لا أريدها أن تكون إنهزامية منكسرة: كيف أصقل شخصية إبنتي وأبنيها؟
سيدتي، أحييك من خلال هذا المنبر على حسك العالي وروح المسؤولية الذي دفعني أن اقصدك. وأنا كلي يقين من أنني سأجد لما يجتث همومي حلا ومخرجا. سيدتي الأمر يتعلق بإبنتي الوحيدة. فلذة كبدي التي تمشي على الأرض. لست ابتغي لها سوى الصلاح والفلاح، فليس لي من دونها أو بعدها أمل في الحياة.
سيدتي،لا أخفيك سرا من أنني إمرأة كسرها الزمان ونالت من الأحزان ما نالته لدرجة أنني فقدت الثقة في الغير. كيف لا وقد تركني في منتصف الطريق الرجل الوحيد الذي أحببته. وترك في كنفي بنتا هي كل حياتي كما أسلفت الذكر.
صحيح أنني حاولت أن أبني نفسي مجددا وقد تماسكت قدر المستطاع حتى لا أظهر ضعيفة منكسرة مستكينة. أمام من ينتظر سقوطي وإنهياري ، وخاصة أمام فلذة كبدي. التي سرعان ما تنهمر عيناي دامعتين وأنا أراها تكبر وتترعرع بدون أب يشدّ أزرها ويسندها.
أطلب منك سيدتي من خلال منبر صفحة “قلوب حائرة” أن تدليني على الطريقة التي ابني بها شخصية إبنتي. التي لا أريدها أن تكون إنهزامية منكسرة، أريدها قوية ومتماسكة. ساعديني أرجوك فأنا بأمس الحاجة إلى نصائحك. فأنا لا ابتغي لإبنتي أن تبحث عن الحنان الكاذب لتقع فريسة الوحوش الآدمية. ولست أبتغي لها الهوان بإسم الحب، فدليني بالله عليك ولكي مني كل الشكر والتقدير.
أختكم أم نهى من الوسط الجزائري.
الرد:
أختاه ، هوني عليك ولا تقلقي وثقي أنك أم صالحة صادقة بأتمّ معنى الكلمة. كيف لا وأنت تبحثين لأن تجعلي إبنتك في أعلى المراتب وتأكدي من أنك ستنجحين في بلوغ مرادك لحسن نيتك. ولرغبتك الجامحة في أن تجدي أنت من تسندين إليه قلبك المنهك. تربية الفتاة أمر في غاية الأهمية. إلا أنه ليس بالأمر الصعب إن كانت الأم بإعتبارها الأقرب والأنسب لهذه المهمة هي من ستتولى على عاتقها. ان تزرع لبنة صالحة في سويداء قلب فلذة كبدها. في البدء عليك أن تعلمي أن من أهمّ أسرار تنمية القوة في قلب الفتاة :
التعامل مع نقاط الضّعف والقوّة :ينبغي ألّا يتم الحكم على الفتاة بالضّعف لمجرّد أنها فتاة، بالإضافة لضرورة عدم وضع الإفتراضات حول نقاط الضّعف الّتي ستعاني منها أو نقاط القوّة الّتي ستتمتّع بها، بدلاً من ذلك فإنه من الواجب الانتباه لنقاط ضعفها لمساعدتها على تخطّيها وتحسينها وزيادة نقاط قوّتها لتكون أكثر جرأة.
تعزيز صورة الجسد الصّحي: تنمّي الفتاة شخصيّة قويّة عندما يكون لديها صورة داعمة للجسم الصّحي والسّليم، ويُمكن تحقيق ذلك من خلال تزويدها بالدّعم عند سؤالها عن نفسها كيف بدت في وقت ما، فتُساعد الإجابة بذكر التّفاصيل على توفير الدّعم المُناسب كإخبارها بأنها بدت رشيقة أثناء تأدية التّمارين الرّياضيّة، أو وصف لمعة عيونها وهي على المسرح على سبيل المثال، كما من المهم التّوضيح لها بأن صور النّساء في المجلّات تخضع للتعديل كي تبدو كما هي عليه من ناحية الرّشاقة أو خلوّها من العيوب.
* اكتشاف اهتماماتها: يُساعد اكتشاف اهتمامات الفتاة على تقويّة شخصيتها من خلال جعلها تنخرط مع فتيات أخريات على شكل مجموعات لتطبيق ما يرغبن بفعله حقّاً، ويُساعد الاسترشاد بما يتم مُلاحظته حول ميولها في التوجّه نحو الاختيار الصّحيح من الأنشطة المُختلفة، إلى جانب دعوتها للقيام بالتّجارب المُختلفة وعدم الامتعاض من الفشل في أحدها حتّى الوصول للنّجاح، وذلك لجعلها تدرك أن البشر ليسوا جيّدين في كل شيء.كما أن هناك استراتيجيّات أخرى لتقوية شخصية البنت يمكن التطرّق للنّقاط التّالية الّتي تُساعد على تقوية شخصيّة البنت كدعوتها للاعتراف بمشاعرها مهما كانت ضعيفة أو محطّمة، وعدم التّظاهر بالقوة أو أنها بخير دائماً.إلى جانب ذلك، مساعدتها على إيجاد شغفها الخاص وتزويدها بالدّعم الدّائم والتشجيع المُستمر.وأخيرا، تنميّة مشاعر الشّفقة والحنان لديها، ومساعدتها على إدراك أن القوّة الحقيقيّة تكمن بعيداً عن الغضب والاستنكار.
أتمنى لك الصلاح وسداد الرأي سيدتي، وأدعو الله أن يوفقك في مسعاك ويحفظ لك إبنتك التي ومن المؤكّد أنها ستكون أفضل بنت على وجه الأرض.
ردت:”ب.س”