لاعتبارات أمنية: رئيس الجمهورية يؤجل زيارته إلى قسنطينة إلى موعد لاحق
أكدت مصادر محلية مطلعة تأجيل زيارة رئيس الجمهورية إلى قسنطينة المقرر أن تبدأ يوم غد الاثنين،
إلى أجل غير محدد، في وقت رفضت الجهات المعنية تقديم أي توضيح كاف حول خلفية التأجيل المفاجئ للرأي العام، ما إذا كانت لأسباب محلية أم لأسباب أخرى تتعلق ببرنامج الزيارة في حد ذاتها أم بنشاطات الرئيس وارتباطاته الرسمية.
وقد ربطت مصادر مقربة من محيط الرئاسة قرار التأجيل بضبط مواعيد برنامج الزيارة بما يسمح بإتمام الزيارة في يوم واحد دون المساس بأهداف الزيارة إلى عاصمة الشرق الجزائري، مع الإيحاء إلى أن الأمر يتعلق بتأجيل وليس إلغاء في إشارة إلى برمجة الزيارة في موعد قادم قريب.
غير أن المتابعات المحلية المهتمة بمشروع الزيارة وظروفها، وبناء على ما يتردد وسط الرأي العام المحلي، تشير إلى أن قرار التأجيل لا يحمل إلا تفسيرا واحدا يتعلق بالأسباب الأمنية التي صنعت الحدث على المستوى المحلي، على اثر وقوع اشتباكات بين قوات الجيش الوطني الشعبي وعناصر من جماعة إرهابية بحر الأسبوع الماضي بالمنطقة المسماة كاف لكحل وقطوشة بجبل الوحش بقسنطينة، وما رافقها من مخاوف من تسلل عناصر إرهابية إلى المدينة، خاصة وأن حادثة باتنة في سبتمبر الماضي تعتبر سابقة خطيرة في هذا الشأن.
ويضاف إلى هذه المعاينة ، التي استبعدها البعض نظرا لأبعادها السياسية والأمنية، ما يتردد محليا عن تمكن عناصر إرهابية من الفرار بعد اختطافها لعنصرين من الحرس البلدي وزرعت الرعب في نفوس سكان الكاف لكحل، لاسيما وأن المنطقة عانت من عزلة تامة جراء الغياب الكلي لوسائل النقل، باستثناء مركبات النقل الموازي “كلونديستان”، بالإضافة إلى حادثة الدقسي التي شهدت هي الأخرى محاولات انتحارية بالمكان المتاخم لعيادة الكلى المقابل لمقر وحدات الأمن عشية الانتخابات التشريعية الماضية.
وتعتبر زيارة رئيس الجمهورية إلى عاصمة الشرق، والتي تأتي غير بعيدة عن زيارة الرئيس معية نظيره الفرنسي الأخيرة، هي التاسعة من نوعها، نظرا للأهمية التي يوليها للمدينة العريقة والزاخرة بمآثرها، ومن دون شك فأن تأجيل الزيارة إلى موعد لاحق، ودون تحديده، قد يخيب آمال المواطنين الذين انتظروا الزيارة بشغف كبير ، وتابعوا بقلوبهم التحضيرات التي سبقت موعدها من إتمام للو رشات وتزيين للشوارع والأرصفة ، فضلا عن المشاريع الكبرى التي كان من المقرر تدشينها أو وضع حجرها الأساسي، وعلى رأسها مشروع الترامواي والتليفيريك.