إعــــلانات

ليست وساوس أو هواجس.. والدة كنتي عصفت بكياني

ليست وساوس أو هواجس.. والدة كنتي عصفت بكياني

سيدتي، شاكرة أنا وممتنة لأنك منحتني حيزا من فضاء ركن ادم وحواء حتى أبث فيه ما يقلقني ويحرمني لذة الحياة، فأنا والله بأمسّ الحاجة إلى من يفكّ عني همي بعد كبت كبير لما المّ بي وبأسرتي الصغيرة.

لطالما تحاملت على نفسي وتغاضيت حتى يكون لمن أحبهم إستقرار، وقد كابرت على حساب راحتي النفسية. وقلبي الطيب أن أجبر بخواطر من حولي. لكن ليس لدرجة أن يكون هذا على حساب ما بنيته وشيدته. لأنه وعلى ما يبدو فقد لأخسر بسبب طيبتي ما بنيته.

فحوى قصتي سيدتي، أن إبني تزوج من فتاة طيبة يتيمة الأب ووحيدة أمها. تم الزواج وإستقل إبني وعروسه في الطابق الذي يعلو الطابق الذي نسكنه. وحمدنا الله أننا وجدنا في كنتنا نعم التربية والأخلاق. لم يمر الشهران على  هذا الزواج. حتى تفاجأنا بإبني يحضر حماته لتعيش معه. كون قلبه رقّ لها لأنها لم تبتعد يوما عن إبنتها، كما أنها وحيدة ليس لها من مؤنس.

لم أبه للأمر وتوسمت الخير في أن تتقاسم معنا هذه المرأة الحياة، فالله من جمعنا بها. وهو وحده يعلم حسن نيتي وصفاء قلبي تجاهها، لكن سرعان ما إنقلبت حياتي رأسا على عقب.

فلكوني إنسانة عاملة أقسم وقتي بين مسؤولياتي العملية والمنزلية، لم أتفطن للإحتكاك الذي حصل بين زوجي المتقاعد وحماة إبني. إحتكاك أفضى لأن زوجي بات كثير الشكر والثناء على حماة إبننا التي كانت تتفقد أحواله في غيابي وتخدمه.

الأمر الذي زرع في قلب زوجي شغفه بها لدرجة أنه بات يتصيد أخطائي. ويوجه لي الكثير من الملاحظات التي لم يوجهها لي يوما في حياته.

زوجي المصون فاتحني ذات ليلة تمنيت لو أنها كانت الأخيرة في عمري من أنه يريد أن يتزوج على سنة الله ورسوله بحماة إبني. كونه يرى فيها الإنسانة الأنسب له. كما أنه لم يجد في الأمر ما يعيب لأنني بدوري أحب هذه المرأة ومن أنّه يمكنني التعايش معها والتآلف معها .

ذهلت لما سمعته من زوجي وإنتفضت، وأحسست بخنجر الخيانة ينخر قلبي. أنا اليوم سيدتي في حيرة من أمري، فهل يعقل هذا؟ هل يعقل أن ينتهي بي المطاف وأنا من فتحت باب بيتي. لمن إلتمست فيهما الخير لأصبح اليوم مجبرة على قبول قرار زوجي. الذي ارى أنه ضرب عرض الحائط بتضحياتي ووقوفي الدائم إلى جانبه ومعه. فيكفيه أنني من شيدت المنزل الذي سيأتيني  فيه بالضرة، وأي ضرة حماة إبني التي أسكنتها بيتي؟.

أختكم م.رقية من الغرب.

الرد:

أصعب ما يمكن للمرء أن يحياه أن ينقلب هدوء حياته إلى صخب بسبب سماحه لأشخاص يتوسم فيهم الخير أن يلجوا إليها. وأنا أقدّر كل كلمة قلتها وإلتمست من خلال رسالتك مدى الأسى الذي يعتريك. كيف لا وقد بات فتيل النار بين جدران عشك. وستعم ألسنة اللهيب لا محالة لـاتي على ألاخضر واليابس إن أنت أختاه تهورتي.

أخبرتني عن قرار زوجك الذي إتخذه مؤخرا ومن دون مقدمات حيال حماة إبنك. في حين لست على دراية بموقف هذهالإنسانة مما يريده زوجك منها.

فربما قد تسرعت وحكمت عليها بالخطأ وأنت تفسرين تقربها من رفيق دربك على أنه إغواء أو إغراء دفعه لإختيارها زوجة ثانية له.

من جهة أخرى، لم تسألي كنتك عن الموضوع وحتى إبنك لا يعلم به، ما يجعلك مجبرة كأول خطوة أن تعرفي موطن اللبس.

ثمّ عشت طيلة عمرك إلأى جانب هذا الزوج وهو لم يخمّن قط في الزواج من إنسانة غيرك.

فكيف له أن إختار هذه المرأة التي من الضروري أن لا يكون ما يكنه لها سوى التقدير والإحترام وليس نظرات الإعجاب أو شيئا أخر.

لا تجعلي الحيرة عنوان أيامك في الوقت الراهن، حيث أنه عليك أن تعرفي موطن الخلل. حتى تتمكني من معرفة حقيقة الأمر، فليس كل من نعطف عليه نتزوجه أن نمنحه عمرنا.

وإن كان زوجك مصرا على هذا الأمر، فلا مناص لك سوى القبول، لأنني أرى في التعدد وفق ما شرعه الله. أحسن بكثير من أن يكون للخيانة وقع صارخ في حياتك وأيامك.

لا تبقي أختاه رهينة الحيرة والغبن، وعليك معرفة ما يدور في بيتك في غيابك. ولتضعي حدا لبعض التجاوزات التي لم تكن يوما في الحسبان. وكان الله في عونك.

ردت:س.بوزيدي

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

رابط دائم : https://nhar.tv/ip6FA