ماعدا الدراسة أهلي يرفضون كل شيء

تحية طيبة سيدتي الفاضلة، أردت أن أنفس عن هذا الاختناق الذي أشعر به حتى أرتاح قليلا، فأنا فتاة في الـ20 من عمري، أهلي أناس منغلقين على أنفسهم كثيرا، فأنا وأختي غير مسموح لنا بالخروج إلا للدراسة فقط، أو لشراء ما نحتاج رفقة أمي، حين نزور  بيت جدتي وألتقي بقريباتي أطلب من والدتي أن تسمح لي بالمبيت معهن. لكن بالنسبة لها الأمر مرفوض ولا سبيل للنقاش فيه.

ماعدا الدراسة أهلي يرفضون كل شيء

ممنوع أن نزور صديقاتنا، وإن لزم الأمر هن من يأتين إلى بيتنا، وكل هذا بدون أي سبب، حتى أنني كنت أود أن أدرس تخصص لكن بحكم أن ولايتنا لا يتوفر فيها ذلك التخصص تبخرت أحلامي، واضطررت أن أسجل في تخصص لا يروق لي، حتى الانترنت أحيانا ويرونه خرقا للحدود، وصرنا نتحجج بالدراسة حتى يسمحون لنا باستعماله، وكلما اقتربت العطلة ينتابني الخوف لأننا حتما سنقضي كل الصيف في البيت، فشعرت أنني كبرت وأنا في العشرين، فكيف أقنعهم أنه بإمكاننا أن نعيش حياتنا ونحافظ على أخلاقنا وعفتنا..؟

“م” من الشرق  

الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد:

تحية أجمل حبيبتي، صدقيني إن قلت لك أنت محظوظة جدا بوالديك، وتأكدي أن هذا نابع من حبهما الكبير وحرصهما على حمايتكما من أي مكروه خارجي، لهذا لابد عليكما ببرهما وطاعتهما، وتأكدي أن الأمور سوف تتغير رويدا رويدا، سوف تتخرجان وربما تعثران على مناصب عمل، أو قد يهبكما الله أزواجا وتنعمان بحياة هنية، ولكن الآن أنتما مطالبتان بإرضاء والديكما، حتى تكسبان ثقتهما، وتثبتان لهما أنه يمكن الاتكال عليكما، وأنكما قويتان وقادرتان على تحمل المسؤولية بحول الله.

لهذا بدل من التذمر حاولي أن تستمتعي بحياتك، وأن تستغلي كل فرصة إلى جانب والديك لتكوني فرحة بما أتاك الله وتدخلي أيضا البهجة على قلبيهما، اخلقي أجواء لطيفة في المنزل، شاركي أمك وأختك وأبوك أنشطة تجعل الجميع يشعر بالراحة، عوض أن تقضي أوقاتك في القهر والنكد فهذا أبدا ليس حل.

كوني راجحة التفكير، وتعقلي ولا تنظري للأمور من زاويتها الضيقة، ولا تسمحي لأي شيء أن يفسد ما بينكما وبين والديك، وتأكدي من أمر واحد أن هذا نابع من حبهما وليس لأنهما منغلقان على المجتمع. والله ولي التوفيق.