إعــــلانات

لأنني لا أتكلم ظنوا أنني لا أحس فتمادوا

لأنني لا أتكلم ظنوا أنني لا أحس فتمادوا

كيف السّلاك مع صمت سيقودني للهلاك؟
سيدتي من المؤسف أن أقف اليوم من خلال هذا المنبر وأنا أسوق لك قصتي المؤسفة التي أريد أن أجد لها حلا. حلا يريحني ويريح من حولي فلست أقوى على التحمل أكثر ولست أجرأ حتى على التحامل. على نفسي بالقدر الذي سيبقيني ضحية بين أناس إستباحوا الدّوس على كرامتي والعبث بطيبتي فقط لأنني جد متساهلة ومتسامحة.
صدقيني سيدتي، ليس لكلمة “لا” مكان في قاموسي، فأنا لا أرفض لأي كان طلبا وأيسّر للمعسرين أمورهم. سواءا أكان ذلك في البيت أم مع زملائي في العمل وحتى أصدقائي. ولم أحتسب يوما سوى العوض من الله . لكن مع مرور الوقت سيدتي. وجدت الناس من معارفي ومن هم أولى بأن يلتمسوا لي الأعذار ويجعلون لي بينهم مكانة طيبة يقررون في مكاني ما يناسبهم ويروق لهم مني من دون مشاورتي حتى إدراكا منهم أنني لن أرفض. لم تعد لي بين ليلة وضحاها سيدتي أحلام أو طموحات، فحتى البسيط مما اريد القيام به بات صعب المنال.
حسرتي كبيرة على نفسي سيدتي، فكيف لمن أوقدت لهم أصابعي العشرة نورا يرمونني بالتجاهل والصد. وكأن حقي في الإختيار متوقف أو ملغى تماما. إنهم يدركون تمام الإدراك من أنني النبراس الذي يستضيئون به من أجل أن يحيوا.
لازلت على صمتي وأنا أرى مسار حياتي مرهون بمدى قبولي التنازلات. فرفضي يوما ما وإستيقاظي من السبات الذي سيجعلني أرفض سيكون النهاية لا محالة.
أريد حلا لما أنا فيه فالنار تأكل أحشائي وأريد أن أنتفض لنفسي فطمع الناس في طيبتي. وجميل أخلاقي ونبل صفاتي لا حدود له.
التائهة ن.فريال من الغرب الجزائري.

الرد:

من الصعب على الإنسان عندما يقف موقف محاسبة الذات أن يجد أنه إستثمر الكثير. من دون أن يكون له من عائد أو فائدة تخدمه أو تناسبه.
ولعلها صفة مشينة تلك التي تجعل من نكن لهم الحب والإحترام يقذفوننا بسهام الغطرسة والعنجهية. دعيني في البدء أختاه أحييك على طيبتك قلبك التي تعكس حسن سريرتك. ولعلني من خلال هذا المنبر أبلغ رسالة للمتطاولين على الناس لسبب ما أو لحاجة ما أن يكفوا أذاهم على الطيبين منهم. فكل القلوب مليئة بما يكفيها، وكل الأفئدة مثقلة بالهموم وال,جاع.
من الجيد أنك كنت ولفترة ما خدومة متساهلة، لكن كان عليك كبح جماح هذا العطاء. الذي لم تقرنيه بحقك في الأخذ لدرجة بتّ فيها غبية في نظر من حولك، والدليل أنهم لازالوا ينهلون منك وكأنك بحر عميق لا تنضب مياهه.
ليس الأمر بالصعب، لكنه يحتاج قرارا نهائيا قطعيا منك أن تعلني التمرد لذاتك المهدورة. فأنت إنسان ذو كيان ولك الحق في أن تنعمي بفرص وتنازلات الناس مثلما فعلته أنت وكنت عنوانا له دائما.
توقعي السيء من ردات الفعل، فالجميع سيتجهم ويرفض في أن يكون لك رأي مخالف لا يخدمهم والأكثرية سيعلنون فك. رابطة الصداقة أو العلاقة معك، فلا تكترثي وأمضي قدما نحو إرساء نفسيتك المعطاءة على بر الأمان.
لست أختاه مجبرة أن تكوني الشّمعة المتقدة التي تضيء سبل الحيارى. فما أنت فيه من حيرة لن تكفيه شموع العالم لتجدي لما أنت فيه من حسرة وندم مخرجا. ليس العيب أن نرفض ما لا يخدمنا ولا يهمنا، لأن العيب هو الإسترسال في عطاء لدى أناس لا يشعرون، لا يفهمون وخاصة لا يقدرون ولهم بالمثل راضون.

ردت: “ب.س”

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

رابط دائم : https://nhar.tv/vGUyM