في يوم الإحرام لم يتوان زوجي عن اقتراف الحرام
تحية طيبة وسلام حار أبعث به إلى كل الساهرين على إنجاز هذا العمل المتميّز أما بعد:اقتضت الضرورة أن أطلب المساعدة من أهله بعدما تعذّر علي التصدّي لمشكلة ضربت حياتي في الصميم، مشكلة لا يمكن أبدا غض الطرف بشأنها، هذه الأخيرة تتعلق بأهم جانب في حياة الزوجة التي ابتلاها الله بشريك لا يخشاه.نعم فزوجي كذلك، هذا الأخير الذي بلغ الأربعين من العمر، ولا يميز بين الحلال عن الحرام، يقترف أمورا يحسبها هينة ويتجاهل أن شأنها عند الله عظيم، هذا ما جعلني أراقب تصرفاته، وأرصد حركاته وسكناته لكي أمنعه من الانجراف وراء أهواء النفس وأحرره من قبضة الشيطان، فهذا دوري منذ أن ارتبطت به، دور الزوجة الصالحة التي تسعى بكل ما لديها وتعين الحليل، ولا ترتاح طرفة عين قبل أن تجعله على الطريق المستقيم، لذا فإني دعمته كثيرا وجعلته يقتنع بزيارة بيت الله الحرام، بعدما كان رافضا للفكرة، فالحج بالنسبة إليه للمسنين وليس لأمثاله، شاب يشع بالنشاط والحيوية، الأجدر به أن يعيش الحياة بطولها وعرضها ـ هذا حسب مفهومه ـ بتوفيق من الله أقنعته أن الشاب عليه أن يؤدي هذه الفريضة لأنه يتمتع بالصحة الجيدة والقدرة، وذلك أفضل بكثير من الشيخ، فقد يتعذّر عليه تأدية المناسك على أحسن ما يرام.جاء اليوم الموعود وبالضبط في منتصف رمضان المنصرف، سافرت وإياه لأداء مناسك العمر، اخترت هذا الوقت بالذات لنظفر غنيمة الثواب في العشر الأواخر من رمضان، توليت كل التحضيرات بما في ذلك الحجز وكل ما يتعلق بهذا السفر، تقربت إلى الله بالدعاء، أول ما وطأت تراب البقاع المقدسة، أن يهدي زوجي ويكتب له النجاح والفلاح، هذا الأخير الذي لم يرتدع عن تصرفاته كان يهاتف أصدقاءه ليسخر ويعبث وفي بعض الأحيان يتلفظ بالكلمات البديئة ونحن في الحرم، والأكثر من هذا تسوق وأحضر بعض المشتريات من أجل التجارة، لأنه عقد العزم علي بيعها وربح المال، بالإضافة إلى الجنون الذي أصابه يوم الإحرام، لم يغض بصره كان يترصد النساء بنظرات ثاقبة، على الرغم من أنهن محجبات وحتى المنقبات لم يسلمن من نظرته، وبعد انقضاء، هذا اليوم المتميز، كان يحدثني عن أمور تافهة أدركت عندها، أن باله كان مشغولا بأمور الدنيا ولم يُسلم قلبه أبدا لخالقه، مما جعلني أشعر بالاستياء.بعد عودتنا إلى أرض الوطن، أيقنت أن زوجي لم يتغيّر مثل ما يحدث لكل مسلم، يزور بيت الله، لقد ظل على حاله كان يردّد في مرة أنه ندم على الذهاب، لأنه تعب كثيرا، فأي نوع من الرجال هذا الإنسان الذي ابتلاني به الله، فإذا كانت تلك الأجواء الإيمانية التي تبكي لها الأعين خشية من الله، لم تؤثر في قلبه الميت، فلن يستطيع كلامي أو محاولاتي لإصلاح شأنه أن تفعل ذلك، فماذا أفعل مع هذا الزوج المقصر في العبادات والطاعات.