لست رونالدو ولا بيكام.. لا أحلم بالكرة الذهبية الآن وعشت أجواء مجنونة في الجزائر
لو يتألق لاعب برازيلي سينتقل سريعا إلى ريال مدريد لكن الأمر صعب بالنسبة لنا
كشف اللاعب الجزائري رياض محرز، عن الأجواء التي عاشها خلال عطلته في الجزائر هذا الصيف عندما حل على منطقة بني سنون بتلمسان، حيث أكد أن الأجواء كانت مجنونة وكل الناس يلتفون حوله ولم يتركوه لحظة رغم وجود الشرطة، كما تطرق محرز في حوار مطول مع صحيفة «فرانس فوتبول» الفرنسية أمس، إلى عدة أمور تخص مصيره مع ليستر سيتي وحياته في انجلترا ودخوله النجومية وعدة أمور أخرى عديدة وخاصة .
قال محرز أمس: «إنه الجنون حقا.. في الجزائر لم أكن أستطيع حتى الخروج من المنزل، الجميع كان يأتي عند باب منزل عائلتي وكانت الأجواء مجنونة جدا الآلاف كانوا يأتون وينتظرون من أجل التقاط الصور، كنت متعبا كثيرا ولكنهم كل ما كانوا يريدون أخذ الصور وأنا كان علي أن انزل عند رغبتهم، كانوا يتحدثون إلي ويلمسونني، لقد التقطت ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف صورة خلال ستة أيام فقط في الجزائر، في المنطقة التي كنت متعودا على الذهاب إليها مع والدي في العطلة يوجد هناك ملعب صغير فيه أرضية من العشب الاصطناعي، وكنا نذهب إليه خفية للعب قليلا، ولكن الناس كانوا يذهبون إلى هناك وينتظرونني لأنهم كانوا يعلمون أنني سأذهب إلى ذلك المكان، والشرطة كانت تغلق كل شيء فقط حتى أكون مرتاحا، ولكن الناس لا يتركون شيئا ويأتون ويقفزون من فوق الأسوار، في باريس كان الشباب فقط من يوقفونني ولكن الآن كل الفئات.
ميسي هنأنا باللقب وشيء عظيم أن يهنئك لاعبون كبار
أكد اللاعب الجزائري أن النجم الأرجنتيني وصاحب خمس كرات ذهبية، ليونيل ميسي، وكل اللاعبين الذين واجهوا فريقه ليستر سيتي وديا خلال التحضيرات، هنؤوهم باللقب الذي توجوا به الموسم الماضي لأول مرة في تاريخ النادي، مؤكدا أنه أمر رائع أن يقوم لاعبون كبار بمثل هذا التصرف، وقال محرز في ذات الحوار: «لعبنا عدة مباريات ودية خلال فترة التحضيرات، أمام باريس سان جرمان وبرشلونة… ميسي وكل اللاعبين هنؤونا على اللقب مع ليستر سيتي، إنه فعلا أمر رائع ومؤثر أن تأتي التهاني من لاعبين كبار، وهذا يجعلنا نفهم أن إنجاز ليسر سيتي أثر في أوروبا بأكملها»، وأضاف: «بعد مرور أشهر بدأت أفهم أننا توجنا بلقب البريمير ليغ، فقد كان صعبا جدا تحقيقه وبعدها قمنا بعدة أمور، أجرينا الكثير من الحوارات لذلك كان صعبا علينا أخذ معالمنا، ولكن بعد مرور عدة أسابيع فهمنا ما حققناه وما علينا فعله».
كنت أدافع مثل المجنون ونعلم أن ليستر لن يتوج باللقب هذا الموسم
تحدث محرز في ذات الحوار عن الدور الكبير الذي لعبه المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري في تحسن أدائه واكتسابه الثقة، وأكد أنه كان يدافع مثل «المجنون» إلا أن مدربه عرف كيف يجعله يدافع جيدا وعلّمه أيضا عدة أمور أخرى، وقال في هذا الصدد: «المدرب رانييري أخذ عمله معي على محمل الجد ومنحني الكثير من الثقة وعلمني كيف أكون أكثر جدية في اللعب»، وأضاف: «الموسم الماضي كنت أدافع مثل المجنون ولكنه تحدث إلي وقال لي إذا لم يدافع أحد فينا فإن كل الفريق سيموت… معه أصبحت أعرف متى عليّ أن أصعد للضغط على المنافس ومتى علي الرجوع مثلا، وأصبحت أكثر فعالية وأتحكم جيدا في الجانب البدني وتطورت كثيرا بفضل العمل الذي يطلبه مني المدرب، بالإضافة إلى التدريبات الخفيّة على غرار التغذية والعلاج والراحة، لقد نضجت على هذا المستوى، كنت من قبل أعزب وأقل جدية وهذا أمر عادٍ، الآن لدي 25 سنة، عدد المباريات التي ألعبها ترتفع ولدي حياة عائلية وأكثر استقرار ولكني أحتفظ دائما بنفس الأصدقاء.
في ليستر يوقفونني كل 20 مترا ليقولوا لنا شكرا لأننا جزء من حياتهم
وصف اللاعب السابق للوهافر الفرنسي أن ما يعشيه مع فريقه ليستر سيتي بعد التتويج باللقب وتصرف الأنصار معهم بالمجنون، حيث لا يمكنه وباقي زملائه السير براحتهم في شوارع المدينة، كون الأنصار يوقفونهم كل 20 مترا على حد تعبيره: «الجميع يتحدث إلينا عن إنجازنا بعد الفوز باللقب، إنه الجنون بعينه! الدوري كان لم ينطلق بعد ولكن لم يكن بإمكاننا السير في شوارع المدينة دون أن يوقفنا الأنصار كل 20 مترا ليقولوا لنا: شكرا لأنكم جزء من حياتنا»، وأوضح أن اللاعبين تحدثوا كثيرا فيما بينهم خلال استئناف التدريب، قبل أن يتدخل المدرب رانييري واضعا معهم النقاط على الحروف: «بعد عودتنا إلى التدريبات فعلنا أمورا مجنونة فيما بيننا نحن اللاعبين، ولكن سرعان ما تغيرت الأمور عندما قال لنا المدرب إنه علينا نسيان ما حدث الموسم الماضي والانطلاق من جديد، هذه هي كرة القدم، لقد حققنا إنجازا عظيما ومهمّا، وبعد شهرين نسينا ذلك وسننطلق من جديد، الآن الجميع ينتظرنا في المنعرج ونحن ندرك جيدا أن ليستر سيتي لن يفوز باللقب مرة أخرى، فهو ليس تشيلسي أو مانشستر يونايتد ولكن علينا أن نواصل ونؤكد أننا من ضمن الأندية القوية في انجلترا، وهذا في حد ذاته إنجاز بالنسبة لنا».
لست نجما ولكنني نجحت في التحوّل من الصفر إلى الأفضل في إنجلترا
هذا وأوضح محرز أن اختياره كأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم المنصرم، لم يأت من العدم، وهذا في ردّه على بعض الفرنسيين الذين اعتبروا تتويجه بالجائزة حظا، بسبب الضعف الذي عانته «البريمير ليغ»، وقال: «لقد سمعت بهذه الآراء وسمعت أيضا عن رأيهم في تتويج ليستر باللقب، الناس تنتظر دائما الأندية الكبيرة وبالنسبة لهم الفرق الصغيرة غير قادرة على فرض نفسها»، مضيفا: «نفس الشيء بالنسبة لي، أنا لست نجما ولكنني نجحت في فرض نفسي، فقد جئت من الصفر وتحولت إلى أفضل لاعب في إنجلترا»، واستطرد: «ليس الصحافيون أو الجمهور من صوّت لتتويجي بالجائزة، بل اللاعبون، وهناك لاعبون ممتازون في البريمير ليغ، وبما أنهم اختاروني فهذا لم يكن من لا شيء». وعن الفرق في التحضيرات بين الدوريين الفرنسي والإنجليزي، صرح نجم الخضر: «لا يمكن المقارنة بين الأمرين، في فرنسا هناك تربصات مغلقة قبل كل المباريات، سواء داخل أو خارج القواعد، ولكن في إنجلترا هذا مستحيل»، ليتابع: «في إنجلترا نلتقي ثلاث ساعات قبل المباراة، نأكل قليلا مثلا ثم نتوجه لخوض المباراة، كما أننا نملك أيام راحة أكثر من فرنسا ونشعر بأكثر أريحية، هناك عقلية مختلفة ولكن فوق الميدان يجب أن نعطي أقصى ما لدينا، هم يثقون بنا وأنا أحب هذه الطريقة في تسيير الأمور، هناك شكل من أشكال الحرية التي تناسبني».
لست كريستيانو رونالدو ولا يمكن مقارنتي به.. والآن أهدف لتأكيد إنجازاتي
رفض ذات المتحدث مقارنته بالنجم البرتغالي ولاعب ريال مدريد كريستيانو رونالدو، مؤكدا أن تسجيله للأهداف يسري في عروقه، وقال في هذا الخصوص عندما سئل عن اللاعب البرتغالي الذي سجل في بدايته 17 هدفا مثله: «أنا أدرك جيدا قدرتي وإمكاناتي في تسجيل الأهداف، وأكدت أن ذلك يسري في عروقي، لذلك فإنني أفهم فكرة الديكليك»، وأضاف قائلا: «احذروا.. أنا لست كريستاينو رونالدو ولا أقارن نفسي به ولا أقارن به أبدا ولا يمكننا اختراع الحياة»، ولا يعتبر محرز نفسه ملزما بتحقيق نفس الإحصاءات التي حققها الموسم الماضي، ولكنه يسعى في المقابل لتأكيد ما حققه: «أرغب كثيرا في تأكيد إنجازاتي وأرقامي التي حققتها الموسم الماضي والتطور أكثر، فأنا أحب هذا النوع من التحدي، في الحياة الأمور تسير بهذا الشكل، وأنا لا أحقق هذه الأرقام حتى أنال رضا أو إعجاب الناس أو المتابعين ولكنني أفعلها من أجلي».
في انجلترا يفعلون كل شيء لدخول حياتي الشخصية.. أنا لست بيكام
أما فيما يخص حياة النجومية التي يعيشها في انجلترا والتي تجعل الصحافة البريطانية تتحدث عنه بكثرة وتتابعه في كل مكان، فقد أكد اللاعب الجزائري أن هذه الحياة لا تهمه وليس جزءا منها، وأنه يلعب كرة القدم و دخل إلى المنزل، كما أوضح أن القضية التي أسالت الكثير من الحبر عندما شوهد في الفندق الرسمي لنادي تشلسي الرسمي وحقيقة تفاوضه مع المدرب الإيطالي كونتي قائلا: «أنا لست في هذا العالم، ألعب كرة القدم وأدخل إلى المنزل ولا أقوم بحسابات كثيرة في رأسي»، وأضاف: «فعلا في انجلترا إنهم مجانين فيما يخص هذا الجانب.. لقد نسجوا قصة الأحد الماضي بعدما لعبت مباراة كنت في نفس الفندق الذي يتواجد فيه تشلسي وقالوا إنني تفاوضت مع المدرب كونتي، إنهم يبحثون عن أبسط الأشياء من أجل الدخول إلى حياتي وأنا أعرف جيدا كيف أتعامل مع هذه القضايا، أنا لست ديفيد بيكام».
كنت أحلم بالكرة الذهبية عندما كنت صغيرا وليست هدفي الآن
تواجد أفضل لاعب في الدوري الانجليزي الممتاز ضمن قائمة 23 لاعبا المرشحين لنيل الكرة الذهبية التي تمنحها «الفيفا» وصحيفة «فرانس فوتبول»، واعتبر محرز ذلك فخرا كبيرا له، ولكنه في المقابل أكد أنها ليست ضمن أهدافه في الوقت الراهن رغم اعترافه أنه كان يحلم بها في صغره: «إنه لفخر كبير لي أن أكون ضمن قائمة 23 لاعبا، حدثوني عنها ولكنني لم أفكر فيها كثيرا ولا أشغل بالي بمثل هذه الأمور، وفي حال حصلت عليها في يوم من الأيام فإنها ستكون حدثا مهما جدا في مسيرتي الكروية، عندما كنت صغيرا كنت ألعب مع رفاقي وكنا نحلم دائما بالكرة الذهبية، من المهم جدا تحقيق أحلامك.. صحيح أنني حلمت بالفوز بالدوري الانجليزي الممتاز ولكن…»، وأضاف اللاعب الجزائري في ذات الحوار: «حاليا ليست ضمن أهدافي، لأنني لم أحقق شيئا بعد في مسيرتي الكروية، وعندما أتمنى الفوز بها فإن ذلك يمر أولا عبر رابطة الأبطال الأوروبية وخلال سنتين أو ثلاثة في حال مرت الأمور بشكل جيد لم لا نتحدث عنها في ذلك الوقت».
هناك أربعة فرق في العالم إن جاءت للبحث عني سأفكر في الأمر
جدد اللاعب الأفضل في «البريمر ليغ» تمسّكه باللعب في الدوري الانجليزي، مؤكدا أنه يعتبر الأفضل، وتمنى البقاء فيه لأطول فترة ممكنة، دون الحديث عن هوية الفريق الذي يتمنى أن يحمل ألوانه في نفس البطولة، لكنه شدد في المقابل على وجود بعض الأندية لا يمكن رفضها، ملمحا إلى إمكانية مغادرته لفريقه، وقال: «الدوري الانجليزي مذهل وأحب كثيرا البقاء فيه لأطول فترة ممكنة، لكن الآن هناك ثلاثة أو أربعة أندية في العالم إن جاءت للبحث عني عليّ التفكير مليا فيها، وأعتقد أن الجميع فهم قصدي»، كما يرى ذات المتحدث أن الأمر صعب بالنسبة له كونه لا يحمل ألوان إحدى المنتخبات الأوروبية أو جنوب أمريكا، وأكد أن هذا الأمر صعب جدا عليه، حيث أكد أن الأمور كانت ستكون مختلفة وأن محرز سيكون أكثر طلبا وأكثر شهرة لو كان لاعبا أوروبيا أو من جنوب أمريكا: «عندما يتألق لاعب برازيلي فإنه ينتقل مباشرة إلى ريال مدريد ولكن بالنسبة لنا فإن الأمور صعبة نوعا ما وعلينا أن نعمل أكثر ونجتهد أكثر».
لم أفهم ما قصده غوركيف وأجد راحتي على اليمين وفي المحور
كان المدرب السابق للمنتخب الوطني الفرنسي كريستيان غوركيف قد انتقد محرز بطريقة غير مباشرة خلال شهر سبتمبر من السنة الماضية، وأكد أن اللاعب قدم 50 بالمائة فقط من إمكاناته، الأمر الذي لم يفهمه اللاعب وأوضح أنه دائما يعمل بجد، كما عاد أيضا للحديث عن منصبه مع الخضر على اعتبار أن المدرب الفرنسي كان يعتمد عليه في الرواق الأيسر، بينما يلعب في الرواق الأيمن مع المدرب الإيطالي رانييري: «لست أدري ماذا كان يقصد بـ50 بالمائة.. لكنني أفعل دائما نفس الأمور، أعيش اليوم بيومه وأفعل ما يجب فعله.. أعمل وأعمل وأرى بعدها ما يعطي عملي»، وأضاف: «في المحور أستطيع أن ألمس الكثير من الكرات واللعب يكون مفتوحا على كلا الجانبين، وعلى اليمين أشعر أني مرتاح كثيرا لأنني أستطيع فعل الكثير من الأمور.. المنصبان معا يجعلانني أشعر بالراحة».