فيديو و حقائق مثيرة بعد معركة تولوز و مقتل محمد مرح
تساؤلات كثيرة بدأت تلعب في أذهان متتبعين حادثة تولوز للطريقة الأمنية التي تمت بها معالجة الفرنسي من أصل جزائري، محمد مراح، و كذالك حسب ما إستعرضته الصحف فرنسية وأوروبية اليوم السبت، ومعظمها عكس تساؤلات حساسة من الفرنسيين وغيرهم .
وأهم التساؤلات: كانت الأجهزة الأمنية الفرنسية تراقب مراح منذ أكثر من عام كما ذكرت، فكيف استطاع اقتناء كل هذه الأسلحة التي عثروا عليها في شقته ؟ ومن أين له أصلا هذه الأسلحة وهو العاطل عن العمل ولا يتقاضى شهريا سوى ما يعادل 625 دولارا كمعونة اجتماعية ؟ ثم لماذا تم قتله في حين كان بالإمكان اعتقاله بقنبلة واحدة مسيلة للدموع ؟مسؤول أمني فرنسي وصفته الصحف بكبير وله صلة بالتحقيق واعترف بأن المراح لم يكن من “القاعدة” أو أي تنظيم آخر “ولا أدلة على أنه تدرب، أو كانت له صلات مع جماعات جهادية منظمة” تكفل بالاجابة على التساؤل الثاني فشرح بأن المراح كان يشتري الأسلحة على مراحل “من أموال جمعها من عمليات سرقة عدة قام بها طوال سنوات” كما قال.
أسلحة متنوعة
وتم تقدير قيمة ما عثروا عليه من أسلحة في شقته بحوالي 10 آلاف يورو، أي تقريبا 13 ألف دولار، وهي: رشاش طراز Sten 9 ملليمترات، وآخر “عوزي” إسرائيلي الصنع اجمالا، وثالث كلاشنكوف، مع بندقية أوتوماتيكية، اضافة الى 3 مسدسات طراز “كولت 45” أوتوماتيكية، ومسدس “كولت 357” ببكرة، الى جانب ذخيرة تكفي لمعركة من النوع السينمائي تقريبا. وأكد المسؤول عدم وجود دليل بأن تنظيم “القاعدة” كلفه بما فعل، وأن المراح زعم انتسابه إلى “القاعدة” من باب أنها “ماركة مسجلة” معروفة، وليس لأنه منها، أي أنه قتل 3 جنود فرنسيين من أصل مغربي و4 يهود بمبادرة تلقائية وعلى حسابه الخاص، لذلك كان يجمع اليورو فوق الآخر ويسرق من هنا وهناك ليشتري ما أصبح فيما بعد “جبخانة أسلحة” في شقته الصغيرة.
المراح زار إسرائيل واعتقلوه في القدس
لكن المسؤول الأمني لم يقدم أي دليل على شراء المراح للأسلحة من السرقات، ثم تبرع المدعي الفرنسي العام بباريس، فرانسوا مولان، بالقول أمس لوسائل الإعلام أن المراح نفسه هو الذي أخبر الشرطة أثناء مفاوضاتها معه بأنه اشتراها مما كان يغنمه بالسهل الممتنع. مع ذلك استمرت شكوك الفرنسيين،خصوصا لجهة قتله برغم وجود إمكانية كبيرة لاعتقاله وهو حي.وأكثر المتسائلين هو كريستيان بروتو، القائد السابق لمن قتلوا المراح، وهم عناصر قوة التدخل الخاصة التابعة للشرطة الفرنسية، والذي انتقد اقتحام الشقة عليه وتصفيته فيها، وقال بروتو: “كان المفترض مهاجمته بقنابل غاز مسيلة للدموع ليفقد الوعي، ولكنه هوجم بعدد كبير من القنابل اليدوية مما زاد خوفه وجعله يطلق النار بكثافة غير عادية على رجال الأمن” وفق تعبيره.
وبقي السؤال الأول، وهو المقلق أكثر للفرنسيين، من دون أي اجابة حتى الآن: كيف استطاع المراح شراء كل تلك الأسلحة في وقت كانت السلطات الأمنية الفرنسية تراقبه منذ أكثر من عام، وكان موضوعا على لائحة الممنوعين من السفر إلى الولايات المتحدة ؟ ثم من ين له كل هذا المال ليزور دولا كثيرة ؟الدول التي زارها المراح وتجول فيها كثيرة بالفعل على عاطل عن العمل منذ ترك شغله السابق في كاراج لتصليح السيارات بتولوز قبل أكثر من عام، فقد زار اسرائيل في 2010 واعتقلوه في القدس لحيازته سكينا، وحققوا معه. كما زار المراح لبنان والأردن وسوريا وتركيا وباكستان وأفغانستان، وأختام جميع مطاراتها ممهورة على جواز سفره الذي عثروا عليه في الشقة. وفي الشقة وجدوا أيضا آثار معركة استمرت 5 دقائق بين المراح وبين مهاجميه، وخلالها تم اطلاق 300 رصاصة من الطرفين، فصورت الشرطة كل شيء بعد ساعة من مقتله تقريبا، حيث ظهرت في الفيديو أثر تفجير أحدثوه ليفتح ثغرة في الجدار، والأثاث البسيط ظهر وكأنه تعرض لزلزال، وكله لقتل شاب كان بالإمكان اعتقاله بسهولة.