كيف اقنع ابني أن المفرقعات لا تليق في مولد خير البرية
تحية طيبة للجميع وبعد: سيدتي ابني لم يبلغ العاشرة من عمره، مؤخرا بات يستفزني بطلباته المستمرة لشراء المفرقعات بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.
فمنذ مدة وهو يدخر مالا صرفه كله على هذه الأشياء، ما أثار أعصابي فقمت بإتلافهم جميعا. غضب بشدة ولكنه لا يزال يصر على الحصول على أموال أخرى ليشتري المفرقعات، ليشارك أترابه ذلك اليوم بها. فكيف أتصرف معه وكيف أقنعه أن المولد النبوي الشريف هو مناسبة دينية نستشعر من خلالها حب رسول الله. وليس تبذير لأموال في أشياء لا تنفع، فكيف أقنعه وأغير أفكاره..؟
السيدة “ف” من بومرداس
الـــرد:
تحية أجمل سيدي وبالمناسبة لا يفوتني أن أهنئك ونهنئ الأمة الإسلامية جمعاء، سيدتي رسالتك حقا جاءت في وقتها المناسب، وأظنه انشغال غالبية الأمهات، فكل البيوت تقريبا يوجد فيها أطفال يتأثرون بغيرهم، حتى الطاولات التي تَعرض في الأسواق أشكال وألوان من المفرقعات التي تسيل لعابهم وتجذبهم لشرائها والتباهي بها أمام أصدقائهم، وهنا لابد من التعامل بحرص وحكمة مع الأطفال بحكم نضجهم غير المكتمل حتى نعلمهم أن هذا أسلوب غير صحيح للاحتفال بمناسبة عظيمة كهذه.
لهذا سيدتي لا داعي للتصرفات المتهورة مع صبي أنت بصدد بناء شخصيته وخاصة دينه، وعوض التصرف بعنف. كان الأجدر بك أن تفهميه أن المولد النبوي هو يوم عظيم. ولد فيه خير البشر نور وهدى للعالمين، وأن الاحتفال به لا يكون بالمفرقعات، وإنما نحتفل به حتى نزداد حبا لحبيبنا محمد.
وذلك يكون بطاعة الله ورسوله، وإتباع سنته، والإكثار من أعمال الخير، والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم. أما المفرقعات يمكن الاحتفال بها أو استعمالها في مناسبة أخرى. لأن الزمن الذي نحن فيه هو زمن فتن بامتياز، انتشر فيه الفساد وعقوق الوالدين وقطع الرحم.
فلا يجب أن نخطئ في تلقين تعاليم ديننا الحنيف، حتى لا ينفر منه أولادنا، ولأن ديننا هو دين ترغيب وليس دين ترهيب. كان الأجدر بك سيدتي بدل أن تمنعي المفرقعات من ابنك بإتلافها أمام عينه. إغراءه بأشياء أجمل كأن تجلسي معه وتروي له سيرة رسول الله بطريقة مبسطة يمكنه استيعابها. قراءة القرآن مع بعضكما البعض وطبعا هذا بالتعاون مع الوالد لأن الطفل عادة ما يتأثر كثيرا بوالده. واعلمي سيدتي أن الصغار هم نسخة عن الكبار. لذا كونا أنتما قدوته في كل شيء، وسوف ترين التغير في ابنك بحول الله، ولكن رويدا رويدا.
لذا تحلي بالهدوء، وراجعي تصرفاتك في طريقة غرس القيم الدينية والأخلاقية في ابنك، حتى يستجيب لك، وتكوني فخورة به إن شاء الله، وبالتوفيق.