لا أكنّ له من الحب شيئا وهو أيضا لا يبادلني أي شعور
لا أكنّ له من الحب شيئا وهو أيضا لا يبادلني أي شعور
سيدتي، بعد كبير التحية والتبجيل لهذا المنبر الجميل أخبرك أنني في قمة الحيرة بسبب بعض الأعراف البالية التي بمقتضاها وبأمر من جدي لأبي تمت خطبتي لقريب لي، توسم فيه جدي الصلاح والسداد، ولأن والداي ووالداي الشاب لم يكونوا ليردّوا طلب جدي ووافق الجميع على إقحامي في زيجة لا أرغب فيها، ولأن فترة الخطوبة يتم التعارف فيها بين الطرفين.
لا أكنّ له من الحب شيئا وهو أيضا لا يبادلني أي شعور
فإنني لم أتوانى عن إخطار الخطيب بعدم رغبتي في أن يكون لي معه زواج، وقد تفاجأت لما أخبرني الشاب الطيب بكل شفافية أنه هو الأخر لم ترق له هذه الزيجة ومن أنه قبل طواعية أن تساق حياته على النحو الذي يريده والداه كونه وحيدهما، مشيرا إلى أن له فتاة يحبها ويتمناها شريكة.
سيدتي، لا يمكنني البقاء على مثل هذا الحال، حيث أنه لا يمكنني وبأي حال من الأحوال أن أربط مصيري بشخص لا يحمل من مواصفات فارس الأحلام شيء، كما أنه من غير المعقول أن اقبل على مضض الزواج من إنسان له من يتمناها رفيقة للدرب. أريد أن أكون أول من ينتفض رفضا لهذا الزواج، فهل يمكنني ذلك سيدتي؟ وهل من المعقول أن تبقى مثل هذه الأعراف تقود مجتمعنا وتسيّره؟
ف.رزان من الشرق الجزائري.
الردّ:
أختاه، بكثير التمعّن قرأت رسالتك وقد لمست منها حسرتك على حياة وردية كنت تتمنينها إلا أنك وجدت نفسك تتخبطين في واقع وصفته بالغياهب المظلمة لما أملى عليك جدك الزواج بإنسان لم يكن بينك وبينه قبول أو توافق روحي.
لا أكنّ له من الحب شيئا وهو أيضا لا يبادلني أي شعور
قبل أن أسدي لك النصح أخيّة، دعيني أذكّرك أنّ ذات الأعراف والتقاليد هي التي حكمت مجتمعنا في سنوات خلت، فكان زواج الأقارب حماية للأنثى من بطش الغرباء وشرّهم وحتى أذاهم ولك أن تستدلي بقولي بعديد الزيجات لمن سبقونا والتي دام أمدها إلى غاية اليوم ولم يكن من المشاكل ما يشوبها، إلا أنه وبما أن الوقت تغير، وبما أن الحياة باتت تحتكم إلى قوانين جديدة، فإنه لم يعد للزواج بالإكراه وجود، لأن الشاب والفتاة على حدّ السواء بإمكانهما إختيار مصيرهما بالقدر الذي يعجبهما خاصة فيما يتعلق بمسألة الزواج.
يمكنك أختاه أن تعبري عن رفضك أنت ومن رْبط مصيرك بمصيره، لكن ليس لوحدك حيث أن لهذا الشاب أيضا كبير الدور في حلّ المشكل، حيث أنه عليكما أن تخاطبا جدكما بلهجة العقلاء المتفهمين وتفهمانه أن مثل هذا النوع من الزواج قد ولّى ومن أنه عليكما أن تختارا مصيركما بأنفسكما بعيدا عن كل ضغط ، كما أنه وفي دينا الحنيف فإن من أولى شروط الزواج القبول والرضا، ومن دون هاتين القاعدتين فإنّ الزواج لا يمكن أن يذهب بعيدا.
طالع أيضا :
📌📌 يتيح لكم تطبيق النهار الإطلاع على آخبار العاجلة وأهم الأحداث الوطنية.. العربية والعالمية فور حدوثها
حمل تطبيق النهار عبر رابط “البلاي ستور”
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.ennahar.