قاسم ليمام الرئيس السابق للحمراوة يفتح قلبه للنهار
رغم ابتعاده عدة مواسم عن رئاسة مولودية وهران لا يزال قاسم بليمام بمثابة الرجل رقم واحد في الفريق الوهراني ولا تزال شريحة كبيرة من المناصرين ترغب في عودة قاسم للفريق مجددا
خاصة وأن اسمه اقترن بالتتويجات الوطنية والعربية التي ما انفكت تغادر المولودية التي لم يفلح لحد الآن مسيروها في إخراجها من النفق المظلم.
ليمام رغم اعتزاله التسيير يلعب في الوقت الراهن قائدا لجوق الرياضة ليصبح شوكة في حلق المسيرين الحاليين حيث ينتقد هو وجماعته كل كبيرة وصغيرة في مولودية وهران.
“النهار الجديد” كان لها لقاء مع قاسم ليمام تمخض من خلال حوار شيق مع الرئيس الأسبق للحمراوة الذي أبدى من خلاله امتعاضه من طريقة التسيير الحالية ولم يخف من خلال ذات الحوار رغبته في العودة من جديد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في المولودية قبل أن يتحول الفريق حسبه إلى أطلال.
قبل الخوض في متاهات الحوار مرحبا بك بادئ الأمر على صفحات يومية “النهار الجديد”.
والله مرحبا بهذا المولود الإعلامي الجديد والذي بدون مبالغة ولد عملاقا في أول عدد اقتحم به عالم الصحافة المكتوبة.
باختصار شديد وبدون مقدمات، ما تعليقك على الواقع المر الذي تعيشه مولودية وهران التي أضحت تفضل التمركز في ذيل الترتيب وطلقت أدوار البطولة؟
كل ما يسعني قوله هو أن ما تمر به المولودية يعتبر كارثة وصفعة لكل محب لهذا بالفريق الوهراني والمتسببون في هذا الوضع المخزي والمهين مثلما يعرفه الخاص والعام هم أناس غرباء عن النادي ليست لهم علاقة لا من بعيد ولا من قريب بالتسيير الرياضي جعلوا من المولودية مطية لقضاء مصالحهم الخاصة وتناسوا مصلحة الفريق العامة وداسوا على أحلام المناصرين الذين لم يألفوا المولودية تنهزم داخل الديار ولم يكونوا يتوقعون يوما أن يصارع فريقهم على البقاء في حين كان الصراع دوما على الألقاب.
برأيك، ماهي الحلول لإخراج المولودية من هذا النفق المظلم؟
للأسف لا يوجد حل عاجل فالمولودية قدّر لها أن تلعب مجددا من أجل ضمان البقاء فلا بطولة ولا تتويج بالكأس مرجوان هذا الموسم فعلى الإدارة الحالية مواصلة سياسة البريكولاج لتفادي السقوط لا غير.
لكن مصادر من الفريق تقول إن انتدابات الميركاتو ستكون كفيلة بإخراج المولودية من الأزمة؟
هذا الكلام مجرد غوغاء لإطفاء نار الغضب لدى المناصرين فجل من أحضرتهم المولودية أو من ستحضرهم لن يفوا بالغرض المطلوب لأن الانسجام بين المستقدمين واللاعبين الحاليين يتطلب وقتا كبيرا وهذا ما يعني أن الميركاتو لن يكون عجلة النجدة للإدارة الحالية.
البعض يحمّل المدرب قوميز مسؤولية تدني مستوى المولودية نتيجة خططه التكتيكية التقليدية، فما تعليقك؟
حتى ولو جلبنا “كابيلا” لتدريب المولودية لن يقدر على جني النتائج الإيجابية فالخطأ ليس في المدرب قوميز بل هو في التشكيلة الهشة والمجموعة المتواضعة للاعبين.
في رأيك إذن عناصر الفريق الحاليون ليسوا قادرين على قيادة المولودية إلى بر الأمان؟
باستثناء لاعبين أو ثلاثة الباقي كلهم لا يستحقون تقمص ألوان الحمراوة.
مولودية زمان كانت معروفة بالنزعة الهجومية المفرطة أما في الوقت الراهن يكتفي الحمراوة بالتعادل وتصنفه الإدارة في خانة الإيجابيات خاصة خارج القواعد؟
المسؤولون الحاليون لم يكتفوا باستنزاف خزائن الفريق فحسب بل طمسوا حتى الخطة القاعدية للمولودية التي لم تعرف يوما انتدابات “الميركاتو” ولا حتى جلب لاعبين من خارج الولاية بل كان المنتوج محليا وكانت الفئات الصغرى هي الخزان الوحيد لصنف الأكابر بما في ذلك المهاجمين أين كانت المولودية تلعب بثلاثة مهاجمين يهزون شباك الخصوم داخل وخارج القواعد فالنزعة الهجومية السابقة تولدت نتيجة سياسة رشيدة أما العقم الهجومي الحالي أكبر دليل على فشل السياسة الحالية للإدارة.
الرئيس الحالي يوسف جباري يرجع تدني المستوى دائما للأزمة المالية التي يمر بها الفريق؟
مثلما سبق وأن صرحت مشكل المولودية هو في التسيير الفاشل ففي فترة رئاستي للنادي لم أكن أتلقى إعانات مالية من قبل البلدية عكس اليوم فكان الفريق يستفيد من مبلغ مليار و200 مليون سنتيم من طرف الولاية فحسب واستطعت بالمقابل جلب حوالي سبعين سبونسورا بقيمة مالية إجمالية لأربعة ملايير آنذاك غطيت من خلالها نفقات الفريق الذي استطاع الاستحواذ على ألقاب البطولة الوطنية وتوج ثلاث مرات على الصعيد العربي وحقيقة القول إن الأزمة في المولودية أزمة رجال وليس أزمة مال.
جباري خلال آخر تصريحاته قال إن المعارضة لا توقف سير عمله مع الفريق؟
وأجيبه بدوري أنه بدون معارضة لن يصنع فريقا سويا وأنا شخصيا أقود جناح معارضة بناءة للحفاظ على الفريق ضمن حظيرة النخبة ومن بعد نهاية الموسم سيكون لنا كلام آخر.
بعض الأطراف تقول بأن ليمام يسعى مجددا لتولي زمام الرئاسة في مولودية وهران؟
ليس ذلك مطلبي شخصيا بل هو مطلب جماهيري التي لن أدير لها ظهري بالتأكيد وبعد نهاية الموسم سوف أسعى لاسترداد مقاليد الرئاسة التي سلبت مني غدرا.
سلبت منك غدرا، هل بإمكانك توضيح هذه العبارة؟
كل الأنصار كانوا يودون بقائي رئيسا للمولودية خلال موسم 2003 لكن المؤامرة التي كان أبطالها مدير ديجياس وهران والوالي آنذاك هي سبب إبعادي بالقوة عن الفريق وتمت بعدها تزكية أشخاص فاشلين لكن هذه المرة الجماهير تطالب بعودتي بإلحاح أكثر من السابق وهذا ما يحفزني على عدم رفض نداء المولودية.
بعيدا عن المولودية، ما تعليقك على مستوى كرة القدم الجزائرية؟
أعيدها وأكررها بأن ما يجري للكرة الجزائرية سببه السياسات الفاشلة داخل الأندية وإلا كيف تفسر المعدل العام لعمر اللاعبين في البطولة الوطنية بثلاثين سنة فالمسيرون الحاليون تناسوا سياسة التشبيب وأهملوا الفئات الصغرى وراحوا يجرون وراء صفقات مشبوهة للاعبين أكل عليهم الدهر وشرب وهذه النقطة بالذات هي السر الحقيقي لتقهقر الكرة الجزائرية.
وما تعليقك على الفريق الوطني؟
الفريق الوطني هو مرآة تعكس ما يجري للكرة الجزائرية والفاهم يفهم.
كلمة أخيرة؟
يجب على رئيس الجمهورية شخصيا أن يتخذ إجراءات صارمة في صالح الكرة الجزائرية التي سلبت منها عزتها وكرامتها لكي تعود الروح مجددا للفريق الوطني الذي غابت عنه التتويجات منذ سبع عشرة سنة مضت وكل عام و”النهار الجديد” بألف خير.