لن أتخلّى عنها مهما حصل.. زوجتي مصابة بالمرض الخبيث
بعد التحية والسلام، إسمحيلي سيدتي ان أشكرك على هذا الفضاء الذي سأقوم اليوم بالبوح فيه بسر لا يعرفه أحد، سرّ قلب حياتي رأسا على عقب وقد يعصف بزواجي إن أنا لم أجد من يدعمني ويقويني.
بالمختصر المفيد أنا زوج إكتشف إصابة زوجته بمرض السرطان، حيث أنه وبعد عديد المتاعب والإنتكاسات الصحية التي ألمت برفيقة دربي، ألزمت زوجتي الطيبة على القيام بالتحاليل التي أسفرت عن إصابتها بالمرض الخبيث.
أمر قلب إستقرار ي النفسي كون زوجتي كنت ولازالت مصدر قوتي وسرّ إلهامي، زوجة طالبتني أول ما طالبتني به بعد إكتشافها للمرض أن ألتفت لحياتي وأن أجد لي من تقدرني وتهتم لأمري، فهي ستخوض حسبها حربا ضد الداء، وليست تعلم إن كانت ستخسر أم أن النصر سيكون حليفها، وحتى لو كان النصر حليفها فإنها ستخرج منها منكسرة باهتة الملامح وهي لا تريدني أن أراها في مرحلة الضعف تلك.
متيقن أنا لو كنت أنا المصاب ، لكانت زوجتي ستتقاسم معي الألم والإنكسار، ولما تركتني ابكي وحيدا أعظم خيانة:خيانة صحتي لي.حبي لها، يقيني من أنني لن أجد زوجة في أخلاقها وروحا في مثل تعففها يدفعني اليوم أن أكون إلى جانبها في رحلة علاجها تلك وكلي يقين من أن الله سيشفيها و من أنها ستعود بإذنه إلى أحضان بيتنا الذي لم يكن ليشع نورا لولاها.
أريد منك سيدتي بخبرتك أن تكوني لي السند والمعين لأجتاز ما أعتبره أنا أصعب إختبار إلا أنني أحمد الله على كل شيء ومهما كان، فالإبتلاء على قدر صبر المؤمن وأنا أدعو الله ان أكون وزوجتي من الصابرين.
المجروح: س.رياض من الشرق.
الرد:
حياك الله أخي وجعل لك الله مخرجا مما أنت فيه، الأمر صعب للغاية إلا أنّ الصبر والتصابر أهم سلاح يمكنك التسلح به في هذه المرحلة.
كل المرضى يحتاجون إلى الدعم النفسي أثناء العلاج، لكن أكثرهم تأثرا بذلك هن السيدات المصابات بمرض السرطان ، خاصة إذا مسّ أنوثتهن في الإصابة بسرطانات الثدي والرحم والمبيض.
ولا يفوتك أخي أنّ السيدة المصابة بهذه الأنواع من السرطان تحسّ أنها فقدت جزءا من أنوثتها، مما يجعلها أكثر عبئا وهمّا، فهي بجوار المرض ينتابها شعور أنها فقدت حياتها بالكامل، وهنا تأتي أهمية دور الزوج في دعم زوجته نفسيا والوقوف بجانبها إلى أن تتعافى تماما، فكن داعما لها طيلة هذه الفترة من خلال كلمات الثناء والإطراء التي لها دورا كبيرا في دعم الزوجة نفسيا، كلمات تزيد من ثقتها بنفسها وتساعدها على العلاج، كما انه عليك أيضا ومن جهة أخرى المشاركة في أعباء المنزل كنوع من المساعدة والتقليل من مجهودها الجسدي، فاطلب منها أن ترتاح لبعض الفترات وشاركها بجزء بسيط من مهامها، فهذا الأمر سيسعدها فضلا عن جانب الراحة الجسدية.
لا تصدّر لزوجتك الشعور بأنها في حاجة إلى مساعدة، واجعل مبادراتك في مد يد العون لها في قالب حب وبذكاء حتى لا تشعر أنها في حالة خطيرة ويزيد خوفها من المرض.
ولراحتها النفسية تكلم معها دائما عن مشاريعكما المستقبلية، وما سوف تفعلاه وتحققاه لأبنائكما، واجعل هذا الحوار يشكّل رغبتها في المستقبل وتفاؤلها به.أيضا احرص على مشاركتها زيارات الطبيب وجلسات العلاج، واجعلها تستند إليك وكن بجانبها طيلة هذه الفترة كي تشعرها بأهميتها عندك.
وحتى تكون ملما بما يحدث أمامك اقرأ وإبحث عن مرض زوجتك لتعرف جميع الأعراض وتؤهل نفسيا لاستقبالها، وتساعدها على تقبل ما يحدث وأنكم ستمران الأزمة بسلام.
لا تلفت انتباهها لما حدث لها من تدهور بشكلها أو بشرتها أو شعرها، حاول ألا ترتكز بنظرك على ما تغير بها لأنها في انتظار أن تلمس بعينك هذه النظرة التي تضعفها، فاحذر.
ولا يفوتني أخي أن أحييك على روحك الطيبة التّي حسستني من أنه لا زال هناك من الأزواج الطيبين من يلفون زوجاتهم بالحب والإحتواء بعيدا عن الأنانية ونكران الجميل في أصعب المراحل خاصة ما إذا تعلق الأمر بالمرض.
