كتاب يفضح نظام المخزن يتسبب في أزمة دبلوماسية بين مصر والمغرب
تسببت سياسة المغرب الخارجية «المتهورة» في أزمة دبلوماسية مع مصر، وهذا بعد أن قام أحد الكتاب المتطوعين المصريين بنشر كتاب تضمن مجموعة مقالات لصحافيين مصريين زاروا مخيم اللاجئين بتندوف وتحدثوا بكل مصداقية عن وحشية العدوان المغربي تجاه الشعب الصحراوي.
لم تتقبل الحكومة المغربية أن تقوم مصر بطبع كتاب يتضمن حقائق حول «وحشيتها» اتجاه الشعب الصحراوي، فراحت تهاجم مصر شعبا وحكومة عبر قنواتها الحكومية، أين وصفت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقائد الانقلاب، في وقت أكدت على شرعية الرئيس المعزول محمد مرسي. وقل مقدم نشرة في تقرير تم بثه على القنوات الرسمية المغربية: «عاشت مصر منذ الانقلاب العسكري الذي نفّذه المشير عبد الفتاح السيسي عام 2013 على وقع الفوضى والانفلات الأمني، حيث اعتمد هذا الانقلاب على عدد من القوى والمؤسسات لفرضه على أرض الواقع وتثبيت أركانه». وبعد هذا التقرير اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي وكذا الإعلاميين، ما ساهم في ترويج تحليلات تم إدراج الجزائر من خلالها، حيث جاء على لسان مقدمة «حصة القاهرة اليوم» أن «سبب التكالب المغربي يرجع إلى العلاقة الوطيدة التي باتت تجمع الجزائر بمصر، ما نتج عنها تصدير الغاز الجزائري بنصف الثمن». لكن السبب الرئيسي يعود إلى كتاب مصري تم طبعه مؤخرا والحديث عنه في فندق الأوراسي بالجزائر العاصمة، تحت عنوان «الصحراء الغربية بعيون مصرية»، حيث أغضب هذا الكتاب جهات عليا في المغرب وعلى رأسها محمد السادس. والكتاب هو عبارة عن تجميع لمقالات وتقارير عديدة سبق لصحافيين مصريين أن أنجزوها بمناسبة زيارتهم إلى مخيمات تندوف، خلال الصيف الماضي ووصفهم لأوضاع سكان المخيمات، فضلا عن إجراء حوارا مع الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز. ويتكون الكتاب من 168 صفحة ويضم شهادات ومقالات تعري نظام المخزن وكذا الوحشية التي يتعامل بها مع الشعب الصحراوي. وجاء في مقدمة الكتاب: «منذ أربعين سنة، استيقظ العالم على وقع انفجار قضية الصحراء الغربية العادلة.. لكن الأشقاء بالمغرب لم يتركوا لأبناء الصحراء أي مجال للاستمتاع بثمار تضحياتهم، حيث عمل النظامُ المغربي على التحايل من أجل سرقة الفرحة من شفاه الصحراويين». وشبّه الكتاب المصري قضية الشعب الصحراوي بالشعب الفلسطيني، في استنساخ ممجوج لما تكرره قيادات البوليساريو، حيث قال الكتاب إن «ندرة المعلومات وشح المصادر ساهما في إضفاء مزيد من الضباب والغيوم على أجواء هذه القضية التي لا تقل في خطورتها وأهميتها عن القضية الفلسطينية ».