إعــــلانات

قصة وعبرة

قصة وعبرة

يقال أنها قصة حقيقية، رويت أيضا على لسان صاحبها، هو رجل عرف بالتقوى والورع منذ صغره، حفظ القرآن الكريم، وتربى على أخلاق القرآن والسنة النبوية الشريفة.

وذات يوم اعتصره الجوع عصرا، لم يجد شيئا ليأكله، وبينما كان يسير في إحدى الشوارع وجد كيسا شخصا يحمل خمسمائة دينار، ينادي في القوم أن من وجد كيسا به عقدا من اللؤلؤ يعطيه ذلك المبلغ.
سأله الرجل عن العقد وعن مواصفاته، فأجاب صاحب المال بطريقة لم تدع للشك سبيلا بالنسبة للرجل التقي الذي وجده، فأعاد له العقد، وعندما مد عليه الرجل المكافئة أبى الرجل التقي أن يأخذ منه شيئا، لقد انتظر الجزاء من رب العباد على الرغم من شدة حاجته لأي مال ولو كان ليطفئ جوعه.
ركب الرجل الصالح البحر بحثا عن الرزق، هبت رياح هوجاء بقلب البحر فغرقت سفينته بكل ركابها، ولم ينجو على ظهرها إلا الرجل التقي، الذي طفا فوق سطح المياه بواسطة لوح خشبي تبقى من السفينة الغارقة.
وصل ببلاد نائية، جلس بمساجدها وأخذ يتلو القرآن بصوته العذب الجميل، فإجتمع أهلها حوله وجعلوه يعلمهم القرآن ويعلم أبنائهم الصغار العلم، فقد كانوا على قدر من الجهل والأمية، حتى أنهم لا يستطيعون القراءة في كتاب الله سبحانه وتعالى.
أعطيت للرجل الصالح الكثير من الأموال، وزفت إليه عروس يتيمة، عندما ولجت بيته وكأن القمر نزل من السماء وأصبح بين يديه، والغريب حينها أنه وجد نفس العقد برقبتها، فقص عليها قصته مع العقد، فأخبرته بأنها ورثت العقد عن والدها، الذي قابل مؤمنا ورعا تقيا عندما ضاع منه العقد، رد عليه العقد وأبى أن يأخذ منه شيئا، وأن والدها كان دائما يدعو بأن يجمع بينه وبين هذا الصالح ليزوجه من ابنته الوحيدة.
العبرة: ازرع الخير فلا تدري كيف تجنيه.
**

رابط دائم : https://nhar.tv/mxB06