن نبي من منصبه القضائي سنة 1928 إثر نزاع مع كاتب فرنسي لدى المحكمة المدنية.

أعاد الكَرّة سنة 1930م، حيث انغمس مالك بن نبي في الدراسة والحياة الفكرية، واختار الإقامة في فرنسا وتزوج من فرنسية.

شرع يؤلف الكتب في قضايا العالم الإسلامي، فأصدر الظاهرة القرآنية سنة 1946 ثم شروط النهضة 1948 باللغة الفرنسية.

انتقل إلى القاهرة هاربا من فرنسا بعد إعلان الثورة سنة 1954م تاركا وراءه زوجته التي رفضت مرافقته إلى مصر.

عُيِّن مستشارا منظمة التعاون الإسلامي منصب سمح له بمواصلة الكتابة الفكرية وإرسال المال ليعول زوجته في فرنسا.

عاد مالك بن نبي في 1963 للجزائر بعد إستقلالها، فعُيِّن سنة 1964 مدير عام للتعليم العالي.

استقال من منصبه سنة 1967، ليتفرغ كلياً للعمل الفكري الإسلامي والتوجيهي.

طُبعت العديد من الكتب عن حياته وفكره، خاصة من قبل المهتمين بالنهضة والإصلاح.

ترك مالك بن نبي إرثا كبيرا من المؤلفات أهمهما: الظاهرة القرآنية، الفكرة الأفريقية الآسيوية، النجدة.. الشعب الجزائري يباد. فكرة كومنولث إسلامي، الصراع الفكري في البلاد المستعمَرة.

وفي لقاءها مع إحدى الوسائل الإعلامية قالت ابنته “قال لزوجته وهو على فراش الموت عام 1973 “سوف أعود بعد 30 سنة”.

وأضافت “إنه كان يدرك أن التاريخ قد عرف من قبل تأجيلا لتفعيل بعض الأفكار، وأن أفكاره ستفعل في يوم ما”.