لمياء أختطفت….أغتصبت ثم عرض عليها أحدهم الزواج للتهرب من المسؤولية
“لمياء” شابة كانت مقبلة على إمتحانات شهادة البكالوريا عندما تعرضت لعملية إختطاف وإغتصاب من قبل ثلاثة أشخاص برّأتهم محكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة في بداية دورتها لإنتفاء وجه الدعوى بالتقادم، وعلى الرغم من مرور 15 سنة على الحادثة إلا أن “لمياء” مازالت مصرة على إسترجاع حقها الضائع الذي سلبه منها شخص منعدم المشاعر والرجولة، خسرت شرفها ومستقبلها، وكادت أن تفقد صوابها أيضا لولا العناية التي خصتها بها عائلتها، وبالخصوص والدتها، التي كانت لا تفارقها ليلا ونهارا حتى تجاوزت المأساة التي عاشتها بكل جوارحها.
مشاهد الكابوس ورغم وقوعه منذ 1993، أي أكثر من 15 سنة، غير أن لمياء مازالت تتذكره جيدا، لأنه أصبح جزءا منها، فعندما كانت”لمياء” متوجهة إلى منزل صديقتها التي كانت تتواعد معها كل صباح للذهاب إلى الثانوية شاء القدر أن تتأخر صديقتها في النزول لتتوجه إلى كشك خدمات الهاتف العمومي للإتصال بها و الإستفسار عن سبب تأخرها، فطلبت منها الإنتظار لأنها بصدد الخروج من المنزل، وبمجرد خروج “لمياء” من المحل تقرب منها شخص تعود على ترصد حركاتها يوميا، وحاول الحديث معها غير أنها صدته ليخرج السكين من جيبه ويطلب منها مرافقته، غير أنها بدأت بالصراخ ليقترب منهما شخصان آخران قاما بحملها بالقوة إلى سيارة متوقفة بالمكان وبعدها توجهوا مباشرة إلى غابة “باينام”، حيث قاموا بالإعتداء عليها جنسيا وبالتناوب لمدة ثلاثة أيام، ولم ترحمها توسلاتها ودموعها، حيث كان المعتدون يمارسون عليها كل أنواع التعذيب النفسي والجسدي، وبعد أن أشبعوا غرائزهم الحيوانية قاموا بتركها في الغابة وحيدة.
في هذه الأثناء وإضافة إلى ما تركه المجرمون، انتابتها نوبة من الصراخ والبكاء المتواصل، وهي الإستغاثة التي سمعها أحد المارة فتوجه مباشرة إلى مصدر الصوت ليجدها في ظروف سيئة فحاول تهدئتها وطلب منها مرافقته إلى مركز الشرطة، غير أنها طلبت منه إيصالها إلى منزل عائلتها التي كانت تنتظر عودتها بفارغ الصبر بعد أن بحثت عنها لدى جميع معارفها، وخاصة بعد شهادة صاحب محل الهاتف العمومي الذي لم يستبعد إحتمال اختطافها فضلا عن شهادة صديقتها تؤكد وجود شخص كان يترقبها يوميا، و هو إبن حيها، مدمن مخدرات، وبعد وصول “لمياء” إلى منزل عائلتها في حالة يرثى لها توجه والدها إلى مركز الأمن وأودع شكوى ضد المجرمين الذين تم التعرف على هويتهم بعد المواصفات التي قدمتها لهم لمياء.
“لمياء” لم تتحمل ما حدث لها لتدخل في عالم آخر، كانت العزلة والسكوت فيه رفيقيها، لتقوم بعد ذلك عائلتها بعرضها على أطباء نفسانيين نصحوا بإدخالها مصحة الأمراض العقلية، وبقيت تتردد على ذات المصحة لمدة 12 سنة، تخلت فيها عن دراستها وعن طموحاتها وأحلامها بأن تكون مهندسة معمارية، وبعد أن مثلت للشفاء لجأت إلى العدالة لتنصفها من مغتصبيها الذين إستفادوا في سنة 1993 من البراءة بعدما عرض القاضي على المتهم الرئيسي السجن أو الزواج من الضحية، وقد فضل الحل الثاني للهروب من القصاص، وقد سبق للمتهم أن نفى التهمة على شريكيه وصرح بوجود علاقة تربطه بلمياء حيث قبل بفكرة الزواج، غير أن عائلة لمياء التي كانت تتغيب عن جلسات المحكمة لإنشغالها بالوضع الصحي لإبنتها، التي كادت أن تدخل عالم الجنون لولا العناية الإلهية، كانت سببا كافيا في نظر القاضي لتبرئة المتهم.
وبعد 15 سنة أعيد طرح القضية على محكمة الجنايات التي أفادت المتهم بالبراءة من جديد لغياب الأدلة والشهود وتقادم الدعوى، رغم أن النائب العام التمس في حقه 20 سنة سجنا نافذا لتكون صدمة ثانية في حياة لمياء، غير أن إيمانها بأن نور الحقيقة لا يختفي وراء الظلام وأن الحق فوق قوة القانون قرّرت معارضة الحكم وإعادة المحاكمة من جديد في الدورة الجنائية المقبلة.