مارتان غارتنر، المتحدث باسم الخارجية النمساوية يكشف لـ”النهار”:
عرف موضوع اختطاف السائحين النمساويين بتونس والذي انفردت “النهار” بنشر تفاصيل القضية تطورات جديدة على المستوى الدبلوماسي
حيث كشف السيد ” مارتان غارتنر” المتحدث باسم الخارجية النمساوية عن تطور الملف على مستوى محور العلاقات مع الجزائر وتونس. وهذا نص اللقاء كما تم مساء أمس هاتفيا انطلاقا من مكتبه بوزارة الشؤون الخارجية بالعاصمة النمساوية فيينا.
تباينت المعلومات عن موضوع اختطاف السائحين النمساويين بتونس بين تأكيد و نفي للموضوع، فما هي حقيقة الموضوع؟
في حقيقة كان هناك زوج نمساوي في تونس و هما نفس الأسماء التي نشرت على الإنترنت وجاءا قادمين من جزيرة “جينوا” بإيطاليا و وصل تونس في بداية الشهر الفارط في رحلة سياحية للصحراء لكن انقطعت أخبارهم منذ 18 فيفري و أمام افتقادهما باشرت السلطات التونسية بالتنسيق مع سفارتنا بتونس عملية البحث عنهما وكان احتمال ضياعهما في الصحراء هو القائم. إلا أن علمنا أمس وعبر الصحافة خبر تبني هذا التنظيم الذي يعرف بالقاعدة في المغرب عملية الاختطاف و الدخول بهما للأراضي الجزائرية.
هل قام المختطفون بالاتصال بكم لتقديم مطالب معينة؟
لم يتصل بنا أي أحد، و رغم أننا علمنا بالخبر عبر قناة “الجزيرة” و وسائل الإعلام إلا أننا تعاملنا مع القضية بكل جدية و اتخذنا التدابير اللازمة في مثل هذه الحالات للتأكد أولا من حقيقة الموضوع، لأن في الوقت الذي أكلمك لا نستطيع التأكيد أن هناك اختطاف، لأن هذا التنظيم لم يعلمنا بطريقة رسمية و مباشرة لذلك نحن نعمل على التحري من الموضوع حتى نتخذ القرارات المناسبة.
هل لنا أن نعرف هذه التدابير؟
مباشرة بعد الاطلاع على الموضوع، شكلنا خلية أزمة متكونة من وزارة الداخلية و عناصر من وزارة الخارجية إلى جانب أعضاء من وزارة الدفاع يرأسها الأمين العام بالخارجية السيد “كوغل يوهانز” و استدعينا كل من سفير تونس و السفيرة الجزائرية لدينا وطالبناهما بإبلاغ حكومتي البلدين تجنب استعمال العمليات العسكرية في حل الأزمة لأن هذا يشكل خطر كبير على حياة الزوج و لقد طلبت اللجنة الحصول على النسخة الأصلية من التسجيل الذي بثته قناة الجزيرة حتى يكون مادة بحث للخبراء في الصوتيات للتأكد من مدى صحة الموضوع، كما دعمنا فريق العمل بسفارتنا بتونس بعنصريين إضافيين لمتابعة آخر التطورات و كذا العمل و التنسيق مع السلطات التونسية و الجزائرية لسلامة الرعيتين. وعمل الخلية متواصل ليل نهار للتحري في الموضوع.
هل أنتم مستعدون للتفاوض مع المختطفين للإفراج عن النمساويين
في الوقت الحالي لم تبدأ المفاوضات بعد، و لكن هناك وفد يستعد للطيران لتونس و الجزائر خلال الساعات القادمة بعد التأكد من حقيقة الاختطاف و سيكون الوفد مرفوقا بوحدة من القوات الخاصة “كوبرا” تساعد في توجيه العملية دون التدخل عسكريا.
هناك أخبار تقول أن المختطفين تراجعوا إلى منطقة الساحل بالأراضي المالية ما مدى صحة ذلك؟
أنا أستبعد هذا الخبر لأن الفترة قصيرة جدا و أنتم تعرفون صعوبة التنقل في الصحراء خاصة شساعة المنطقة بين تونس والمالي، وأظن أنهم لا يملكون وسائل تستطيع نقلهم بهذه السرعة و في خفية عن أنظار سلطات البلدان الثلاث، لأن هناك اختراق لعدة حدود، لهذا فإن الأمر مستبعد، ولكن أن تبين ذلك فإننا سنعمل مع الحكومة المالية والمهم وهو حل المشكل بطرقة تضمن حياة وسلامة الأسيرين.
سمعنا أنكم حذرتم النمساويين من الاتجاه إلى منطقة المغرب العربي؟
نعم هذا صحيح فلقد منعنا وفدا سياحيا كان متجها إلى الجزائر في الأيام القادمة في إطار بعثة سياحية للصحراء كما حذرنا الشعب النمساوي من التوجه إلى الجزائر و تونس لأن هذا يشكل خطر و هناك احتمالات اختطاف، و مهمتنا هي حماية النمساويين أينما كانوا و هذا يدخل في إطار الوقاية.