إعــــلانات

كيف أحمي إبنتي المراهقة من الإنهيار وأضمن لها الإستقرار؟

كيف أحمي إبنتي المراهقة من الإنهيار وأضمن لها الإستقرار؟

كيف أحمي إبنتي المراهقة من الإنهيار وأضمن لها الإستقرار؟

سيّدتي، بعد التحية والسلام، إسمحيلي أن أبوح لك بما ينغص علي أيامي ويقضي على أجمل أحلامي. فأنا أم  لبنت مراهقة تحيا الأمرّين. بسبب بعض الوساوس والإرهاصات التي قلبت حياتها رأسا على عقب.

كيف أحمي إبنتي المراهقة من الإنهيار وأضمن لها الإستقرار؟

تتساءلين سيدتي عما تعانيه إبنتي،فأجيبك أنها فقدت الأمل في الحياة وباتت متشائمة، كما أنها تخمّن في ترك مقاعد الدراسة لسبب عدم رغبتها في الإحتكاك بزملائها والهروب من نظراتهم، بالرغم من أنها جميلة وأنيقة ولا ينقصها شيء. لقد باتت إبنتي متوجسة من مجهول لا تعرف تفاصيله، كما أنها تتساءل وتسأل في مواضيع لا يمكنني أن أجيبها عنها، ولعلّ الطامة الكبرى أنها مترددة في إتخاذ القرارات حتى البسيطة منها،وما أخافه أنها تلوم نفسها على أي شيء تقدم عليه، فتخبرني أنها لو لم تقم بذلك الأمر مثلا لكانت تجنبت أمورا ومشاكل لم تحدث أصلا.

نصحني العديد من الناس بعدم إقحام نفسي في المتاهات. التي تحياها إبنتي وتركها لوحدها كونها في فترة مراهقة، وهي تبني شخصيتها، لكنّني كأمّ لم استطع تحمّل رؤيتها على هذا الحال. وأنا أفكر في عرضها على أخصائية نفسانية أو راق يخرجها من هذه الحالة التي تزداد تفاقما يوما بعد يوم. أريد منك أن تبثي السكينة في قلبي سيدتي فما أنا فيه محنة فما بالك بفلذة كبدي؟

كيف أحمي إبنتي المراهقة من الإنهيار وأضمن لها الإستقرار؟

التائهة أم نور من العاصمة.                          

الرد:

عديد الأطفال والمراهقين. الذين لا ينعمون بالدفء العاطفي أو الإحتواء، تجدهم يعانون في فترة المراهقة بالقدر الذي ينجرّ عنه مشاكل لا تحصى ولا تعد لدى أوليائهم. ولأنّ الأمر خرج عن السيطرة سيدتي، وبعد أن تيقنت من أنّ حالة إبنتك لا تسرّ تواصلت معنا، فنتمنى أن يكون لدينا من الحلول ما يجعل إبنتك تهدأ وترتاح، فترتاحي أنت أيضا.

تكلمت عن كل ما تعانيه كريمتكم من خوف ووجل، هواجس و وساوس، لكنك سيدتي لم تذكري قطّ طريقة تعاملك معها قبل الأزمة ولا حتى أثناء ما تمرّ به من حيرة وخوف. أدرك أنك زوجة وأم، وأعي أن لديك من المسؤوليات ما يجعلك قد تتقاعسين نوعا ما في مهامك ومسؤولياتك، لكن عليك أن تعلني حالة الطوارئ في البيت وبين أفراد أسرتك. حتى تتظافر جهودكم وحتى تلفوا هذه الفتاة بالحب والإحتواء. لتخرج من حالتها التي قلبت حياتها رأسا على عقب.

كيف أحمي إبنتي المراهقة من الإنهيار وأضمن لها الإستقرار؟

في البدء عليك أن تحتوي إبنتك بالمشاركة مع زوجك، حيث عليكما أن تطمئناها وتجعلانها تحس بوجودكما لأجلها وعدم تخليكما عنها مهما كانت الظروف. كما أنه على إخوتها أن يجالسوها ويحدثوها، وأن لا ينصرفوا عنها مهما كان خاصة في ظل ما نعرفه من إستفحال لإستعمال الهاتف النقال والأنترنت ما خلق هوّة كبيرة بين أفراد الأسرة الواحدة.

من جهة أخرى، وبما أننا في فترة عطلة، وبما أننا نمر بجائحة جعلت الموت تحصد الأرواح يوميا. مما دفعنا إلى الإنغلاق على أنفسنا، حاولوا أن تخلقوا لها نشاطات وتمارين تملأ عليها وقت فراغها. وتجعلها تحسّ بكينونتها. أيضا، عليك أن تكوني لإبنتك صديقة حميمة تحملين عنها ما في قلبها من حزن وهم، ولتتأكدي أن هذه أهم الخطوات التي يجب عليك إنتهاجها قبل إصطحابها إلى الطبيب النفسي. وأجزم أنك بإحتواء الأمر، فإنك ستتجنبين هذه الخطوة التي قد تصدم إبنتك وتزيد من حدة حالتها.

إبنتي المراهقة 

تعودي على خلق الحوار بينك وبين أفراد أسرتك، ولا تحسسي إبنتك ومهما كان من أنها تعاني من أي مشكل كان، ولتدركي أن تجاوزها لهذا العارض مرهون بجهودكم. كأسرة تعي أن فترة المراهقة من أصعب الفترات التي قد تمرّ بها الفتاة خاصة إن لم تجد من الإحتواء والحب شيئا.

في الأخير، أكثر ما أتمناه أن تعمدي على تفهّم إبنتك وخلق الأعذار لها. من باب أن تبددي عنها الإحساس بالرفض وذلك حتى تحسّ بالأمان، هذا الأخير الذي له مفعول السحر على المراهقين.

طالع أيضا :

ابن الوسط يريدها موظفة مستقرة

📌📌 يتيح لكم تطبيق النهار الإطلاع على آخبار العاجلة وأهم الأحداث الوطنية.. العربية والعالمية فور حدوثها

حمل تطبيق النهار عبر رابط “البلاي ستور”
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.ennahar

رابط دائم : https://nhar.tv/boejP