قلبي على ولدي انفطر وقلبه علي حجر
سيدتي أشكرك على هذا الفضاء الذي من خلاله منحتنا فرصة لننفس فيه عن همومنا ومشاكلنا.سيدتي أنا امرأة شاء لها القدر أن تحمل لقب مطلقة وهي في ريعان الشباب، وما زاد من شجني أنني عدت إلى بيت أهلي ومعي ثمرة زواجي الفاشل من رجل لم يدعني وشأني بالرغم من مرور سنوات على فراقي عنه.مشكلتي سيدتي، تكمن في أن ابني الذي تفانيت في تربيته وضحيت لأجله بأجمل سنوات عمري، يحب والده إلى درجة لا توصف، والدليل رفضه لمسألة زواجي، في حين وجدته يرحب بفكرة زواج والده ترحيبا كبيرا، وكأن لهذا الأخير الحق في اختيار الطريق الذي يناسبه والذي يريحه، بينما هذا حرام علي.سيدتي لست أفهم سبب جفاء فلذة كبدي علي، وأنا التي بذلت قصارى جهدي لإرضائه وتعويضه عن الحرمان الذي عاشه بعيدا عن والده.صدقيني سيدتي، أنا أحيا أياما مريرة، فمن وهبته الحياة يأبى أن يذيقني طعم الراحة، ومن ظننته سندي في الحياة أدار ظهره لي، فهل يعقل هذا؟ ماذا أفعل سيدتي، وهل يصح أن تبقى المطلقة رهينة الأحزان ما بقي لها من أيام؟
الأم المعذبة.
الرد:
يكتب على المرء أحيانا أن يحيا بعض التجارب التي تؤثر بالسلب على حياته، فيبقى متألما قانطا، وقد يفقد لأجلها الأمل والرغبة في الحياة.ما تعيشينه سيدتي، أشبه بالجحيم حقا، لكن عليك أن تدركي أن الصبر مفتاح الفرج، كما أن الحياة تجارب، وخير المجربين من يخرجون من كل محنة وهم مرفوعي الرأس.حقيقة لا يوجد في الدنيا ما هو أصعب من جرح من نكن لهم كل الحب في هذه الدنيا. وليس هناك ما هو أشد ألما من هجر المقربين. صدقيني سيدتي، أفهم سر معاناتك ويأسك وقنوطك، لكن ليس للدرجة التي تفقدين فيها الأمل وحب الحياة.عليك أن تفهمي، بأن ابنك عاش وهو بأمس الحاجة إلى حنان والده، كما أنه عليك أن تتيقني من أن كل ما فعلته لا يكفي، لأن يحس ابنك بالاستقرار النفسي والاجتماعي. فالمرأة تعجز أن تلعب كل الأدوار، خاصة وهي تحمل لقب مطلقة، لأنها في الأصل تحتاج إلى من يساعدها ويدعمها.تحدثي إلى ابنك، وأفهميه بأنك أيضا في أمّس الحاجة إليه، واجعليه يحس بتضحياتك من دون أن تُظهري له ذلك، هذا من جهة، من جهة أخرى، اعلمي أنه ما من ولد يكره أمه مهما حدث، وما غضبه منك أو تهربه إلا ردة فعل لما يعانيه من فراغ وصراع جراء طلاق لا ذنب له فيه، فاصبري وتمسكي بإيمانك وثقتك في الله.
ردت:نور