كيف أقنع زوجتي بضرورة أن تساند والدتي في مصابها؟

كغيرهما من الحموات والكنات، جمعت زوجتي ووالدتي علاقة كان عنوانها الشدّ والجذب، ونظرا لأنهما كانتا في خصام مستمر وبسبب تفاقم الأمور وعدم قدرتي السيطرة على الأوضاع، أقدمت على تطليق زوجتي في لحظة طيش مني. غير أبه بأنها أم أولادي الذين تشردوا وتشتتوا بعدها. وقد وجدت بعد فترة مما أقدمت عليه نادما. فأعدت زوجتي إلى ذمتي،

كيف أقنع زوجتي بضرورة أن تساند والدتي في مصابها؟

وقد تأكدت من زوجتي. بأن لوالدتي سامحها الله كبير الدور في الشرخ الذي أصاب علاقتنا الزوجية والتي بفعلها حدث الطلاق. تحاملت على نفسي وأكدت لزوجتي حبي لها وعدمن تفريطي فيها. مهما كان ولو كان الأمر يتعلق بأمي التي لم تخف الله في كنتها التي عانت معي الأمرين.

وفي محاولة مني لمسك العصا من الوسط، وإرضاء زوجتي بالقدر الذي أرضي به أمّي، فجعنا بوفاة أخي غير الشقيق(هو أخي من أمي التي كانت متزوجة من شخص أخر ققبل أبي)، وقد كانت امي شديدة التعلق بإبنها البكر. وقد هالتها مسألأة موته ولم تتقبلها. ولأنني الإبن الوحيد المتزوج بين إخوتي، طلبت من زوجتي أن تقف إلى جانب والدتي وتساندها في مصابها، إلا أنني تفاجأت بزوجتي ترفض الأمر جملة وتفصيلا، وتخبرني من أنها لم ولن تنسى فعلة أمي. التي كانت يوما سبب طلاقنا، كما أنها أخبرتني بشديد اللهجة أنها ترى من أن مصاب أمي إنتقام لها من الله على ما عاشته من مشاعركأبة وحزن .

أنا اليوم سيدتي بين المطرقة والسندان، فدموع أمي تأبى أن تكفكف، وزوجتي على رأيها من تجهم تجاه أمي التي أحس من أنها وحدية منكسرة. تنتظر بفارغ الصبر من يجبر بخاطرها.

الحائر ب.صالح من الغرب الجزائري.

الرد:

من الصعب أن يجد المرء نفسه بين خيارين أحلاهما مر ، وأنا أجد في أنك في موقف لا تحسد عليه أخي خاصة حيال أمك التي تنتظر منك أن تكون الداعم لها في محنتها، أعانها الله على تحمّل ما هي من إبتلاء ونسأل الله أن يرزقها الصبر والسلوان.

كيف أقنع زوجتي

أستغرب لموقف زوجتك أخي التي كان من المفروض عليها أن تجتهد لإذابة الجليد الذي بينها وبين والدتك، كما أنني لا أجد تفسيرا لما تراه هي إنتقاما من الله. لحماتها التي فجعت في فلذة كبدها، أمرب قد يحدث لأي أم على وجه الأرض، حيث كان عليها أن تأخذ العبرة.

وكأي زوج عاقل عليك أخي أن تسعى لأن لا تحسس والدتك بالأمر، من خلال تواجدك المستمر إلى جانبها لتكون أنت سندها. ولتفهمها إن سألت عن أمر زوجتك بأنها مشغولة في العناية بالأولاد ومن أنها تسد مسألة غيابك عنهم. بالقدر الكبير حتى لا تتأذى نفسية والدتك. وتجد في أن تصرفات زوجتك نكاية فيها.

وبالرغم من أن الموقف جد صعب، فأنا أناشدك أخي أن تحاول إفهام زوجتك من أن التسامح والتغاضي هم من بين الأسس الضرورية لبناء العلاقة الزوجية وإستمرارها. كما أن مسألة وفاة أحد من الأبناء قد تفجع به أي أم، فعليها أن لا تحيا على دافع الإنتقام مما حدث لها بالماضي وأن تغرس في قلبها وقلب أبنائكما مبدأ أن الله كفيل بكل شيء.

التعقل هو أكثر ما يجب أن تتحلى به أخي، حتى لا تقدم على ما لا يحمد عقباه، فلا تنسق وراء أي شيء بإمكانه أن يعكّر صفو الحياة مع والدتك ، وعليك أيضا أنت تتحكّم في زمام الأمور حتى لا تخرج المشاكل التي تعترض حياتك عن السيطرة.